وقال داوود شهاب في تصريح خاص لمراسل وکالة "ارنا" اليوم الاثنین: أن مشروع التسوية مع الکیان الصهیوني وصل إلى طريق مسدود ولم يعد قادراً على إقناع أي فلسطيني مضیفا أن أصحاب هذا المشروع لا يزالون يتمسكون باتفاق أوسلو ويعترونه مرجعية سياسية للمفاوضات التي توقفت ووصلت إلى نقظة الصفر.
واکد نحن نرى أن العائق الأساسي في التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين سببه التمسك باتفاق أوسلو.
وصرح ان المأزق الفلسطيني الداخلي مرتبط باختلاف حول البرامج السياسية، مضیفا يجب أن نفهم أن الخلاف ليس خلافا على شكل وطريقة الحكم أو تنازع على السلطات وبالتالي يمكن حله بتشكيل حكومة أو توافق على شكل الحكم أو تقاسم السلطة.
واضاف الخلاف هو على المشروع السياسي ، وهذا الخلاف ظهر واتسع بعد التوقيع على اتفاق أوسلو من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ، ونحن اعترضنا على هذا الاتفاق السياسي الذي مثل مساساً خطيراً بجوهر القضية الفلسطينية وشكل توقيع المنظمة على هذا الاتفاق انحرافاً كبيراً في مشروع المنظمة وبرنامجها.
وتابع قائلا فهي (المنظمة) تأسست من أجل تحرير فلسطين وارتبط اسمها بتحقيق هذا الهدف فصار اسمها منظمة التحرير الفلسطينية، فعندما ذهبت المنظمة لتوقيع اتفاق أوسلو الذي تنازل عن فلسطين فهذا تعارض مع ميثاق المنظمة ودورها.
التنسيق الأمني والحصار الخانق يشكلان تحديا كبيرا امام المقاومة
وانتقد مسئولي السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني قائلا في مواجهتنا مع العدو الصهيوني نحن نعرف من هو عدونا ونواجهه بكل قوة، ولا نلتفت إلى الوراء ولا ننظر لأي اعتبارات داخلية، وجميعنا نتوحد في هذه المواجهة ، لكن بلا شك أن هناك عوامل أخرى تمثل تهديداً وتحدياً كبيراً أمام المقاومة ، من بين هذه التحديات التنسيق الأمني والحصار الخانق الذي يحيط بنا.
واضاف ان التنسيق الأمني تشارك فيه السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية ، وأيضاً الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وعلى المقاومة التي تشارك فيه أطراف عربية للأسف الشديد، لقد ضاعف من مشاكل الشعب الفلسطيني.
واوضح هناك حصار مالي خانق على المقاومة التي تلاحق في مصادر التمويل والدعم ، وأيضاً التضييق على المؤسسات الأهلية التي تدعم وتعزز صمود الشعب الفلسطيني وما يفرض من عقوبات تمس عوائل شهداء وأسرى المقاومة وحرمانهم من أبسط الحقوق مضيفا كل من يقومون بهذه الأدوار هم يخدمون الاحتلال .
وصرح: هناك من يبررون مواقفهم من القضية الفلسطينية ويتخلفون عن تقديم الواجب تجاه مساعدة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار مثلاً بالانقسام ، والبعض يحاول أن يتخذ من الانقسام مبرراً لعدم القيام بالواجب مؤکدا أن بقاء الانقسام سیترک أثر كثيراً على حركة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الحروب المتتابعة على غزة .
ومضى يقول نحن نرى أن الواجبات الملقاة على عاتق العرب والمسلمين يجب ألا تتأثر بوجود الانقسام ، ولا يجب حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه بسبب الخلاف الحاصل بين الفلسطينيين.
وقال هناك طرق كثيرة للعمل بعيداً عن تأثير الانقسام والظروف التي فرضها الانقسام كما لا يجب أن تتأثر المواقف العربية والإسلامية الداعمة للقضية الفلسطينية بوجود الانقسام، خاصة أن الانقسام محصور وغالبية القوى الفلسطينية موحدة على الموقف السياسي وموحدة في الميدان.
وتابع قائلا ان الدعم المقدم من الدول العربية والإسلامية تراجع كثيراً بسبب القيود المفروضة والحصار، وكثير من الدول تخاف من فرض عقوبات عليها في حال قدمت مساعدات للفلسطينيين.
واکد ان الدولة الإسلامية الوحيدة التي لم يتأثر دعمها هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لا تواجه وتتحدى كل الضغوط من اجل تمرير المساعدات وإيضالها للمقاومة الفلسطينية ولأسر الشهداء والأسرى والجرحى.
انتهى**3280