وقد استؤنفت الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا بشأن رفع الحظر عن إيران بحضور وفود إيران ومجموعة 4+1 في العاصمة النمساوية، یوم الثلاثاء 10 فبراير/شباط، بعد انقطاع استمر 11 يومًا لتشاور الوفود مع عواصمها.
ويركز الفريق الايراني المفاوض على موضوعي "التحقق من اجراءات واشنطن" و"الضمانات" وصولا الى اتفاق مستدام يمكن التعويل عليه.
وفي الأيام الأخيرة، بعد تقديم مقترحات جديدة، قدم الوفد الإيراني حلولاً ملموسة لحل القضايا المتبقية مؤکدة بأنها تسعى للتوصل إلى اتفاق جيد في أقصر وقت ممكن.
وأكد الفريق المفاوض الإيراني منذ البداية أنه لن يقبل أقل من الاتفاق النووي، كما أنه لم يطلب أكثر من اتفاق في مجال الحظر مشددا ان اولوية السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية،هي حماية مصالح الشعب الایراني.
كما قال رئيس الجمهورية "آية الله سيد ابراهيم رئيسي" خلال استقباله امس الاثنين وزير خارجية ايرلندا "سايمون كافوني" : ان ما نؤكد عليه حول المفاوضات الجارية (في فيينا)، هو الغاء الحظر بنحو يمكن التحقق منه واحترام حقوق الشعب الايراني.
واضاف آية الله رئيسي، ان "اولوية ومحور السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، اليوم، قائم على حماية مصالح الشعوب والاحترام المتبادل".
وشدد وزير الخارجية "حسين امير عبداللهيان" خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الايرلندي امس الاثنين، على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل انطلاقا من المنطق الحواري المقتدر في حضورها وجهودها.. هدفنا هو رفع كامل الحظر الذي نص عليه الاتفاق النووي المدعوم دوليا في 2015.
واضاف : نحن نرغب ايضا في التوصل الى اتفاق جيد على وجه العجالة، لكن في اطار مفاوضات منطقية تضمن حقوق ومصالح الشعب الايراني.
على الاطراف الغربيين ان يتخلوا عن سلوكهم الاستفزازي و التلاعب بالنصوص والوقت
يتوقف نجاح المفاوضات والتوصل إلى الاتفاق على إرادة الطرف الآخر في اتخاذ القرارات اللازمة، خاصة في مجال الحظر والتخلي عن المطالب غير الواقعية.
ولو وصل الجانب الأميركي والترويكا الأوروبية في مفاوضات فيينا، إلى القرار النهائي فمن الممكن الوصول إلى اتفاق يخدم مصالح الشعب الإيراني.
وكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، امس الاثنين في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر "لقد وصلت مفاوضات فيينا إلى مرحلة يمكن فيها التعليق على نتائجها بصورة قاطعة ودون الحاجة إلى تكهنات".
وأضاف: "القرار السياسي الأمريكي لتحقيق أو رفض متطلبات اتفاق مستدام يمكن التعويل عليه على أساس المبادئ المقبولة في الاتفاق النووي، يمكن أن يحل محل التكهنات".
كما أكد وزير الخارجية امير عبداللهيان : يتعين على الاطراف الغربيين ان يتخلوا عن سلوكهم الاستفزازي والتلاعب بالنصوص والوقت، وبدل ذلك عليهم أن يظهروا نواياهم الحقيقية بشأن العودة الى كامل التزاماتهم المنصوصة في الاتفاق النووي.
واستطرد بالقول ان التوصل الى اتفاق جيد (خلال المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة 4+1)، ممكن في غضون فترة قصيرة؛ شرط ان تتوفر ارادة جدية عند امريكا والدول الاوروبية الثلاث بشأن العودة الى تنفيذ كامل التزاماتها التي ينص عليها الاتفاق النووي.
وقال : لطالما تحدث الامريكيون عبر رسائلهم التي ينقلونها بواسطة الدول الاخرى والوسطاء الى الجمهورية الاسلامية، عن نواياهم الحسنة في التوصل الى اتفاق جيد، لكننا لم نلحظ لحد الان تحقيق اي شيء على ارض الواقع ليترجم هذه النية الحسنة ويثبت ما يدعي به هؤلاء.
أهداف إيران المحددة في المفاوضات
واثبتت الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال المفاوضات ارادتها وجديتها للتوصل الى اتفاق جيد وثابت يمكن التعويل عليه، مؤکدة ان اي جهد من قبل الطرف المقابل في هذا المجال ينبغي ان يشمل الغاء الحظر والتحقق منه وتقديم ضمانات موثوقة بهذا الشأن.
أكدت ایران أنها ستنفذ الاتفاق المبرم في عام 2015 ، لكن الرئيس الأمريكي الاسبق باراك أوباما انتهك الاتفاق ولم يسمح للعديد من الشركات بالتبادل التجاري مع ایران.
یذکر ان برنامج إيران النووي سلمي، وما أدى الى عرقلة تنفيذ اتفاق 2015 هو تقاعس الأطراف الأوروبية عن الوفاء بالتزاماتها وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ويجب على الولايات المتحدة وأوروبا تعويض أخطائهم.
وربط بعض وسائل الإعلام الغربية مؤخرًا مفاوضات إيران النووية بالتوترات في أوكرانيا، وزعمت أن الوفد الإيراني یسیر ببطء في المفاوضات لتحديد نتيجة القضية الأوكرانية.لكن هذه المزاعم التي لا أساس لها، ليس لها جذور في الواقع و التوترات في أوكرانيا ليست جديدة وكان البلد نقطة مواجهة بين الناتو وروسيا منذ سنوات، ولا تؤثر التوترات في أوكرانيا على المحادثات الجارية في فيينا.
انتهی** 3280