طهران / 19 اذار / مارس / ارنا - يصادف يوم غد الاربعاء 13 رجب 1440 (20 مارس 2019) ذكري مولد الامام علي ابن ابي طالب (عليهما السلام)، وايضا 'عيد الاب' في ايران.

وتحتفل ايران الاسلامية في الثالث عشر من شهر رجب المرجب للهجرة من كل عام بمناسبة ذكري مولد الامام علي ابن ابي طالب (عليهما السلام)؛ وابتهاجا بهذه المناسبة الاسلامية العظمي التي تستذكر تضحيات امير المؤمنين (ع) أب الائمة الاطهار (عليهم السلام)، يكرّم الايرانيون الآباء ويهنئوهم بمناسبة 'عيد الاب'، وذلك تقديرا لجهودهم المتفانية في تربية الاجيال والابناء.
اما الآباء الذين رحلوا عن هذه الدنيا فيتم زيارة قبورهم وقرائة سورة الفاتحة علي ارواحهم؛ كما تتجه الاسر الي بيت الجد ويقدمون الزهور والحلويات والهدايا للاباء والاجداد بهذه المناسبة الجميلة.
كما لا ينسي المواطنون في هذه المناسبة ايضا عوائل الشهداء والابناء الذين فقدوا اباءهم ولاسيما ابناء الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة.
الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وليد الكعبة //
قال الإمام الصادق (عليه السلام)، في مولد جده علي ابن ابي طالب (عليهما السلام) : كان العباس بن عبد المطّلب ويزيد بن قَعنَب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلي فريق عبد العزّي بإزاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أُمّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت حاملة بأمير المؤمنين (عليه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام.
قال : فوقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت : أي ربّ، إنّي مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكلّ نبيّ من أنبيائك، وبكلّ كتابٍ أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بني بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدي آياتك ودلائلك لمّا يسّرت عليَّ ولادتي.
قال العباس بن عبد المطلّب ويزيد بن قعنب : لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بأذن الله (تعالي)، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله تعالي، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام.
قال : فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعلي (عليه السلام) علي يديها، ثمّ قالت : معاشر الناس، إنّ الله عزّ وجلّ اختارني من خلقه، وفضلّني علي المختارات ممّن مضي قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنّها عبدت الله سرّاً في موضعٍ لا يجب أن يُعبد الله فيه إلّا اضطراراً، ومريم بنت عمران حيث اختارها الله، ويسّر عليها ولادة عيسي، فهزّت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتّي تساقط عليها رطباً جنياً. وإنّ الله تعالي اختارني وفضّلني عليهما، وعلي كلّ من مضي قبلي من نساء العالمين، لأنّي ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيّام آكل من ثمار الجنّة وأوراقها، فلمّا أردت أن أخرج وولدي علي يدي هتف بي هاتف وقال : يا فاطمة، سمّيه علياً، فأنا العليّ الأعلي، وإنّي خلقته من قدرتي، وعزّ جلالي، وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، وفوّضت إليه أمري، ووقفته علي غامض علمي، وولد في بيتي، وهو أوّل من يؤذّن فوق بيتي، ويكسر الأصنام ويرميها علي وجهها، ويعظّمني ويمجّدني ويهلّلني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمّد رسولي، ووصيّه، فطوبي لمن أحبّه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقّه. (المصدر : الأمالي للطوسي 706).
اسمه ونسبه (عليه السلام) : علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب (عليهم السلام).
كنيته : أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب.
ألقابه : أمير المؤمنين، إمام المتّقين، سيّد الأوصياء، سيّد المسلمين، سيّد العرب، حيدر، المرتضي، يَعسوب الدين، الأَنزع البَطين، قائد الغُرِّ المُحَجّلين، أَسد الله وأسد رسوله، وأشهرها أمير المؤمنين.
تاريخ ولادته (عليه السلام) ومكانها :
الجمعة 13 رجب، قبل البعثة النبوية بعشر سنين وبعد عام الفيل بثلاثين سنة، في بيت الله الحرام (الكعبة) ـ مكّة المكرّمة.
امّه : السيّدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وزوجته سيدة نساء العالمين فاطمة (س) بنت محمد ابن عبد الله - رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).
انتهي ** ح ع