وستعقد قمة مجموعة بريكس عبر تقنية الفيديو كونفرانس غد الخميس، ويوفر عقد هذه القمة فرصة جيدة لزيادة تطوير التعاون بين دول بريكس ، على الرغم من مخاوف الدول الغربية بشأن تعزيز نفوذها الاقتصادي في العالم.
وتعتبر مجموعة "بريكس "، منظمة اقتصادية جديدة بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009 وتتميز دول المنظمة بأنها من الدول النامية الصناعية ذوات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة.
وتكونت التشكيلة الاقتصادية الجديدة من أربع دول هي روسيا الاتحادية والصين والبرازيل والهند سنة 2001، وسميت "بريك"، وبعد انضمام جنوب أفريقيا إليها في العام 2010، تغيرت التسمية إلى دول " بريكس "، وإن القراءة الدقيقة للدول المشكلة لها تؤكد أنها قوى صاعدة لم تعد قانعة بما لديها من مكانة في النظام الدولي، وتحاول أن تكون أحد مرتكزات الاقتصاد العالمي المستقبلي إما منفردة أو مجتمعة.
وتشكل هذا التكتل نتيجة حاجة الساحة الدولية لنظام جديد، فجاء مصطلح "BRIC"(اختصارا للبرازيل وروسيا والهند والصين) قبيل انضمام دولة جنوب إفريقيا، كانت المجموعة يطلق عليها "بريكس"، وبدأ التفاوض حول إنشاء هذه المجموعة خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع "البرازيل وروسيا والهند والصين" في نيويورك سبتمبر/ أيلول 2006، على هامش اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما عقد زعماء الدول أول قمة لهم في يونيو/ حزيران 2009.
و"بريكس " هي مجموعة الدول التي اتفقت فيما بينها على إنشاء كيان اقتصادي "مضاد" للكيانات الاقتصادية الغربية المتمثلة في "صندوق النقد الدولي" و "البنك الدولي"، وتضم نظاماً ائتمانياً بنكياً عالمياً جديداً يقضي على سياسة "القطب الواحد" التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على مقدرات العالم واستغلاله اقتصادياً، عبر توجيه السياسات الاقتصادية، وفرض قيود تتحكم في الدول النامية من خلال صندوق النقد والبنك الدوليين، خاصة على الدول النامية وبلدان العالم الثالث.
ما هي أهداف مجموعة "بريكس "؟
بشكل رئيسي، تستهدف مجموعة "بريكس" خلق توازن دولي في العملية الاقتصادية، وإنهاء سياسة القطب الأحادي، وهيمنة الولايات المتحدة على السياسات المالية العالمية، وإيجاد بديل فعال وحقيقي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلى جانب تحقيق تكامل اقتصادي وسياسي وجيوسياسي بين الدول الخمس المنضوية في عضويته، وتنمية البنى التحتية في بلدان المجموعة، وتحقيق آليات مساهمة فعالة بين الدول الخمس في وقت الأزمات والتدهورات الاقتصادية بدل اللجوء إلى المؤسسات الغربية.
کما تستهدف إيجاد طريقة فعالة لمنح وتبادل القروض بين دول المجموعة بشكل لا يؤثر ولا يحدث أي خلل اقتصادي لأي من دول المجموعة رغم مساعدة الدولة المتضررة. إلى جانب تعزيز شبكة الأمان الاقتصادي العالمية بالنسبة لتلك البلدان وتجنيبها ضغوط الاقتراض من المؤسسات الغربية وتكبيلها بالفوائد.
النظام المالي الجديد لدول بريكس يمثل تحديا لنظام "سويفت" المالي العالمي
ويعتقد المحللون السياسيون، أن العقوبات الواسعة التي فرضها الغرب وحلفاؤه على روسيا أدت إلى قيام الدول الأعضاء في بريكس ببناء واحدة من أكبر المنظمات والمعاهدات العالمية بهدف إنشاء بنية تحتية مالية مستقلة حتى لا يتعرض أمن معاملاتهم المالية الكبيرة للخطر بفعل العقوبات الغربية الأحادية الجانب.
وفي عام 2014، أنشأت مجموعةبريكس بنك التنمية الجديد (NDB) بهدف ضخ السيولة والموارد المالية لتمويل البنى التحتية في بلدان "بريكس " والدول النامية، واﻻاقتصادات اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ وتنفيذ مشاريع هذه البلدان والمساهمة في تحقيق أهدافهم التنموية.
ويأتي إنشاء البنك تجسيداً لمساع بذلتها مجموعة "بريكس " خلال الفترة الأخيرة، لتقدم للعالم كياناً اقتصادياً جديداً يناهض سياسة "القطب الواحد" المالي.
وتم إنشاء هيكل جديد من قبل البنك لبناء أنظمة التدفق النقدي والدفع بهدف الحيلولة دون فرض العقوبات والضغوط المالية من قبل الدول الغربية على دول بريكس وحلفائها.
ولم تتعاون أي من دول بريكس مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في فرض عقوبات مالية على روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا، وقد يكون هذا بداية لتراجع قوة الأنظمة المالية الغربية وفشل الهيمنة العالمية.
إيران ترغب في أن تکون عضوا في مجموعة بريكس
أعربت بعض دول العالم، وخاصة إيران عن رغبتها في الانضمام إلى مجموعة “بريكس "وحظيت رغبة إيران في العضوية بالمجموعة بترحيب بعض الدول الكبيرة في المنظمة، كالصين وروسيا.
ويرى الخبراء أن عضوية إيران في مجموعة بريكس ستسهم في تعزيز المواقف السياسية للبلاد في نظام العلاقات الدولية لأن المجموعة تلعب دورًا متزايدًا في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
کما يمكن أن يلعب انضمام إيران إلى المجموعة دورا مهما في متابعة الأهداف السياسية والاقتصادية للبلاد وأعضائها.
ويعتبر تمتع الدول الأعضاء بالمجموعة من إمكانات مالية وسياسية عالية لإنشاء آلية مالية واقتصادية مستقلة إلى جانب تمتعهم من إمكانية زيادة تفاعلاتهم الدولية مع بعضهم البعض ومع الحلفاء الآخرين، من أحد أسباب عداوة الغرب لهذه الدول.
انتهى 3280