تاريخ النشر: ١٨ مارس ٢٠٢٠ - ٢١:٢٧

طهران/18 آذار/مارس/إرنا- كل دولة لديها مسؤوليات تجاه رعاياها ومواطنيها، وتصبح هذه المسؤوليات أكثر أهمية عند وقوع الأزمات والطوارئ، لكن يبدو أن الحكومة البحرينية قد نسيت مسؤولياتها تجاه مواطنيها ورعاياها.

وفي الظروف الراهنة التي باتت الكثير من الدول تعاني من تفشي وباء كورونا، تبنت بعض الدول الأخرى استراتيجية مسؤولة من منطلق انه من الممكن أن تطال هذه الأزمة بلدانها أيضا، فحاولت مساعدة الدول التي تعاني من انتشار الفيروس على نطاق واسع.
وان إحدى القضايا التي أظهرت نهج الدول المسؤول أو غير المسؤول تجاه هذه الظاهرة وحتى تجاه مواطنيها بالذات هي قضية اعادة رعايا الدول إلى بلدانهم.
وفي هذا السياق، قامت إيران وبالتنسيق مع الحكومة الصينية باعادة المواطنين الإيرانيين إلى أرض الوطن لأنه كان يخشى أن يصابوا بفيروس كوفيد-19 (كورونا)  إذا ما كانوا يبقون في الصين وبالتالي كان من الممكن أن تصبح حياتهم وحياة الكثير ممن حولهم عرضة للخطر.
ولم تقتصر هذه الخطوة على إيران، فقد اتخذت جميع الدول تقريبا الاستراتيجية ذاتها.
كما ان هذه الإستراتيجية لم تقتصر على الدول الأوروبية ولا على دول شرق آسيا فحسب، ولكن العديد من دول المنطقة بما فيها الكويت والإمارات وقطر وعمان اتخذت إجراءات مماثلة في هذا الصدد.
ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للرعايا البحرينيين الذين كانوا قد سافروا إلى إيران للزيارة والسياحة قبل تفشي فيروس كورونا في البلاد.
واضطر نحو 1300 شخص من السياح البحرينيين إلى مواصلة إقامتهم غير المرغوب فيها بمدينة مشهد المقدسة بسبب إهمال حكومتهم وعدم اضطلاعها بالمسؤولية تجاههم.
وأخذت حكومة البحرين ومن خلال تضييع الوقت وإلقاء اللائمة على الآخرين وتوجيه التهم التي لا أساس لها من الصحة ضد إيران، أخذت تتصرف بشكل يبدو أنها لا تعترف بأي حق لرعاياها المقيمين في إيران وكأنها تعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية، فان هذا السلوك غير المسؤول يثير شبهة التمييز الديني للحكومة البحرينية بحق شريحة خاصة من مواطنيها، كما انه لا يخفف شيئا من مسؤوليتها تجاه مواطنيها ورعاياها.
ومع كل ذلك، قامت إيران مؤخرا وبالتعاون مع الحكومة العمانية باعادة 165 شخصا من رعايا البحرين الى بلادهم، الا ان العملية توقفت بسبب العراقيل التي خلقتها الحكومة البحرينية بحجة إصابة 77 شخصا من هؤلاء الأشخاص بفيروس كورونا، بالإضافة إلى قضايا سخيفة أخرى التي أثارتها بما في ذلك هجوم إيران البيولوجي على البحرين (على حد مزاعمها).
ففي مثل هذه الظروف، يبدو أن السلطات البحرينية عليها أن تتقبل أخطاءها بالنسبة لعدم الاضطلاع بالمسؤولية في إعادة رعاياها، بدلا من إلقاء اللائمة على الآخرين وتوجيه التهم الواهية لهم وأن تبتعد عن التشبث بالذرائع البالية والتصرفات المنافقة، وأن تتخذ على وجه السرعة الإجراءات اللازمة لاعادة رعاياها من إيران في اطار خطوة إنسانية ومن منطلق الشعور بالمسؤولية، لأن استمرار هذا الوضع قد يتسبب في مشكلات للحكومة والمواطنين الإيرانيين من جهة، وأن يجعل حياة الرعايا البحرينيين عرضة لمخاطر أكبر من الجهة الأخرى.
انتهى**ا م د