طهران/5اذار/مارس/ارنا- أيام الفجر الثقافية هي احتفالية واعدة على الصعيد الثقافي، الهدف منها جمع نخبة من الموسيقيين والفنّانين والمثقفين في أمسيات زاخرة بالفن والجمال والعزف على وتر القيم الإنسانية، أمسيةٍ تحملُ رسالةً ربما يكونُ صداها أعلى من أصوات البشر والأحداث والسياسة والمجتمع، يعلو صداها ويرتفع عاليًا رافعًا معه رسالة التعايش التي تمثّل الحاجة الأبرز للعالم اليوم.

واضاف المستشار الثقافي الايراني في بيروت الدكتور عباس خامه يار في كلمة خلال افتتاحية ايام الفجر الثقافية: تاريخٌ زاخرٌ بالتبادل الثقافي بين إيران ولبنان منذ قرون، منذ إبرام الاتفاقية الثقافية بين البلدين التي كانت إيران حينها ثاني بلد سارع إلى هذه المبادرة بعد نيل لبنان استقلاله عام 1943، وإلى إبرام اول اتفاقيّة ثقافية سارية المضمون ليومنا هذا ضمن سلسلة الاتفاقيات الأخرى.

نفتتحُ هذه الرسالة، ونفتتحُ هذه الأمسيات، ونوليها آذاننا وعيوننا لنحلّق في سماء الثقافة والفنّ، ولنقول إنّ الفنّ لغةٌ عالميةٌ بل إنسانيةٌ متعالية، تتفوقُ على كل فروقات اللغة والانتماء.

نلتقي اليوم، لتتضافرَ وتتداخلَ مواهبُنا بعدما جمعتنا ووحّدت صفوفَنا المقاومة والإيمان بالقضيّة، بين الوتر الفارسيّ والوتر العربيّ، وبين الكلمة الفارسيّة ونظيرتها العربية. يشهدُ على هذا التماهي والتلاقي تاريخنا الزاخر بالقامات التي قادت عملية التبادل الحضاري، نستحضرُ اليوم ونتذكّر تلقائيًا أسماء برزت في تاريخنا الأدبي والفني والجمالي، من شعراء العرفان والتصوف الفارسي، الفردوسي وسعدي وحافظ والرومي ونظامي الكنجوي الذين أصبحوا مدارس بكل اللغات عبر العالم. من رموز الفكر والعلم والدين والفلسفة، الذين لمعت أسماؤهم في سماء العالم فكانت جهودهم خدمةً للبشرية جمعاء، من أمثال ابن سينا والفارابي وسيبويه والزمخشري، العلامة الطباطبائي، والعلامة محمد تقي جعفري، والشهيد مطهري وغيرهم الكثيرين، من الموسيقيين الذين صنعوا مدارس فنية وخطاطين ورسامين مينياتور مثل المبدع محمود فرشچیان، علي أكبر صادقي، حسين زنده رودي وكثيرين.

انتهى**1110