وقال حاجي لاري في كلمته الاربعاء خلال اجتماع اللجنة الثانية للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة حول القضايا المشتركة لاقتلاع الفقر والمجاعة وكذلك تحقيق الامن الغذائي: ان تقارير منظمة الامم المتحدة حول الفقر والمجاعة وعدم الامن الغذائي، وبسبب بعض الاعتبارات السياسية غير المبررة، قد اغلقت عينيها على الحقائق ومنها الانتشار المرضي للنزعة الاحادية.
واضاف: رغم ان الكثير من اسباب وعوامل الاوضاع المتدهورة الراهنة في العالم في مجال مكافحة الفقر والمجاعة وعدم الامن الغذائي قد تم ابرازها في المتقارير ذات الصلة للامين العام ومع ان انتهاج التعددية قد تمت التوصية به كوصفة للخروج من الاوضاع الراهنة، ولكن للاسف لم تتم ادنى اشارة في اي من هذه التقارير الى موضوع الاجراءات الاحادية اللامشروعة القسرية واعمال الحظر غير القانونية ضد الدول النامية والتاثيرات الهدامة لمثل هذه الاجراءات والاعمال على تدهور اوضاع الفقر والمجاعة.
واضاف: اعتقد ان عدم ادراج عنصر بهذه الاهمية في تقارير الامين العام لمنظمة الامم المتحدة يعد فراغا جادا ومهما لا يقتصر فقط على هذين التقريرين وان هذا النقص ملموس في غالبية تقارير الامين العام حول القضايا ذات الصلة.
واكد بانه لو كانت هنالك صدقية حقا في الادعاء بضرورة اقتلاع الفقر والمجاعة فانه يجب ادراج وابراز الدور الهدام للاجراءات الاحادية القسرية في مثل هذه التقارير لانه من الواضح حينما تكون الاجراءات الاحادية المرضية واللامشرعة مستمرة فلا يوجد هنالك اي افق محدد وباعث على الامل خاصة فيما يتعلق بمحو اللامساواة والفقر والمجاعة.
واضاف حاجي لاري: ان تقارير الامين العام تؤكد بان الافراد الذين واجهوا الفقر والمجاعة في العام 2020 قد ازداد عددهم بصورة ملحوظة مع ازدياد تفشي فيروس كورونا لكننا نعتقد بان كورونا ليس السبب الوحيد لظهور مثل هذه الظروف وهنالك عوامل اخرى مؤثرة في ايجاد واستمرار هذه الاوضاع المقلقة والتي لم تتم الاشارة اليها للاسف في تقارير الامين العام للامم المتحدة بسبب بعض الاعتبارات السياسية غير المبررة.
واضاف: ان التجربة تعلمنا بان غض الطرف عن الحقائق المرة والماساوية لن يؤثر على طبيعة هذه الحقائق، لذا فانه يجب اتخاذ المبادرة الحازمة والاقدام الفوري لمعالجتها بدلا عن غض الطرف عنها.
وقال الدبلوماسي الايراني في الامم المتحدة: من الواضح ان العالم لن يحقق شيئا من هذا المسار الذي اتخذه لاقتلاع جذور الفقر والمجاعة وانعدام الامن الغذائي والكثير من المصائب والمشاكل الاخرى حتى العام 2030 ، وفي الواقع فان عالمنا اليوم يواجه مرضين فتاكين اي كورونا والنزعة الاحادية حيث ان الثاني اكثر خطورة من الاول ايضا.
وختم حاجي لاري تصريحه بالقول: اننا نعتقد بان مكافحة الفقر والمجاعة بجميع اشكالهما وفي اي مكان من العالم يجب ان تتحول الى اولوية للمجتمع الدولي، ومع ذلك فان هذا الهدف السامي لن يتحقق مادام المجتمع العالمي يلتزم الصمت تجاه النزعة الاحادية الهدامة ولا يرغب باتخاذ اجراء عاجل وموحد وحازم ضد هذه الظاهرة البغيضة وسيواصل مرض النزعة الاحادية حياته المخزية في اجواء انفعال وتقاعس المجتمع العالمي.
انتهى ** 2342