طهران/28 شباط/فبراير/ارنا- وصلت مفاوضات فیينا إلى منعطف حاسم أكثر من أي وقت مضى وفي حال تبني الغرب نهجا واقعيا سيفسح المجال امام التوصل الى اتفاق نهائي.

ووصلت المفاوضات الآن إلى منعطف حاسم، ولقد انخفض نطاق وعدد المواضيع بالمفاوضات لکن عدد القضايا المتبقية هي أصعب القضايا الرئيسية والجدية التي تحتاج إلى المعالجة.

 وفي هذه المرحلة، فإن مفتاح تقدم المفاوضات هو تحمل الولايات المتحدة مسؤولية تعطيل تنفيذ الاتفاق ويجب علیها إبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق نهائي.

واتخذ الوفد الإيراني حتى الآن الكثير من المبادرات وأظهر المرونة المطلوبة على طاولة التفاوض، وحان دور الغرب الآن ليكون مرنا.

وتؤكد إيران أنها مستعدة لاتفاق جيد وفوري إذا أظهر الغرب إرادة حقيقية.

وأحد الموضوعات التي تطرح هذه الأيام هي احتمال أن تؤثر الأحداث في أوكرانيا على مفاوضات فیینا وفي هذا الصدد، قال مندوب الصين في مفاوضات فيينا "وانغ كوان"  لموقع «روسيا اليوم» إن «الأطراف المعنية ينتظرون الآن قراراً سياسياً من طهران وواشنطن لا غير»، نافياً تأثير الأزمة الأوكرانية على ال مفاوضات بقوله إن «الأطراف المتفاوضة مهتمة بما يجري هنا ولا تريد ربط المفاوضات النووية بما يحدث في أوكرانيا».

ويوافقه الرأي المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف وقال : من الناحية النظرية حتى الكويكبات يمكن أن تؤثر على مفاوضات فيينا.

وعقد المجلس الاعلى للأمن القومي قبل یومین  اجتماعا تم فيه مناقشة المسار والنتائج الحاصلة حتى الان من مفاوضات فيينا، والتأكيد على ضرورة تحقيق المطالب القانونية والمنطقية للجمهورية الاسلامية الايرانية في اطار الخطوط الحمراء لايران کما یشدد علی ضرورة حل القضايا المتبقية بسرعة.

وافادت التقاریر ان المفاوضات اصبحت معقدًا بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة في تقديم ضمانات تحت ذرائع مختلفة.

وتصر الأطراف الغربية بقيادة فرنسا على لعب دور الشرطي السيئ في المفاوضات، وتستمر في إظهار سلوكها المتناقض خلال المفاوضات.

وزادت التحركات الفرنسية في المفاوضات بشكل ملحوظ، وكان رئيس فريق التفاوض الفرنسي "فيليبي إيريرا" نشطًا جدًا مؤخرًا على موقع تويتر ووجه تحذيرات شديدة اللهجة إلى إيران مع عودة باقري كني إلى فيينا.

وقال في تغريدة له علی تويتر : طهران تلعب بالنار.. وعليكم أن تعلموا إلى أي مدى يمكنكم المضي قدماً في هذا الطريق.

ورداً على هذه التصريحات الاستفزازية، كتب سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية لدى النمسا عباس باقربور في تغريدة له علی تويتر: "بينما تشارك إيران بنشاط في مفاوضات فيينا للدفاع عن برنامجها السلمي ، فإن فرنسا تهدد باستخدام أسلحة الناتو النووية.
وكانت الأطراف الأوروبية تصر منذ أيام قليلة على إدخال مصطلح جدید یسمى "نهاية اللعبة" واستخدمت الممثلة البريطانية في المفاوضات ستيفاني القاق، المصطلح، لأول مرة خلال عملیة المفاوضات وغردت منذ بضعة أيام، أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار في نهاية المفاوضات.

وفي اليوم التالي كتبت في تغريدة أخرى باستخدام  هاشتاغ "نهاية اللعبة":  أن القضايا الصعبة لا تزال قائمة والعمل جار لحلها. 

واستخدم "فيليبي إيريرا" بعد یومین نفس الهاشتاغ في الرسائل المتعلقة بالمفاوضات وفي غضون ذلك ، تصر ایران على أنها لن تقبل أي موعد نهائي في المفاوضات.

وكان باقري قد عاد الى طهران ليلة الاربعاء لاجراء مشاورات في العاصمة فيما يتعلق بالمفاوضات وعاد اليوم الى فيينا لمواصلة المفاوضات بهدف معالجة المشاكل والتوصل الى اتفاق نهائي.
وكان باقري قد كتب قبل مغادرة طهران في تغريدة له على موقع تويتر ان الاقتراب من النهاية في المفاوضات لايعني بالضرورة تجاوز المرحلة النهائية ملفتا ان الوصول الى النهاية يستدعي التحلي باليقظة والثبات ومزيد من الابداع وتوجهات متوازنة لاتخاذ الخطوه النهائية.

وبدأت مفاوضات الغاء الحظر في 27 دسامبر 2021 ووصلت الان الى مرحلة يتوقف النجاح او الهزيمة فيها على القرارات السياسية التي تتخذها الاطراف الغربية.

وحان الوقت الآن لكي تظهر الاطراف الاخری في المفاوضات رغبتها الحقيقية في التوصل إلى اتفاق من خلال اتخاذ خطوات عملية بدلاً من اللجوء إلى التكتيكات لتحديد مواعيد نهائية مصطنعة وتشتيت الرأي العام.

انتهی** 3280