طهران/6 كانون الثاني/ يناير/ارنا- قال نائب قائد "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الايراني محمد حجازي، خلال لقاء خاص مع الميادين، إنَّ "الدفاع عن المظلومين والمستضعفين هو جزء من عقيدتنا ومبادئنا".

واكد نائب قائد قوة "القدس" التابعة للحرس الثوري العميد محمد حجازي خلال لقاء خاص مع الميادين حول اتهام إيران بالتدخل بالشؤون الخارجية أن "الجمهورية الاسلامية الإيرانية تساعد من يطلب منها المساعدة، ولم تتدخل، ولن تتدخل في أيِّ بلد وأيّ دولة، إلا إذا طُلب منها ذلك". 

واضاف العميد حجازي عن ماهية قوة القدس التي تزعج "إسرائيل" كثيراً، خصوصاً بعد تسلـم الشهيد قاسم سليماني المسؤولية، حيث "انتقلت هذه القوة خطوة كبيرة إلى الأمام، وتطورت كمّاً ونوعاً".ان الشهيد قاسم سليماني طوّر "قوة القدس" ولدينا معلومات عمّن اغتاله .

بحسب حجازي، "هناك عدة أسباب لذلك، أولاً أنها تحولت من وحدة حركات التحرر إلى قوة القدس، وهذا له مفهوم خاص، بمعنى أنها لم تعد دائرة، بل أصبحت قوة تمتلك أبعاداً مختلفة كي تقوم بمهماتها". 

واعتبر حجازي  مع تسلـم الشهيد سليماني مسؤولية قوة القدس، تقدمت هذه القوة خطوة كبيرة إلى الأمام ولفت إلى أن "شخصية الشهيد سليماني كانت شخصية فاعلة واستراتيجية ومجتهدة، وكان يملك شجاعة لافتة"، مضيفاً أن الأحداث المتتالية التي حصلت في المنطقة، هيّأت الظروف لنشاط وحضور أكبر لقوة القدس، من تحرير جنوب لبنان عام 2000، وصولاً إلى داعش في العراق وسوريا.

وعن الشهيد أبو مهدي المهندس، أكد أنه التقى معه مرات عديدة. واصفاً إياه بأنه "إنساناً نورانياً بحق. كان مجاهداً ومخلصاً، وكان يبذل كل طاقته في سبيل ما يقوم به".

كذلك قال حجازي إن شخصية الشهيد سليماني لها أبعاد مختلفة من الناحية الذاتية ومن ناحية العمل، مشيراً إلى أنه "الشخصية العسكرية الوحيدة في إيران التي كانت حاضرة في الخط الأمامي للمواجهة وفي الجبهة لمدة أربعين عاما".

وأردف أنه كان قائداً عسكرياً لإحدى الوحدات المهمة في الحرب العراقية - الإيرانية، وهي فيلق "ثار الله"، موضحاً أن "هذا الفيلق كان من أقوى وأنجح الفيالق للحرس على الجبهة، وبعد انتهاء الحرب، توجّه عدد كبير من القيادات نحو إعادة الإعمار والتعليم والتدريب والتعلم وغيرها".

وتابع أن "حرس الحدود لم يستطع مواجهة هذه التهديدات، فأُخِذ القرار بأن تُسلـَّم المسؤولية لحرس الثورة وكلّف الجنرال سليماني بذلك"، قائلاً إن سليماني هو شخصية استراتيجية عسكرية، لديها خبرات أمنية طويلة.

من جهة أخرى، لفت إلى أنه "إذا أجرينا مقارنة بين وضع المجموعات الفلسطينية عندما تسلَّـم الشهيد سليماني قوة القدس، ووضعهم اليوم، نجد أنه لم يكن لديهم سوى الحجارة".

حجازي أكد كلام قائد الثورة  سماحة اية الله علي الخامنئي بجدية دعم فلسطين  معتبراً أنه "واجب وتكليف علينا جميعاً، خصوصاً قوة القدس".

وقال إن "إيران لديها علاقات مع كل الفصائل الفلسطينية وكل الذين يسعون إلى تحرير فلسطين، ونحن ندعم الجميع، معتقداً أنه بدعم الفصائل الفلسطينية الإسلامية، دخل جزء كبير من طاقات الشعب الفلسطيني إلى ميدان المقاومة لتحرير فلسطين". 

عدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله أكثر مما يتصوره العدو

وفيما يخص العلاقة الخاصة بين الشهيد سليماني وحزب الله، رأى حجازي أن "طريقة تفكيرهما مشتركة وهدفهما واحد. هذا الأمر يقرِّبُ ما بين الأشخاص"، خصوصاً أنهما "عملا معاً فترة طويلة، وكانا معاً في حرب تموز/يوليو 2006، وقبلها وبعدها".

وأوضح أنه "يكفي أن تتابع تقارير الخبراء الإسرائيليين وتحليلاتهم كي تدرك عمق الخوف الذي يعيشونه بسبب قوة المقاومة وصواريخها الدقيقة"، معتبراً أن "الاحتلال يخشى وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله، لكن كما سمعتم على لسان السيد حسن نصر الله الذي قال إنها وصلت وإنهم يملكونها".

وتابع: "نحن نعرف أن السيد حسن نصر الله رجل صادق ولا يتحدث بكلام إعلامي ودعائي، عندما يقول إنها وصلت إلى أيدينا، إذاً هذا مؤكد"، مشيراً إلى أن "عددها أكبر مما يتصوره العدو". 

وقال حجازي إن "المقاومة اليوم لديها إمكانات جيدة جداً، وإذا ارتكب العدو أي حماقة، فمن المؤكد أنه سيندم عليها". 

و كشف أن "مزاعم الإسرائيليين بالضربات التي يدّعون أنهم وجّهوها إلينا في ساحات مختلفة، فإن عدداً كبيراً منها كذب وكلام دعائيّ، ومكتبنا الاستشاري في سوريا ردّ مراراً على هذه الأكاذيب ونفاها".

وحول الوجود الإيراني في سوريا، أكد أنه لا يوجد هناك قواعد إيرانية في سوريا، موضحاً "لدينا مستشارون على مستوى الفيالق والقوات لتقديم المساعدة والمشورة".

التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي

وبالنسبة إلى التطبيع، أشار حجازي إلى أن الدول العربية المطبعة تعتبر أن "تطبيع العلاقات مع اللكيان الصهيوني سيجلب لها الأمن"، سائلاً "هل اللكيانالصهيوني يستطيع أن يضمن أمنه هو، وهل يستطيع أن يحمي نفسه حتى يحميكم؟".

وتساءل حجازي "كيف لعدو يبني الجدران العالية، بارتفاع ستة أو ثمانية أمتار، بسبب خوفه من مقاومي محور المقاومة ومجاهديه ونصب الأشرطة الشائكة أن يجلب الأمن لغيره؟".

كما تصور حجازي أن "المسؤولين الأساسيين في هذه الدول يعرفون أن هذه التبريرات كاذبة وغير صحيحة، ويعرفون أن ما يقال عن أنَّ التطبيع يجلب لهم الأمن هو حجة واهية للتبرير فحسب"، معتبراً أن هؤلاء في الحقيقة يطيعون أميركا.

 واضاف"لهذا نحن قلنا لتلك الدول: كونوا على يقين بأن الوجود الإسرائيلي في بلادكم لن يجلب الأمن لكم، بل على العكس، سيسلب الأمن منكم".

كل ما يهدد العراق يهددنا

وقال حجازي حول العلاقات العراقية الإيرانية ان كل ما يهدد العراق يهدّدنا، وكل ما يهدّدنا هو تهديد للعراق واكد أن "العراق بلد جار، ولدينا مصالح وقضايا مشتركة. يعني كل ما يهدد العراق يهدّدنا، وكل ما يهدّدنا هو تهديد للعراق". 

كذلك لفت إلى أن "العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين إيران والعراق هي منذ زمن بعيد، وخصوصاً بعد سقوط صدام حسين ازدادت وتوسعت، وأصبح هناك ترابط بين البلدين". وتساءل نائب قائد قوة القدس في إشارة إلى القوات الأميركية "هؤلاء الذين أتوا من وراء البحار إلى العراق يجب أن نسألهم ماذا تفعلون هنا؟".

وأكد عدم سماح إيران "بأن يتم الاعتداء على العتبات المقدسة، وهذا خط أحمر"، موضحاً أنه "إذا تمّ التعرض للعتبات، فإننا من دون تردد سنتدخل، وهذا لم يكن تهديداً واهياً، بل كان تهديداً حقيقياً".

حجازي لفت إلى أنه "كنا نعرف أن داعش هو مشروع أميركي، حتى يكون لأميركا حجة لتعود مرة أخرى إلى العراق" واكد ان  نشاطنا وحضورنا في سوريا مستمران كما في السابق وكان الشهيد سليماني يعبّر للرئيس الأسد عن آرائه وخططه.

و قال  إن "الشهيد سليماني كان رجلاً ميدانياً. صحيح أنه كان يحصل على المعلومات من جهات مختلفة تعمل معه، ولكنه كان يذهب بنفسه أيضاً إلى الخطوط الأمامية".

وأوضح أنه "عندما كان يجلس مع الرئيس بشار الأسد ليتحدث معه عن جبهات متعددة، كان لديه الكثير ليقوله له، وكانت لديه المعلومات الدقيقة".

إلى ذلك أشار إلى أن الرئيس الأسد كان يستفيد جداً من هذه المعلومات والأخبار. هو تحدث عن ذلك"، مؤكداً أن "الشهيد سليماني كان يعبّر للرئيس عن آرائه وخططه، ويشرح له كيف يفكر ويخطط للمستقبل، ويستشير الرئيس ويستمزج رأيه بشأنها".

أما حالياً، قال حجازي إن "العلاقة مع سوريا مستمرة.

وحول سؤال ما إذا كان هناك لقاءات بين الجنرال قاآني والرئيس الأسد، أجاب حجازي: "نعم".

فيما يخص الحرب على اليمن قال حجازي ان السعودية لن توقف الحرب على اليمن بوجود المساعدات وأنه ما دام الأميركيون والأوروبيون يقدمون الدعم والسلاح إلى التحالف السعودي فإنهم يمكن أن يستمروا بعدوانهم، مشيراً إلى أن "المسألة الأخرى هي أنه ما دام السعوديون لم يحصلوا على أي مكسب من الحرب كي يخرجوا من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، فإنهم سيستمرون".

 علاقة السيد الخامنئي وسليماني خاصة ومميزة

وعن العلاقة التي كانت بين آیة الله  الخامنئي بالشهيد سليماني، قال حجازي إنها كانت "خاصة ومميزة، وقلَّ نظيرُها، وذلك بسبب إخلاص الشهيد سليماني، وشجاعته وجهاده المتواصل لتحقيق الأهداف".

واعتبر أن السيد خامنئي "يتفضّل على كل القيادات بلطفه ومحبته"، قائلاً "أنتم شاهدتم في مراسم الصلاة على الشهيد سليماني، وفي مراسم التأبين، كيف كرّم الجنرال قاآني وأوقفه إلى جانبه. هذا يعني أن قوة القدس وقائدها لديهما مكانة عند القائد".

وحول سؤال ما إذا كانت إيران قد توصلت إلى بعض التفاصيل والخفايا الأمنية لعملية اغتيال الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس، أجاب الجنرال حجازي، أن "ترامب شخصياً تبنّى عملية اغتيال الشهيد سليماني، وأعلن ذلك بأنه أمر ونفّذ".

انتهى** 1453