بيروت/ 5 آذار/ مارس/ إرنا – نشرت وسائل الإعلام الصهيونية تقارير عسكرية عن قدرات حزب الله القتالية وإمكاناته العسكرية، خلصت إلي أن حزب الله أصبح 'جيشًا نظاميًا بكل ما للكلمة من معني، ويمتلك قوة نار تفوق قدرة 95 % من دول العالم'.

ونقل تقرير لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) من بيروت عن المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن حزب الله ومنذ صيف 2012، يشارك بشكل فعّال في الحرب السورية، تمكن خلالها من الانتقال وبشكل تدريجي إلي مواقع متقدمة أكثر: في كل لحظة يوجد في سوريا 5 آلاف مقاتل وهم يشكلون ربع القوة النظامية لحزب الله'.
ويلفت هرئيل إلي أن مقاتلي حزب الله قادوا في حالات كثيرة الهجمات علي التنظيمات الإرهابية المسلحة في سوريا، ويؤكد أن تجربة حزب الله في سوريا تحمل في ثناياها مكاسب للحزب، 'الذي ينتمي الآن للمعسكر المسيطر في هذه الحرب'.
ويشير هرئيل إلي أن تعاون مقاتلي حزب الله مع القادة الإيرانيين والضباط الروس، أدي إلي تحسين قدرة حزب الله الحربية، حيث راكم تجربة ذات قيمة عالية. لافتًا إلي أن 'حزب الله شارك في سوريا للمرة الأولي بالحرب الي جانب طائرات وقاذفات ودبابات وقدرة استخبارية متطورة'.
ويقول هرئيل: 'صحيح أن المنظمة (حزب الله) لا تملك طائرات ودبابات خاصة بها، لكن من جميع النواحي الأخري فإن قدرتها لا تقلّ عن قدرات جيش بمستوي متوسط. فهي لديها 45 ألف مقاتل منهم حوالي 21 ألف مقاتل نظامي وأكثر من 100 ألف صاروخ منها بضعة آلاف بمدي متوسط وبعيد ومستوي دقتها في تحسّن مستمر'.
ويضيف: 'إن السلاح النوعي إضافة الي التجربة التي اكتسبها في سوريا منحت حزب الله قدرة استقلالية في مجالات حيوية مثل حرب القوات الخاصة واستخدام الطائرات بدون طيار، بما في ذلك الطائرات الهجومية..'.
ويذكّر هرئيل أنه في منتصف التسعينيات وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في جنوب لبنان (المحتل آنذاك)، قال رئيس الاركان (الصهيوني) أمنون لبكين شاحك إنه 'يجب التعامل مع حزب الله كمنظمة تطبّق حرب العصابات وليس كمنظمة مخرّبين أو خلايا إرهابية'.
ويشير هرئيل إلي أن الجيش الصهيوني يقر بأنه وعلي خلفية الحرب السورية فإن خصمه اللبناني (حزب الله) تحوّل الي 'جيش بكل معني الكلمة'.
ويتابع هرئيل: 'اليوم يمكن القول إن المنظمة تطمح الي للحصول علي قدرة للهجوم علي عدة مناطق ومعسكرات علي طول الحدود عند اندلاع الحرب.. هذه الخطة اذا نجحت ستُمكّنها من التشويش علي تحرّك الجيش «الإسرائيلي» علي الحدود وتُصعّب عمل تجنيد الاحتياط.. خطّ الحدود مع لبنان يمرّ في مناطق حرجية معقّدة. الطوبوغرافيا تمنح المهاجم أفضلية المفاجأة، الأمر الذي يلغي الحاجة الي حفر الأنفاق'.
ويخلص هرئيل إلي القول 'في جميع الأحوال هناك حاجة الي تنسيق التوقعات بين الجيش «الاسرائيلي» والجمهور (المستوطنين)... ما يقوله الضباط أن كل حرب في الشمال (مع لبنان) ستتسبب بوقوع عدد كبير من القتلي في صفوف الجيش «الاسرائيلي» والصواريخ التي سيطلقها حزب الله علي مناطق الحدود تتطلب إخلاءً جزئيًا للسكان وإصابة الصواريخ للعاصمة ستكون أصعب بكثير من الحروب السابقة في لبنان وغزة – من المشكوك فيه أن المواطن العادي قد استوعب ذلك بعد'.
ويختم المحلل العسكري الصهيوني، معتبرًا أن 'هذا سبب آخر بالنسبة لـ«اسرائيل» للحفاظ علي الوضع الراهن مع حزب الله وإبعاد الحرب القادمة قدر الإمكان'.
بدورها صحيفة «معاريف»، نشرت تقريرًا مشابهًا للمحلّل العسكري ألون بن دافيد، يؤكد فيه 'أن حزب الله يشكل اليوم التهديد العسكري الأهم لـ«اسرائيل»، ويقول: 'هناك من يشبّهون حزب الله بتنظيم بدأ كالقطّ يخدش ليس أكثر، غير أنه تحوّل تدريجيًا ليصبح نمرًا مفترسًا، فالتنظيم لديه اليوم 41 ألف مقاتل نظامي والكثير في الاحتياط، ولديه تجربة قتالية في سوريا، ولديه قوة نار أكبر من 95 في المئة من دول العالم'.
ويضيف بن دافيد: 'كثيرون منّا يخطئون ويسمّون حزب الله تنظيمًا إرهابيًا، هذا التعريف مغلوط مهنيًا وغير أخلاقي، فلحزب الله قدرة اليوم علي توجيه ضربة أولية لـ«اسرائيل» بآلاف الصواريخ في يوم واحد، وبالتوازي إرسال قوات هجومية تحتلّ البلدات المجاورة للسياج الحدودي في الجليل.. هو جيش بكلّ ما للكلمة من معني'.
وفي حين يشدد بن دافيد علي أنه 'لم يكتب كل هذا لإلقاء الرعب في القلوب (لإخافة المستوطنين)'، إلا أنه يؤكد في الوقت نفسه أنه بعد عشر سنوات علي «حرب لبنان الثانية» (عدوان تموز 2006) 'الزمن لم يبطل شدة الإخفاقات (الصهيونية) التي انكشفت فيها وغياب الاتجاه والقيادة علي المستوي السياسي والعسكري لـ«اسرائيل».
وإذ يقر المحلل العسكري الصهيوني بأن حزب الله بعد عقد من الزمن، أقوي بكثير ممّا كان عليه في حر ب تموز، إلا أنه يعرب عن اعتقاده بأن حزب الله 'لا يريد الانجرار الي حرب أخري مع «اسرائيل»'.
ويشير بن دافيد الي أن 'حزب الله يواصل التسلّح وتعزيز قوته'، وقال: 'كثيرون يتساءلون اذا كان في الشمال (لبنان) أيضا، مثلما في غزة، تُحفر الانفاق الهجومية باتجاهنا.. الإجابة هي علي ما يبدو لا، لكن هذا لا يعني أنها مواساة. فالمسار المعقد عند الحدود الشمالية يبطل الحاجة الي الأنفاق، وفي الجيش الاسرائيلي يتحدث المسؤولون عن ما لا يقل عن 2500 «نفق فوق أرضي»، أي ممرات ومسالك طبيعية وعرة توفّرها جغرافية المنطقة عبر الأشجار والأرض لحزب الله'.
بدورها بثت القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني تقريرًا للمحلل العسكري الون بن ديفيد، مشابهًا لتقرير صحيفتي «هآرتس» و«معاريف» عن قدرات حزب الله والوضع علي الحدود الشمالية، مع لبنان.
انتهي *(1)* 381*1369