طهران/21 شباط/فبراير/ارنا- كشفت معركة مارب الوجه الحقيقي للقوى الدولية والإقليمية في ما يخص الحرب على اليمن واليمنيين فتبدى وجه نفاق عالمي لم يسبق أن ظهر بتلك البشاعة، ومن خلفه ظهرت الوجوه التي تقف خلف استمرار الحرب على اليمن.

فبينما تستمر العمليات العسكرية بكل أنواعها في عموم الجغرافيا اليمنية، ويصعّد التحالف حصاره الاقتصادي للمناطق التي يديرها انصارالله، والتي أوشك الحياة فيها على التوقف التام بسبب احتجاز التحالف سفن المشتقات النفطية في عرض البحر ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة؛ أبدت القوى العالمية أعلى درجات القلق من استمرار قوات صنعاء في عملياتها العسكرية باتجاه استكمال السيطرة على مارب، داعيةً إلى ضرورة وقف المعارك وأن على انصارالله الاستجابة إلى دعوات التفاوض والحلول السلمية، وهي الدعوات المشفوعة والمطرزة بالمنطلقات الإنسانية، وكأن ما يعيشه اليمنيون على امتداد جغرافية بلادهم من حرب وحصار لا علاقة له بالإنسانية.
المواقف الدولية التي تداعت لوقف معركة مارب أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن من تصدروا تلك المواقف ورفعوا دعوات وشعارات السلام لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالإنسانية التي جعلوها منطلقاً لدعواتهم بوقف معركة مارب، بل يحاولون فقط إنقاذ مصالحهم ومصالح حلفائهم الذين يسيطرون على محافظة مارب ويستنزفون ثرواتها لتمويل حروبهم ومنح أرصدتهم وحساباتهم البنكية في الخارج المزيد من التخمة، حيث لم تتخذ تلك القوى أي موقف أو ترفع شعاراً مقابل الوضع الإنساني المرعب الذي وصل إليه اليمنيون بسبب استمرار حرب التحالف وحصاره الاقتصادي منذ أكثر من ست سنوات.
ولم يتوقف النفاق العالمي الذي تتعامل به القوى الدولية مع ما يحدث في اليمن عند حدود السكوت على استمرار الحرب والحصار، واقتصار دعواتها على وقف المعارك في مارب فقط، المحافظة النفطية والاستراتيجية التي تطمع فيها كل تلك القوى؛ بل تجاوز ذلك إلى دعم التنظيمات الإرهابية واستخدامها في معركة مارب، حسب تصريحات تنظيم داعش الذي أعلن مشاركته رسمياً في المعارك دعماً لقوات التحالف والشرعية، رغم ادعاء تلك القوى محاربته إلا أنها تغدق عليه الدعم إذا ما تعلق الأمر بمصالحها وأهدافها، الأمر الذي عدّه مراقبون منح التنظيمات الإرهابية غطاءً دولياً وضوءاً أخضر لاستمرار الحرب والحصار.
في المقابل يبدو أن انصارالله أصبحوا أكثر إدراكاً لحقيقة المواقف الدولية، أكثر من أي وقت مضى، فقياداتهم اعتبرت معركة مارب مسألة حياة أو موت، مستبعدة تماماً مسألة التراجع عن استكمال السيطرة على المدينة، حيث بدأت قوات صنعاء تكتيكات عسكرية جديدة في التعامل مع ما تبقى من قوات الإصلاح داخل المدينة فيما يخص استخدامها المدنيين والنازحين دروعاً بشرية، وكان وزير داخلية صنعاء وجّه قوات الأمن التابعة لوزارته بتكثيف انتشارها لتأمين المناطق التي اندحرت منها قوات التحالف والشرعية في مارب، ومنح المواطنين أعلى مستويات الأمان والطمأنينة، في إشارة إلى أنه لم يتبقَ سوى القليل على الحسم النهائي للمعارك.
انتهى** 1453