واكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيانها على استمرار السياسة المبدئية المتمثلة في دعم النضال التحريري للشعب الفلسطيني والكفاح ضد الصهاينة المحتلين المجرمين وتشدد على الضرورة الحتمية لتأسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وفي مايلي نص البيان:
إن يوم القدس العالمي هو من انجازات مفجر الثورة الإسلامية الكبير ورمز للوحدة والوئام في العالم الإسلامي وللدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد ضد الاحتلال الصهيوني، وهو يوم قد تحول بفضل أحرار العالم إلى منعطف تاريخي في مسار النضال من أجل الحرية والعدالة ضد الكيان الصهيوني العنصري ورعاته.
اليوم، يلفت هذا الحدث العظيم في تقويم العالم الإسلامي الانتباه في أرجاء العالم كما اصبح ميعادا لجميع دعاة الحق لمواجهة كيان الاحتلال الغاصب و نظام العنصري وإعلان البراءة منه.
ان قضية القدس لم تعد اليوم مجرد قضية إسلامية بل اصبحت قضية عالمية وإنسانية تمثل معيارا للحرية؛ بحيث اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الدفاع عن فلسطين اليوم دفاع عن الحقيقة؛ حقيقة أوسع بكثير من فلسطين،والكفاح ضد الكيان الصهيوني اليوم كفاح ضد الاستكبار، و نظام الهيمنة.
نحيي يوم القدس هذا العام في وقت نرى فيه ان جرائم الكيان الصهيوني في المسجد الأقصى واعتداءاته على قدسية قبلة المسلمين الأولى في الأيام الأخيرة قد أوجعت قلوب المسلمين ولقيت إدانات الدول الإسلامية، وقد سعى الكيان الصهيوني اللقيط من خلال مؤامرات مختلفة في السنوات الماضية إلى إيداع القضية الفلسطينية في غياهب النسيان، غير أنه بفضل جهود انصار العدالة في العالم نشأت صحوة عالمية حول طبيعة الكيان الصهيوني فأثارت موجة تنديد عالمي بعنصرية هذا الكيان بصفته کیان فصل عنصري.
إذن ورغم أن خيانة بعض الدول العربية والإسلامية بحق القضية الفلسطينية وتطبيعها العلاقات مع الكيان الصهيوني كانت بمثابة غرس خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني المقاوم لكنها لم تستطع إزاحة القضية الفلسطينية من جدول أعمال العالم الإسلامي باعتبارها قضيته الأولى.
لجأ الكيان الصهيوني المنحوس منذ تأسيسه إلى أساليب متنوعة لقمع الشعب الفلسطيني ونهبه ولم يرتدع عن ارتكاب أي جريمة. فقام هذا الكيان الإرهابي بتهجير ملايين الفلسطينيين وإحلال المستوطنين الصهاينة مكانهم بل ولا يسمح لأولئك المهجرين بالعودة إلى موطنهم، وأصبحت ممارسة القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب وانتهاك الحرمة بحق الفلسطينيين إلى سلوك يومي لعناصر الكيان الصهيوني ويرتكب كل هذه الجرائم في ظل عدم قيام الدول الغربية والمنظمات الدولية المتشدقة بحقوق الإنسان بأي خطوة جادة لمنع ذلك. إذن وإلى جانب التأكيد على الحق القانوني للشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه الجرائم تضع مسؤولية إضافية على عاتق كل فرد من المسلمين والأحرار في العالم لكي يهبوا بصرخاتهم إلى نجدة الشعب الفلسطيني المظلوم.
إن وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تحيي ذكرى شهداء فلسطين ونهج المقاومة، خاصة بيرق ايران والاسلام الخفاق الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني - وتؤكد على استمرار السياسة المبدئية المتمثلة في دعم النضال التحريري للشعب الفلسطيني والكفاح ضد الصهاينة المحتلين المجرمين وتشدد على الضرورة الحتمية لتأسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، تعلن أن إجراء استفتاء عام بمشاركة جميع سكان فلسطين الأصليين لا يزال مقترحا عمليا وديمقراطيا لتقرير مصير فلسطين ومستقبلها.
وتلبية للدعوة التاريخية التي أطلقها الإمام خميني (رحمة الله عليه)، تدعو وزارة الخارجية شعوب العالم كلها - خاصة الشعب الإيراني الشريف والثوري والمناصر للحق - إلى المشاركة في فعاليات إحياء يوم القدس العالمي وتطالب جميع المسلمين والدول الإسلامية وأحرار العالم بممارسة الضغط على الدول والمنظمات الرسمية والحقوقية الدولية لدفعها إلى القيام بواجبها القانوني والإنساني للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ووضع حد للاحتلال والجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأعماله العدائية المسببة للتوتر في المنطقة، داعية أياهم إلى الثبات والصمود على هذا الصراط المستقيم حتى تحرير القدس الشريف.
آملين أن تتحقق أمنية الشعوب المسلمة للصلاة في المسجد الأقصى في المستقبل القريب وأن يتم - بعودة جميع اللاجئين إلى وطنهم الأم ومشاركتهم في تقرير مصير فلسطين - الإعلان عن زوال الكيان الصهيوني اللقيط لكي ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
انتهى** 2344