الندوة بدات اعمالها برعاية رئيس جامعة الكوفة "ياسر لفتة العكيلي" في القاعة الكبرى بكلية التربية لجامعة الكوفة؛ بدءاً بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها القارئ الدولي الإيراني "كريم منصوري" ثم القى رئيس الجامعة كلمة أشاد فيها بمبادرة القنصلية العامة الإيرانية في اجراء الندوة التي اعتبرها "خطوة مميزة في العمل الثقافي، لها ابعاد في التطوير التعاون المشترك بين ايران وجامعة الكوفة العريقة".
واشار العكيلي الى جوانب من سيرة سيدة نساء العالمين (عليها السلام) قائلا : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يدخل الى بيتها الا بإذن منها، كما استعرض سجايا ومناقب السيدة الزهراء (س)؛ مؤكدا "انها جسدت المثل الأعلى للمرأة الصالحة على مستوى المجتمع الإسلامي على مر التاريخ".
وفی بداية الجلسة الأولى التي ادارها عميد كلية الفقه بجامعة الكوفة "ستار الاعرجي" ، أشار الى مقام السيدة فاطمة (ع) ومراتبها الأخلاقية باعتبارها بضعة من الرسول (ص) وزوجة الامام علي (عليه السلام) وصي النبي الأعظم (ص) والمدافع الاول عن ثوابت الوحي الإلهي والرسالة المحمدية الشريفة.
واضاف الاعرجي : ان الزهراء (س) هي المرأة التي تحولت الى تجسيد للقران الكريم على مستوى التكامل في العلم والفضائل وقوة الشخصية الإسلامية؛ مشيدا بدور القنصلية العامة الإيرانية وجهودها لإقامة هذه الندوة الفكرية بالتعاون مع كلية الفقه بجامعة الكوفة.
الى ذلك القى المفكر الاسلامي، عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "آية الله الدكتور احمد بهشتي" أولى محاضرات الندوة، قال فيها : ان الايديولوجيا الفاطمية بُنيت على الأصول الأربعة، التوحيد والمعاد والنبوة والامامة ولذلك فهي تعطي شرحا وافيا حول آثارها وفوائد تكاليفها والاخلاق التي تبنى على أساس تلك الأصول.
واضاف بهشتي، ان "الصديقة الطاهرة (ع) هي شهيدة الجهاد من اجل ترسيخ وتثبيت إمامة الامام".
في سياق متصل، قدمت "السيدة نور الساعدي" معاون كلية العلوم الاسلامية بجامعة وارث الأنبياء في كربلاء محاضرتها تحت عنوان "الثابت والمتغير في حريات المرأة المعاصرة"، قالت فيها : ان الواقع المعاصر التي تحياه المرأة، يحتّم عليها التحلي بالوعي والثقافة العالية التي تمكنها من التمييز بين ما لها وما عليها وماهو صحيح وبين ماهو خاطئ حتى تستطيع اختيار السبيل الذي يوصلها الى الحياة الطيبة.
وأضافت السيدة نور : ان المرأة تضطلع هي ايضاً بحمل امانه الرسالة وتبليغ الوحي والمشاركة في القرارات المصيرية وأن سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (ع)، خير مثال لذلك حيث انها لم تتردد في ان تكون معارضة سياسية دفاعاُ عن ثوابت الإسلام وحماية الامة التي كانت حديثة عهد بالرسالة.
كما القى "محسن اسماعيلي" الذي كان عضوا في مجلس صيانة الدستور الايراني على مدى ثمانية عشر عاما ويشغل حاليا نائبا عن اهالي طهران في مجلس خبراء القيادة، محاضرة جاء فيها : ان السيدة فاطمة (ع) هي حجة في كل زمان واُسوة لجميع البشرية، وان مدينتنا الفاضلة نحن المسلمين تتحقق في دولة الموعود (عج) أبن الزهراء (ع).
واردف اسماعيلي : إن هذه السيدة أضاءت مع قدومها العالم بإشراقة نور وجودها النوراني الى الابد.
وفي الجلسة الثانية للندوة والتي كانت بإدارة "الشيخ اسامة الناصري"، ثمّن الاخير هذا النشاط المشترك للقنصلية العامة وكلية الفقه؛ منوها بأن هناك بين الحوزة العلمية في ايران والحوزة العلمية في النجف الاشرف جملة من الدعامات الاساسية لتطوير معايير العلم والمعرفة ودراسة حياة الزهراء (عليها السلام) والائمة المعصومين عليهم السلام.
بدوره قدم مدير مركز ابحاث المرأة والعائلة في مدينة قم المقدسة "حجة الاسلام محمد رضا زيبائي نجاد" محاضرة اوضح فيها، ان المجتمع الفاقد للمثل الاعلى والتخطيط والهدف لا يمكن ان يكون مجتمعا مثاليا، واذا لم يكن ذهن الانسان منشغلا ومهتما بالامور السامية والنبيلة فإن قضايا قليلة القيمة وضئيلة الاهمية ستحل محلها.
وكانت المحاضرة الأخيرة لـ" آیة الله السيد صدر الدين القبانجي" خطيب الجمعة في النجف الاشرف والتي حملت عنوان "السيدة الزهراء (ع) ومسؤولية البناء والتغيير في المجتمع"؛ قال فيها : ان السيدة فاطمة الزهراء (ع) شكلت رقماً كبيراً في التاريخ فلولاها لما كان الائمة عليهم السلام من نسلها الشريف ".
وأوضح سماحته ان السيدة الزهراء (ع) وعلى الرغم من مكانتها السامية فان ذلك لم يمنعها من ان تكون ربة بيت وأمّا مثالية الى جانب دورها التغييري في مجتمع المدينة المنورة آنذاك .
واضاف : ان السيدة الزهراء (ع) لها دور كبير في التغيير السياسي وقد حققت شيئاً فوق التصور وقامت بموقف ثوري ضد الانحراف وسراق الحقوق.
وفي ختام كلمته أشاد خطيب الجمعة في النجف الاشرف بدور المرأة في الجمهورية الإسلامية قائلاً : ان النساء الايرانيات استطعن التوفيق بين ادوارهن الاسرية والاجتماعية ويمثلن النموذج المتأسي بسيرة سيدة نساء العالمين ع، وان المرأة هي اليوم تتبوأ مواقع مهمة ومسؤوليات كبرى داخليا ودوليا وفي المجتمع .
كما اثنى على جهود القنصل العام الإيراني في سياق تنشيط مجالات التعاون العلمي والفكري والتفاهم المتبادل مع الجامعات والمدارس الدينية في النجف الاشرف.
انتهى ** ح ع