بيروت/ 12 تشرين الأول/ أكتوبر/ إرنا – رأت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن إطلاق الجمهورية الإسلامية الإيرانية اسم «عماد» علي أحد الصاروخ البالستي الجديد أمس، يحمل رسالة عسكرية موجهة لعدة جهات لا سيما للعدو الصهيوني.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الاثنين، إن الصاروخ البالستي الجديد الذي لم يعلن عن مداه لأسباب تأتي في إطار سياسة التحدي الإيراني لإخفاء القدرات العسكريّة للترسانة الصاروخية في الجمهورية الإسلامية'.
وأضافت تقول: 'الصاروخ الجديد كان غنياً بالإيحاءات، رسالة عسكرية وزعت علي أكثر من صندوق بريد في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات عسكرية حاسمة. البداية مع اسم الصاروخ، «عماد»، اسم يعيد الي الذاكرة اسم القيادي الجهادي الكبير الشهيد عماد مغنية. القيادة الإيرانية لم تصرح علناً أنها سمّت الصاروخ باسم الرجل الذي هز أركان الكيان الإسرائيلي، إلا أن مجرد النظر الي علاقة الرجل الوثيقة برفاق السلاح في إيران ينبئ بتسمية الصاروخ تيمّناً بالشهيد مغنية، لما لهذا الأمر من دلالات وخاصة علي صعيد معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي'.
وتابعت الصحيفة تقول: 'ثانياً، يأتي الكشف عن هذا الصاروخ في خضم معركة وجودية حاسمة لمحور الممانعة بوجه الإرهابيين التكفيريين وداعميهم انطلاقاً من سوريا؛ فالإعلان عن أن الصاروخ موجه ويعمل بتقنيات تصحيح المسار. إشارة لا تحتاج إلي الكثير من التفسير، فربما طهران تحاول إبلاغ الجميع أنها أصبحت تملك كما روسيا قدرات بالستية قادرة علي ضرب أهداف خارج الحدود وبدقة عالية، ما قد يمهد لضرب أهداف لتنظيم «داعش» في سوريا، وربما لاحقاً في العراق انطلاقاً من قواعد نيران داخل الأراضي الإيرانية' (وفقًا للصحيفة).
النقطة الثالثة بحسب صحيفة «الأخبار» هي 'عدم الكشف عن مدي الصاروخ وهو أمر غير اعتيادي ربما يحدث للمرة الأولي في التجارب الصاروخية. إلا أن النظر الي منصة الصاروخ وأجنحته وطريقة إطلاقه وسرعة تحليقه وطوله، إضافة إلي الصور الهوائية التي تظهر انفصال أجزاء من الصاروخ يشير الي أنه يعمل علي مرحلتين أو أكثر، ما يعني أن مداه يصل الي إلفي كلم وربما أكثر، وذلك استناداً إلي مقارنته بصواريخ من طراز «قدر» و«سجيل» و«شهاب 3»'.
أما الرسالة الرابعة كما تقول الصحيفة اللبنانية 'أرادتها طهران اليوم بالذات في تشييع جثمان أحد كبار قادتها العسكريين ممن سقطوا في سوريا وفي نفس اليوم الذي أقر فيه البرلمان الخطوط العامة للاتفاق النووي'، لافتة إلي أن الإعلان عن الصاروخ لم يكن عبر الحرس الثوري الإسلامي الذي عادة ما يقوم بتجارب ومناورات صاروخية، إنما أتي عبر وزير الدفاع، واعتبرت الصحيفة أن ذلك 'يعني أن الحكومة الإيرانية صادقت علي المشروع الذي تم تصميمه وإنتاجه وتجربته في مراكز التصنيع والتسليح التابعة لوزارة الدفاع تحت إشراف الحكومة'. وبالتالي 'كانت رسالة إلي الداخل والخارج بأن القدرات الصاروخية خط أحمر لا يجب أن يخشي الداخل من توقفها بعد الاتفاق النووي، ولا يمكن للخارج أن يوقفها بفعل الاتفاق النووي أيضاً'.
ورأت الصحيفة أن صاروخ «عماد» 'سيدخل إيران الي مرحلة الهجوم الدفاعي بمواصفاته الجديدة، رافعاً سقف التحدي وملوّحاً بالتدخل العسكري الإيراني خارج الحدود؛ فهذه التجربة لا يمكن فصلها عن تدحرج الأحداث في المنطقة أخيراً وارتفاع لهجة العسكر في إيران، وخاصة بعد حادثة مني في مكة المكرمة والتي أودت بحياة مئات الحجاج، بينهم إيرانيون'.
وقالت «الأخبار»: ' كان كلام المرشد الأعلي آية الله السيد علي خامنئي شديداً في التعاطي مع هذه الحادثة (فاجعة مني)، والعسكر أعلن استعداده لتنفيذ الأوامر بالرد علي أي تهديد أو خطأ ضد إيران. من هنا، يأتي عدم الكشف عن مدي الصاروخ ربما كرسالة مبطّنة للجار السعودي الذي تأزمت العلاقات معه انطلاقاً من العراق ما بعد الغزو الأميركي، مروراً بحرب لبنان الثانية 2006 والأزمتين السورية واليمنية، وصولاً الي حادثة الحجاج في مني'.
وختمت الصحيفة اللبنانية تقول: 'من هنا، لا يمكن فصل التجربة الصاروخية التي تم اختيار توقيتها بمنتهي الحرفية عما يجري في المنطقة التي تعيش فائضاً من القوة بحاجة إلي كثير من ضبط النفس لتجنيب الإقليم حرباً، في حال اشتعالها ستتطاير فيها الصواريخ وتذر نيرانها الرماد في عيون الجميع'.
انتهي *(4)* 381*2344