وكان الكيان الصهيوني قد اثار قبل نحو 3 اسابيع، بدعم سياسي –اعلامي كبير من قبل اميركا وبريطانيا، قبل مراسم اداء اليمين الدستورية من قبل الرئيس الايراني آية الله ابراهيم رئيسي، ضجيجا اعلاميا واسعا بهدف الايحاء بعدم توفر الامن في الخليج الفارسي وبحر عمان.
هذا الضجيج الاعلامي ترافق بمواكبة فورية من قبل وزيري الخارجية الاميركي والبريطاني وحتى انه ادى الى توجيه التهديد لايران برد عسكري ضدها في ظل ادعائين غير موثقين حول دورها في وقوع الحادث للسفينة الاسرائيلية "مرسر ستريت" واختطاف السفينتين "آسفالت برینسس" و "غولدن بریلیانت".
وفي ذلك الحين اوردت "رويترز" نبأ كاذبا مفاده ان افرادا مسلحين مدعومين من قبل ايران اقتحموا السفينة "آسفالت برینسس" في خلیج عمان، واختطفوا بحارتها كما قادوا السفينة "غولدن بريلیانت" الى جهة مجهولة.
كما اوردت قناة "العربية" التي تبث باللغة الفارسية نبأ كاذبا مفاده: وفقا لمصادر بحرية وكذلك اعلامية بريطانية فقد تم اختطاف السفينة "غولدن بريليانت" التي تحمل علم سنغافورة وسفينة اخرى باسم "آسفالت برينسس" من قبل افراد مسلحين مدعومين من قبل ايران في المياه الدولية قبالة ميناء الفجيرة بالامارات العربية المتحدة وجرى اقتيادها في خليج عمان الى جهة مجهولة.
وفي الوقت ذاته طرحت الكثير من القنوات الافتراضية المواكبة للغرب اكمالا لهذه الحرب النفسية، قضية تلغيم الممرات المائية بالمنطقة من جانب ايران وادعت في اجواء مفتعلة واسعة بان سفينة الحاويات "غولدن بریلیانت" التي ترفع علم سنغافورة وتحمل مواد كيمياوية قد ارتطمت شرق مضيق هرمز بالغام مزروعة من قبل القوات الايرانية.
هذه الحرب النفسية الكبيرة التي جاءت بهدف الايحاء بدعم توفر الامن بالمنطقة وان ايران هي السبب وراء ذلك وتصعيد الضغط عليها في مفاوضات فيينا من جانب وزعزعة الاستقرار الحاصل في البلاد على اعتاب مراسم اداء الرئيس الايراني اليمين الدستورية من جانب اخر، رغم انها خلقت اجواء مسمومة ضد ايران في البداية بعد مواكبتها من قبل الغربيين وطرح القضية في مجلس الامن الدولي الا انها خمدت فجاة بعد انكشاف اكاذيب الصهاينة.
من جانب آخر فانه وبعد انشاء قاعدة سيبرانية للموساد في الامارات والتشويش على منظومات الملاحة البحرية للسفن المتواجدة في المنطقة، فقد اتضح بان ابعاد هذه العمليات هي اوسع مما ظهر وان المشاكل الحاصلة للسفن المبحرة لم تخلقها ايران بل الموساد الصهيوني.
ويوم الخميس وبعد مضي نحو 3 اسابيع فان السفينة "غولدن بریلیانت" التي ترفع علم سنغافورة وزعمت وسائل الاعلام تلك بانها ارتطمت بالغام بحرية الايرانية وتم اختطاف بحارتها من قبل القوات الايرانية، قد رست في الرصيد رقم 49 في ميناء "الشهيد رجائي" في الخليج الفارسي لتقوم بعملية شحن السلع.
والنقطة اللافتة الاخرى في انكشاف كذب المحور الغربي –الصهيوني حول السفينة "غولدن بریلیانت" هي ان قبطان السفينة وصف في تصريح هاتفي لمراسل وكالة "نور نيوز" كل الاجواء المفتعلة من قبل الصهاينة قبل 3 اسابيع بانها كاذبة وقال لم تحدث لنا اي مشكلة في ذلك الوقت.
والان ينبغي النظر عن رد الفعل تجاه هذه الفضيحة التي احاطت بوكالات مثل "رويترز" التي هبطت بنفسها الى مستوى قنوات تبث الكذب والزيف مثل "انترناشنال" السعودية وقناة "العربية" و"بي بي سي" التي تبث بالفارسية، ووضعت كل سمعتها المهنية في سلة الصهاينة، ومازالت غير مستعدة لغاية الان للكشف عن اسمي البحارين اللذين ادعت بانهما قُتِلا خلال ما وصفته بالهجوم الايراني على السفينة.
انتهى ** 2342