*أولويات الحركة
واستعرض هنية في خطاب مباشر في فندق المشتل بمدينة غزة أبرز أولويات الحركة في المرحلة المقبلة والتي تتمثل في مواجهة الاحتلال وإجراءاته المخالفة للأعراف والقيم وقواعد القانون الدولي، سواء ما تعلق منها بالقمع أو الحصار أو مصادرة الأراضي أو التهويد أو الاستيطان.
وبين أن السلاح الفاعل في ذلك هو وحدة الموقف الفلسطيني الذي يستند إلي رؤية سياسية وطنية جامعة توحّد الجهود وتتحرّر من الرّهانات علي الوعود الكاذبة التي جرّبها شعبنا الفلسطيني طول مسيرة المفاوضات.
*القدس والأقصي
وشدد هنية علي أن قضية القدس بؤرة اهتمام الحركة فهي مركز الصراع، مبيناً أن حماس ستعمل من أجل حماية عروبة القدس وإسلاميتها ومقاومة كل محاولات التهويد والتفريغ السكاني وتغير الطابع الديموغرافي للمدينة.
كما ستعمل علي تعزيز صمود أبنائها وإبقائها رمزا لكفاح شعبنا وجهاد أمتنا والحفاظ عليها أيقونة للنضال ووجهة للمقاومة.
وأكد أن محاولات الاحتلال الصهيوني فرض أمر واقع في المسجد الأقصي المبارك عبر مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني والاقتحامات المتواصلة والسماح لأعضاء الكنيست بدخول الأقصي لن تفلح في أهدافها، وسيبقي المسجد الأقصي المبارك إسلامياً خالصاً ولن يكون للاحتلال فيه موطئ قدم.
وعبر هنية عن رفض الحركة نسبة حائط البراق للصهاينة المحتلين، فحائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصي المبارك ولا يمكن التنازل عنه بحال من الأحوال.
*الضفة المحتلة
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن المعضلة الوطنية في الضفة تكمن في التنسيق والتعاون الأمني، داعيا إلي وقفه فورا ليس فقط التزاما بالنهج الوطني السليم بل تنفيذا لقرارات المجلس المركزي.
وأضاف هنية أن الضفة ستبقي مركزا للصراع وعنوانا للانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها ولن يوقفها أحد، مبيناً أن الحركة ستعمل علي مواجهة كل ما تتعرض له الضفة من سياسات التنكيل والتغييب، وفي خطين متلازمين: الأول دعم صمود أهلنا وشعبنا في مواجهة مخططات العدو ومحاولات التدجين، والثاني مقاومة تجعل العدو يدفع غالياً ثمن احتلاله.
*مخيمات الشتات
وأكد هنية علي أن قضية اللجوء لن تتحول إلي قضية منسية في تيه الغربة وإنما سيبقي اللاجئون هم جوهر القضية الفلسطينية، فهي قضية سياسية بامتياز وأن حق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا تملك أي جهة في العالم شطبه.
وتابع 'سنحبط معهم كل محاولات التوطين وما يسمي بحل الوطن البديل'.
ودعا الدول العربية المضيفة -مع كل الثقة والتقدير لكل الجهود السابقة- إلي توفير شروط العيش الكريم لأهلنا في المخيمات، كما دعا لوضع استراتيجية عربية فلسطينية لحماية حق العودة ومواجهة مشاريع التوطين.
وطالب هنية الأمم المتحدة القيام بواجباتها تجاه أهلنا اللاجئين في أماكن تواجدهم كافة باعتبارها الجهة الدولية المكلفة بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلي ديارهم الأصلية في فلسطين.
وأوضح هنية أنه جري العديد من المباحثات والتفاهمات وأسفرت عن جملة من النتائج التي سيكون لها أثرها في تخفيف أعباء الحصار والممارسات غير الإنسانية ضد شعبنا في قطاع غزة.
وثمن هنية دور مصر التاريخي والذي يعبر عن الأصالة والمروءة، مؤكداً علي تقدير الحركة للموقف المصري، متمنياً أن يتعاظم هذا الدور حتي يتم تطبيق اتفاقيات القاهرة وإعادة اللحمة لشعبنا الفلسطيني.
و شكر إيران التي ساندت ودعمت المقاومة والقسام بلا حدود، وأسهمت في تراكم وتطوير القوة التي نملكها،
وأكد أن الحركة أصدرت مؤخراً وثيقتها السياسية التي تضمنت الرؤية والمبادئ والأهداف التي تسير وفق مضامينها وتعمل بمقتضاها، لتبين أنها نريد أن تعمل مع الجميع ضمن استراتيجية وطنية جامعة في السياسة والمقاومة.
القضية الفلسطينية
وأضاف هنية أن ما تمر به الأمة من الصراعات الداخلية بين القوي الإقليمية والمحلية والتكالب الدولي، وتعاني من نزيف واستنزاف متواصل لمقدراتها هدفه إضعاف الأمة وتركيعها وفرض خيارات القوي المعادية عليها، وتعزيز قوة العدو الصهيوني وضمان أمنه وتفوقه وبقائه.
وتابع 'منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب إلي سدة الحكم وبضغط وتشجيع من العدو الصهيوني بدأت بشكل متسارع التحركات والمحاولات لجني ثمار الأوضاع الراهنة وابتزاز القوي العربية والإسلامية المنهكة والمستنزفة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض ما يسمي المصالحة التاريخية والضغط بقوة لتوفير الغطاء الفلسطيني - العربي والإسلامي لها'.
أمام هذا الوضع أكد هنية أنه لا بد لنا كشعب فلسطيني أن نملك زمام المبادرة ونرتب أوضاعنا ونحصّن بيتنا ونؤمِّن جبهتنا ونحمي حقوقنا وأن نكون موحدين في توجيه رسالة واضحة للعالم أجمع نؤكد فيها أن أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس لن يكتب لها النجاح وسنقف سدا منيعا في وجهها، مهما كلفنا ذلك من ثمن.
وشدد هنية علي أن أخطر ما تعاني منه السياسة الرسمية الفلسطينية هو التجاوب والتعاطي مع الإملاءات الأمريكية المتكررة والهادفة إلي ضرب كل المقدسات الوطنية، والعبث بمورثنا الوطني وتبني إدارة الترامب الرؤية الصهيونية بالتمام والكمال.
ورداً علي إجراءات عباس بوقف رواتب الأسري وعوائل الشهداء، قال هنية إنني كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس أتعهد لعوائل الأسري والشهداء بأننا سنتقاسم معاً لقمة العيش ولن نخذلكم ولن يخذلكم شعبكم وأمتكم.
ووضع هنية تحقيق المصالحة الوطنية وبناء شراكة وطنية تجمع كل القوي والفصائل الفلسطينية علي رأس أولويات حركة حماس، داعياً أبناء شعبنا في حركة فتح وكل فصائل العمل الوطني والإسلامي للبدء اليوم في تطبيق جميع الاتفاقيات التي وقعناها في القاهرة والدوحة والشاطئ وبيروت وأن نحترم ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني.
وعبر هنية عن اعتزاز الحركة بمستوي وعمق العلاقة والتنسيق في كل المجالات مع الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي رفقاء الدعوة والسلاح، كما عبر عن ارتياح الحركة لتطوير العلاقة مع الجبهة الشعبية وزيادة مساحة العمل والتنسيق والفهم المشترك لتطورات السياسة ومقتضي الواقع.
وتابع' نحن مرتاحون لطبيعة العلاقة مع جميع قوي وأذرع المقاومة الفلسطينية الباسلة في الداخل والخارج، وعاقدون العزم أن نحدث نقلة نوعية في هذه العلاقة خدمة لشعبنا ووطننا'.
*المبادرة السياسية
وأطلق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مبادرةً سياسةً ودعا إليها فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة، وتضمن صياغة برنامج سياسي واضح وموحد يستند إلي القواسم المشتركة ويرتكز علي أهداف شعبنا وحقوقه وتطلعاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً تفي بكل التزاماتها تجاه شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع علي حد سواء.
كما تتضمن التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني علي قاعدة الانتخابات الحرة والنزيهة وبمشاركة كل الأطراف وشرائح شعبنا مشاركة ديمقراطية وتكون تفاهمات بيروت مرجعاً في إعادة تشكيل المجلس الوطني، وإعادة تفعيل المؤسسات، وبخاصة مؤسسة المجلس التشريعي المنوط به الرقابة والتشريع، إضافة إلي وقف التعاون والتنسيق الأمني مع العدو ومهما كانت النتائج.
وشدد هنية علي أنه لا بد من تهيئة الظروف والمناخات الوطنية لتحقيق هذه المبادرة من خلال إزالة كل المعقيات في مقدمتها التراجع عن جميع الإجراءات العقابية بحق غزة وأهلها، إضافة إلي قيام حكومة التوافق بدورها في قطاع غزة علي أكمل وجه.
وأضاف بعدها لن يكون هناك مبرر لبقاء اللجنة الإدارية في قطاع غزة وسيتم وقف عملها وإنهاء دورها.
*العلاقات العربية
وشدد هنية علي سعي الحركة لتمتين علاقاتها بالدول العربية والإسلامية علي أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول واحترام خصوصية الأوضاع في كل دولة واحترامنا لسيادة هذه الدول وتطلعات شعوبها.
وبين أن سياستنا هي الانفتاح علي كل الدول العربية والإسلامية علي أساس متين، وسوف نعزز في المرحلة القادمة تبني استراتيجية الانفتاح والعمل مع الجميع دون استثناء من أجل دعم قضيتنا الوطنية ومقاومتنا وجهادنا ضد العدو والحفاظ علي قدسنا وأقصانا.
وتابع 'نقول لكل أشقائنا في الدول العربية اطمئنوا إلي حماس فلن يأتيكم منها إلاَّ الخير، وتتمني لكم الأمن والاستقرار وحماية الأوطان، والحركة متمسكة باستراتيجية ثابته لديها بحصر معركتها علي أرض فلسطين المحتلة، وإن مواجهتها هي فقط مع العدو الصهيوني المحتل'.
وعبر عن رفض حماس للتطرف والإرهاب من أي كان وفي أي مكان، مبيناً أن رؤية الحركة بأن المقاومة المشروعة ليست إرهاباً بل هي تحارب الإرهاب الحقيقي المتمثل في الاحتلال الصهيوني.
*العلاقات الدولية
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إننا نسعي للانطلاق بخطي ثابته نحو صياغة علاقة واضحة مع مختلف مكونات المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بالقضية الفلسطينية وأحرار العالم منطلقين من عدالة قضيتنا ومن قوة حقنا وثقتنا بأننا نقف علي أرض صلبة، داعياً الجميع إلي التعامل معنا علي أساس الحقوق الفلسطينية ومن خلال فهم حماس فكرا ودورا ومكانة وعدم التجاوب مع الدعاية السوداء والابتزاز الصهيوني.
وشكر هنية كل الدول التي رفضت محاولات عزل حماس ولم تتجاوب مع التوصيف الأمريكي الظالم للحركة المنحاز للعدو، ومدت خطوط العلاقات الثنائية معها إيمانا وقناعة منها بأننا حركة تحرر وطني وجزء أصيل من النسيج الشعبي الفلسطيني وأننا حصلنا علي ثقة الأكثرية منه في انتخابات حرة ونزيهة.
وحذر من التورط في المشروع الرامي لتصفية القضية تحت ما يسمي بالسلام الإقليمي أو السلام الاقتصادي مع عدو يحتل الأرض ويشرد الشعب، مشدداً علي أن الحركة لن تسمح أبداً بتمرير أي مشاريع تتجاهل مصالح وحقوق شعبنا الثابتة تحت أي ذريعة كانت.
انتهي**387**2344
تاريخ النشر: ٦ يوليو ٢٠١٧ - ٠٨:٤٣
غزة/ 6 تموز / يوليو /ارنا أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' إسماعيل هنية، في أول خطاب له منذ ترأسه المكتب السياسي لحركة حماس عن رؤية الحركة أولويات عملها خلال المرحلة القادمة.