جاء ذلك في كلمة رئيسي خلال اجتماع القمة السادس لقادة الدول المطلة على بحر قزوين، الذي انعقد اليوم الاربعاء في عشق اباد؛ حيث رحّب بالمبادرات المطروحة من قبل نظرائه الاقليميين والهادفة لتوسيع التعاون الاقتصادي في منطقة بحر قزوين.
وصرح رئيس الجمهورية : لقد قطعنا اشواطا كبيرة منذ اجتماع قمة عشق اباد السابق لرؤساء دول بحر قزوين في 2002 لحد اليوم؛ بما في ذلك اعداد العديد من الوثائق والنظم القانونية المناسبة للتعاون والانتفاع من ثروات هذه المنطقة البحرية، كما توصلنا الى لغة مشتركة من اجل تحقيق المصالح المتبادلة، ورسمنا افاقا واضحة لمواصلة هذا المسار.
واضاف ان، جميع هذه الانجازات تحققت بفضل الجهود المشتركة والبصيرة والوعي والاخذ بعين الاعتبار مصالح وحقوق جميع الدول المتشاطئة لبحر قزوين.
واستطرد : ان منطقة بحر قزوين، هي تراثنا وراس مالنا المشترك؛ ومركز التواصل والصداقة فيما بيننا، ومصدر ثروة وخير لاكثر من 270 مليون نسمة في الدول المتشاطئة.
ودعا قادة الدول المطلة على بحر قزوين للتصرف بمسؤولية تجاه حقوق الأجيال الحالية والقادمة؛ مبينا ان التقارب الثقافي بين الدول الاقليمية يندرج ضمن الأولويات الرئيسية لترسيخ اواصر صداقة وتعاون طويل الامد بين شعوبها.
واضاف، ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تقترح في هذا السياق، الحفاظ على هذا التراث المعنوي وتعزيزه عبر إضفاء الطابع المأسسي واعتماد خطط اجتماعية وثقافية مشتركة بين الدول الاعضاء.
وصرح رئيسي : نحن بصفتنا في دول جارة تربطها اواصر اقليمية عبر بحر قزوين وتستخدم أراضي بعضها الاخر وصولا إلى البلدان والمناطق الأخرى، نتحمل الكثير من الحقوق والتعهدات قبال هذه المنطقة المائية والدول المتشاطئة ايضا؛ مبينا ان جزءا من هذه الحقوق والالتزامات يتعلق بحماية البيئة الهشة واستهلاك الثورة المائية الحية فيها بعقلانية وايضا الاستفادة المسؤولة من الموارد المنجمية في بحر قزوين بهدف التقدم الاقتصادي وتوفير الرخاء والأمن لشعوبنا؛ وبما يقتضي احترام سيادة كل طرف وحقوقه في هذا الحوض المائي.
واضاف : إن المبدأ الاساسي المتفق عليه بشان الصلاحية الحصرية والاجتماعية للدول المتشاطئة مع بحر قزوين لتقرير مصير هذه المنطقة وحل القضايا فيها، سراج نستضيء به لتحديد أسس التعاون وتامين المصالح المتبادلة لدولنا؛ الامر الذي من شانه يمنع الاطراف الدخيلة وغير الاقليمية من التدخل في شؤون بحر قزوين او ممارسة سلوكيات عدائية على حساب الدول المتشاطئة كما يسهم في الحؤول دون وقوع احداث كارثية داخل المنطقة.
واكد رئيس الجمهورية قائلا : يتيعن علينا في الدول المطلة على بحر قزوين، تحويل هذه المنطقة الى"منطقة سلام وصداقة" عبر تظافر الجهود بين الدول الخمس وتجنب القرارات الاحادية، والتعويل على الطاقات الذاتية، والتركيز بجدية على المصالح طويلة الامد لهذه المنطقة وبلدانها الساحلية واحترام مبدأ الإجماع في جميع القرارات ذات الصلة.
واعرب رئيسي عن ارتياحه لقاء "التعاون الجيد والبناء" بشتى المجالات، بين الدول المتشاطئة مع بحر قزوين؛ وخص بالذكر التعاون الاقليمي في مجالات النقل والتجارة وادارة الثروة المائية الحية وحماية البيئة والأمن ومنع الفلتان الامني والجريمة بانواعها، والتوافقات ومذكرات التعاون الكثيرة التي اعقبت على ذلك.
ومضى قائلا : خلال اجتماع عام 2018 لدول بحر قزوين في أكتاو ، وبعد عقدين من المفاوضات، تم حسم اتفاقية النظام القانوني لبحر قزوين وتوقيعها كوثيقة لتحديد حقوق والتزامات الدول المتشاطئة، وقواعد النشاط في منطقة بحر قزوين؛ مؤكدا ان تنفيذ هذه الاتفاقية سيؤدي الى مزيد من التعاون بين دول الدول الاعضاء وتوسيع النشاطات في هذه المنطقة.
رئيسي لفت في كلمته خلال قمة بحر قزوين السادسة، ان بلوغ هذه الغاية رهن بانتهاج مبدا العدالة في سياق رسم مناطق السيادة والحدود المائية وحقوق وصلاحيات الدول المطلة لبحر قزوين؛ بما في ذلك تحديد القاع وتحت القاع، ومنسوب المياه والعمود والفضاء العلوي للبحر، وحسم الاتفاق حول الية تحديد خط الأساس البحري.
واكد بان الجمهورية الإسلامية صرحت دائمًا ، بما في ذلك خلال بيانها التفسيري الذي اعقب التوقيع على الاتفاقية، بأن هذا الأمر يحظى باهمية كبيرة لها؛ متطلعا بان تفضي المفاوضات المستديمة بين ممثلي الدول المطلة على بحر قزوين الى حسم هذه الاتفاقية قريبا وتمهيد الطريق للتصديق على اتفاقية النظام القانوني لبحر قزوين.
وأضاف رئيس الجمهورية : ان العدل يندرج على سلم اولويات السياسة الخارجية الإيرانية؛ وانطلاقا من ذلك، إن بناء علاقات ثنائية عادلة، وترسيخ نظام عادل متعدد الأطراف، يشكل أحد التوجهات الرئيسية للجمهورية الاسلامية الايرانية على صعيد سياستها الخارجية.
واستطرد : خلال الفترة الأخيرة، ومع انحسار جائحة كورونا والقيود المترتبة عليها، تحققت نقلة كبيرة في التفاعلات السياسية والاقتصادية بين إيران والدول المطلة على بحر قزوين؛ وعليه فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية مستعدة في ضوء موقعها الستراتيجي وبنيتها التحتية المناسبة مستعدة لتوفر ممرا امنا يصل البلدان المتشاطئة إلى المناطق الأخرى ولاسيما موانئ البلاد في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان.
وتابع : ان التعاون في مجال تصدير وتبادل النفط والغاز والكهرباء والتعدين والمنتجات الزراعية ايضا، كان مدرجا على سلم مفاوضاتنا مع دول بحر قزوين خلال الأشهر الأخيرة؛ وتم على اثره ابرام اتفاقات جيدة تبشر بعهد جديد من التعاون الاقليمي.
وختم رئيسي بالقول : ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعلن استعدادها لاستضافة الاجتماع السابع لقمة دول بحر قزوين؛ على امل أن تسهم هذه اللقاءات في تطوير وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار والسلام والصداقة بين شعوب المنطقة؛ مجددا الشكر والتقدير لجهود رئيس جمهورية تركمانستان والحكومة والشعب التركمانيين الصديقين والجارين والشقيقين في تنظيم هذا الاجتماع.
انتهى ** ح ع