طهران/ 17 كانون الثاني/يناير/ارنا-حققت الثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني (رض)، خلال العقود الاربعة الماضية انجازات ومكاسب عديدة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية کما شهد المجال الطبي تطورا على مستويات مختلفة کانتاج الأدوية وعلاج العقم وزرع الأعضاء والخلایا الجذعیة وإنتاج المعدات الطبیة.

أربعون عاما على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تشير المعطيات في مجال الطب والصحة في إيران إلى أن أبعد المدن والقرى الإيرانية تحظى اليوم بمراكز صحية ومستشفيات مجهزة بأحدث التقنيات، لتتبوء البلاد مراتب متقدمة في معايير الصحة العامة وتحتل مراكز متفوقة في انتاج الأدوية وعلاج العقم وجراحة العظام وزرع الأعضاء، متجاوزة الاكتفاء الذاتي في هذه الاختصاصات.واقع الصحة في إيران بات اليوم يختلف تماما عما قبل انتصار الثورة الإسلامية ويضاهي دولا كبرى في مجال الطب.حكاية الانجازات الطبية في ايران لاتقتصر علی تسخير العلم لخدمة الانسان فقط انما هي حكاية تحدي ونجاح في ظل صعوبات وضغوطات تمارس علی ايران.

ان عدد الاطباء في البلاد في عام انتصار الثورة کان 14 الفا و 700 من ضمنهم 6 آلاف اجانب وكان ثماني تخصصات فقط موجودة في البلاد و البلاد كانت بحاجة الى الجامعات الاجنبية في سائر التخصصات. اليوم وبفضل الثورة الاسلامية فقد بلغ عدد الاطباء في البلاد 140 الفا وان قبول الطلبة الجدد في الجامعات الطبية الذي كان 600 في العام 1979 يبلغ الان 6100 .

و ارتفع عدد سكان البلاد من 36 مليونا عام ۱۹۷۹ الى 82 مليونا في الوقت الحاضر اي بزيادة اقل من 2.5 ضعفا الا ان القطاع الصحي حقق تقدما بنسبة 10 اضعاف ما كان عليه.

و أدي ارتفاع نسبة تلقيح الاطفال (من 30% الي 100%)الى اجتثاث الكثير من الامراض مثل شلل الاطفال والامراض المعدية. ونتيجة لتزايد عدد المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الخدمات الطبية، فقد ارتفع متوسط العمر في إيران من 57 عاما قبل الثورة الإسلامية ليصل اليوم الى أكثر من 74 عاما.اضافة الى ذلك فقد انخفضت نسبة الوفيات بين الاطفال دون السنة الواحدة من العمر، خلال هذه الفترة من 12% في عام 1979 الى أقل من 1.5%، وكذلك انخفضت نسبة الوفيات بين الامهات من 2.54% لتصل الي 0.24% بعد الثورة الإسلامية.
و جميع هذه الإنجازات الطبية جاءت بعد الثورة الإسلامية مما جعل البعض يطلق على هذه الثورة  "ثورة العلم والتقدم" في إيران .

ومن اهم إنجازات الثورة الإسلامية في مجال الطب ما يلي:

انتاج الأدویة

إن ایران تحظى حاليا على المرتبة الاولى في مجال إنتاج الأدوية بين دول الشرق الاوسط من خلال إنتاجها 97% من الادوية وتصدر كميات كبيرة منها وعلى رأسها الأدوية البيولوجية الحديثة، وأنواع اللقاحات وتصدير كميات كبيرة منها أيضا خارج البلاد و في هذا السیاق قال رئيس منظمة الغذاء والادوية محمدرضا شانه ساز: ان ايران قادرة على انتاج كافة العقاقير الموجودة في قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية والتي يحتاجها الاطباء داخل البلاد في غضون اقل من عامين، باستثناء أدوية تشكل واحد في المئة والسبب هو أن عدد المصابين بأمراض تحتاج لتلك الادوية لا يتجاوز الـ300 شخص وانتاجها ليس اقتصاديا.وقال أنه ايران قد حققت تقدما ملحوظا في مجال انتاج عقاقير مرض الثلاسيميا والـ"أم أس" وزرع الاعضاء، والان باتت هذه الادوية تُنتج داخليا في البلاد.

یذکر أنه تم استيراد أكثر من 90٪ من أدوية مرض كورونا من الخارج في بداية تفشي فيروس كورونا وأضاف جهود المتخصصين في البلاد أثمرت عن انتاج جميع الأدوية المستخدمة في علاج مرض كورونا في البلاد.على سبيل المثال تم استيراد الأدوية  رمديسوير وفاویپیراویر  في البداية من الخارج ولكن الآن يتم إنتاج جميع هذه الأدوية محليًا وأصبحت ایران إلى حد الاكتفاء الذاتي ، ما يدل على القدرات والبنية التحتية القوية للصناعة الوطنية في مجال الصيدلة.و لا يتم حاليا استيراد اي دواء لعلاج مرض كورونا من الخارج وقال يتم استيراد جزء صغير فقط من المواد الأولية لإنتاج هذه الأدوية".


علاج العقم

تحتل ايران المرتبة الاولى في مجال بحوث الاخصاب وعلاج العقم في المنطقة وذلك بفضل مساعي الكوادر الطبية المحترفة التي تعمل في مستشفيات ومؤسسات علاج العقم خاصة مؤسسة رويان التي تشتهر بأبحاث ناجحة حول الخلايا الجذعية وعلم الجنين.

واثمرت هذه التحقيقات ومساعي الكوادر الطبية والاخصائيين عن صدارة ايران اقليميا في علاج العقم كما انها تعد ضمن أكبر 10 دول حول العالم في هذا المجال.

والمستوی العلمي للأطباء والخبراء الإيرانیین یضاهی نظرائهم في البلدان المتقدمة في علاج العقم و ان الأدوات والتقنيات والمعدات والأدوية الخاصة بعلاج العقم في إيران تاتي ضمن الأفضل في العالم، ومعدل نجاح العلاج يضاهي معدل النجاح في البلدان المتقدمة وحتي في بعض الحالات سجل الاطباء الايرانيون تفوقهم علد نظرائهم في دول اخرى و منها اوروبية.

کما تمتلک ايران اكبر بنك للجينات في الشرق الاوسط.

زرع الاعضاء

حققت ايران اليوم منجزات كثيرة في عمليات زرع الاعضاء حيث أنها أظهرت جدارتها في هذا المجال حيث سجلت لحد الان 53880 عملية زرع، وفق ما أعلنته رابطة زرع الأعضاء الايرانية.

ويرى الخبراء أن ايران تبوأت مكانة رائدة ومتفوقة في زرع الاعضاء وهي الأكثر تطوراً اقليمياً في هذا المجال حيث أنقذت هذه العمليات الكثير من الحالات المرضية من الوفاة عبر الاستفادة من أعضاء مَن اُصيبوا بموت دماغي.

إن ایران تعتبر من افضل الدول في زراعة القرنية على مستوى المنطقة حيث زراعة القرنية في ايران تماثل نظيراتها في بعض البلدان الأكثر تقدماً في العالم“. و يتمّ إجراء 6000 عملية لزراعة القرنیة سنوياً في البلاد و إن الاطباء الايرانيين واخصائي طب العيون بين أفضل الأطباء في العالم، وقد طوروا بعض العمليات الجراحية من خلال عدم إجراء شقوق أو إجراء شقوق الحد الأدنى، و (عملية زراعة القرنية بالليزر متناهي القصر ”فيمتوسيكوند ليزر“) و ”زراعة القرنية الصناعية“ هي بين أحدث طرق زرع القرنية المستخدمة في العالم والتي أجراها الجراحون الايرانيون في العقود الأخيرة.

کما تعتبر إيران هي أكثر البلدان نجاحا في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا من حيث عدد عمليات زرع الرئة ومعدل البقاء على قيد الحياة و تجری سنویا اکثر من 2000 عملیه لزرع الکلی و1500 عملیه لزرع القلب في المراکز الطبیة والجراحیة الایرانیة و ان الجراحين الايرانيين المتخصصين بزراعة القلب يتمتعون بمستوى علمي عال جدا ، بحيث ان مراكز زرع القلب في البلاد لا تواجه أي مشكلة في هذا المجال.

وأحرز مستشفى 'نمازي' في مدينة شيراز للسنة الثالثة على التوالي الرتبة الأولى في العالم في عمليات زرع الكبد. ويعتبر قسم زراعة الأعضاء التابع لمستشفى نمازي بشيراز أول وأكبر المراكز على مستوى إيران والثالث على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة واسبانيا.

و تعد ایران من الدول الاوائل الثلاث المتقدمة في العالم في مجال زرع مخ العظم بحیث جرت اکثر من ثلاثة الاف عملیة في هذا المجال في البلاد .

الخلایا الجذعیة

وتمتلك إيران أكبر مخزون من الخلايا الجذعية للحبل السري في الشرق الأوسط ، مع حوالي 130 ألف عينة و قد حازت ایران على قصب السبق بمجال الخلايا الجذعية في الشرق الاوسط وتفوقت على تركيا والكيان الصهيوني في ذلك کما یعتبر هذالبلد ضمن الدول الـ10 الممتلکة لهذا العلم ،و تحتل المرتبة الـ14 في العالم من حيث إنتاج المقالات في هذاالموضوع، كما أن براءات الاختراع ايضا تتخذ اتجاها متزايدا في ايران بمجال الخلايا الجذعية . ان عدد الشركات الفعالة بمجال الخلايا الجذعية بالبلاد وصل الى 120 شركة وأن 80 منها تعد ضمن الشركات المعرفية وأخرى تمارس نشاطها بالمجال المذكور من خلال عرض المنتجات الخاصة بالعلاج الخليوي إلى الاسواق.

علم الاعصاب

ان ايران تحظى بالمركز الـ19 عالميا من حيث عدد المقالات الصادرة بمجال علم الاعصاب المعرفي والاولى على مستوى المنطقة.

وتم انتخاب البروفسور الایرانی مجید سمیعي باعتباره أفضل عالم وجراح للدماغ والأعصاب علی مستوی العالم من قبل الأکادیمیة العالمیة لجراحة الدماغ والأعصاب في عام 2014.

المعدات الطبیة

ان ايران تحولت من مستورد للمستلزمات والمعدات الطبية الى منتج ومصدّر للمعدات الطبية الحديثة في العالم.و إن عدد المنتجين في مجال المعدات والمستلزمات الطبية، والذين حصلوا على تراخيص التصنيع من المديرية العامة للمعدات والمستلزمات الطبية، ارتفع من 530 شركة في مارس عام 2019 إلى 628 شركة في مارس عام 2020 ، والآن إلى أكثر من 860 شركة، ليسجل نموا بنسبة 60 بالمئة في عدد المنتجين مقارنة بعام 2019.

إن حركة إنتاج المعدات والمستلزمات الطبية تتجه نحو أصناف عالية التقنية وتقنيات جديدة، وهو ما نراه في إنتاج آلات التخدير والتنفس الصناعي (أجهزة التنفس الصناعي) والمسرعات الخطية في علاج مرضى السرطان، وتحقيق صادرات بقيمة 30 مليون دولار من المعدات والتجهيزات الطبية المصنوعة في إيران إلى القارات الخمس في عام2020.

و قال ممثل منظمة الصحة العالمية لدى ايران "کریستوف هاملمن" : ان ايران اكتسبت خلال العقود الاخيرة طاقات كبيرة في مجال انتاج الاجهزة الطبية والدوائية؛ مبينا ان هذه الطاقات عززت دور المنظومة الطبية في ايران لاحتواء مرض كورونا المتفشي عالميا اليوم.

انتاج اللقاح المضاد لكورونا

وفی اطار مساعي ایران لانتاج اللقاح، بادرت كبعض الدول الاخرى بصنع اللقاح المضاد لكورونا وفقا لاعلى المواصفات العالمیة وبلغت بعضها مراحل متقدمة من ضمنها اثنان يمضيان المرحلة البشرية احدهما في ايران والاخر في دولة اخرى بالتعاون معها.وفي 29 ديسمبر الماضي تم اجراء أول حقن بشري للمرحلة الأولى من الاختبارات السريرية للقاح كورونا المنتج في داخل البلاد.

انتهی 3280