تاريخ النشر: ١٧ يوليو ٢٠٢٢ - ١٣:٥٧

طهران/17تموز/يوليو/ارنا- وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء الماضي إلى فلسطين المحتلة في اطار أول جولة اقليمية له والتقى مسؤولي الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، ثم غادر هذا البلد متوجها إلى السعودية ودشن الخط الجوي المباشر بين الكيان الصهيوني والسعودية.

ورافقت زيارة بايدن كأول زيارة للرئيس الامريكي إلى غرب آسيا بعض الأخطاء والزلات التي ارتكبها بايدن، بعضها جعل الجمهور يضحك في الفضاء الافتراضي هذه الأيام لكن البعض منها واجهت انتقادات وتقييم من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
إحدى هذه القضايا التي أثارت انتقادات كثيرة هذه الأيام هي لقاء بايدن مع  ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب علاقته المباشرة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا.

وعقب الكشف عن خطة اغتيال هذا الصحفي، اتخذت امريكا، ولا سيما بايدن، مواقف خلال حملات الانتخابات الرئاسية للتعامل مع هذه القضية ومرتكبيها، لكن مع مرور الزمن تركت كل هذه المواقف جانبا.
ويتوقع الرأي العام العالمي، وخاصة الشعب الأمريكي وعائلة خاشقجي، أن يتعامل بايدن مع القضية بطريقة مختلفة بسبب تصريحاته السابقة بشأن جريمة القتل خلال زيارته إلى السعودية، لكن تمت التضحية بهذه القضية لمصلحة واشنطن فيما يتعلق بمسألة زيادة أسعار الطاقة في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة بسبب فرض العقوبات على روسيا.
وبعد الحرب في روسيا والعقوبات التي فرضتها أوروبا والولايات المتحدة على موسكو فرضت الاخيرة ايضا عقوبات على الغربيين في مجال الطاقة حيث تشعر الدول الغربية بقلق بالغ من استمرار الصراعات في أوكرانيا والعقوبات المتبادلة لأنه مع بداية موسم البرد في أوروبا من المتوقع أن تشهد "عصر جليدي".
وقد يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة في امريكا واوروبا الى ممارسة الضغط على شعوب هذه الدول وبالتالي خلق أرضية للاحتجاجات الاجتماعية وأعمال الشغب في الشوارع لذلك الغت وزارة الخزانة الأمريكية بعض العقوبات المفروضة على الروسية ولكن يبدو أن روسيا تسيطر على مسرح الحرب والحرب الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والحبوب  كما يجري إصلاح خط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا (نورد ستريم 1) وستستمر موسكو  باللعب مع الغربيين لتحقيق كل أهدافها وخاصة في المجالين العسكري والاقتصادي لإثبات تفوقها.
في مثل هذه الظروف، فإن أحد أهداف زيارة بايدن الإقليمية إلى السعودية هو مطالبة الرياض وأبو ظبي بزيادة إنتاج الطاقة وتصدير المزيد من النفط إلى الدول الغربية من أجل تحييد العقوبات الروسية وفي المقابل تحاول الرياض خاصة بن سلمان حل مشكلة الغربيين التي تُعرف بـ "استجداء الطاقة" كذلك حل مشاكلها منها قضية مقتل خاشقجي والخطر الناجم عنها الذي يهدد مستقبل ولي عهد السياسي.
وفي هذا الصدد ، كتب مراسل NBC News الأمريكي الذي رافق بايدن في زيارته إلى جدة، على حسابه على تويتر أنه في نهاية لقاء بايدن مع بن سلمان، سأل الاخير عن مقتل خاشقجي ، الأمر الذي قوبل برد فعل ولي العهد السعودي.. عندما سألت محمد بن سلمان، هل ستعتذر لعائلة خاشقجي؟ ابتسم إبتسامة فخورة ولطيفة قبل أن يمسك أحد مساعديه بذراعي.
كما أعلنت قناة فوكس نيوز التابعة للجمهوريين الأمريكيين والمنافس لبايدن الخميس في تقرير لها: رغم إعلان زوجة خاشقجي  عن تعهد الادارة الأمريكية بحل قضية مقتل هذا الصحفي خلال زيارته للسعودية لكن البيت الأبيض يتجنب الإجابة على أسئلة بهذا الشأن.

وفي مثل هذه الحالة يجب القول إن تعامل واشنطن المزدوج فيما يتعلق بحقوق الإنسان ليس امرا جديدا وهذه ليست المرة الأولى التي تتعارض فيها مصالح الولايات المتحدة مع بعض القضايا مثل مقتل خاشقجي وما شابه وفي النهاية مصالح واشنطن أهم من أي شيء آخر ، والآن النفط والطاقة أهم من موت خاشقجي.

ان واشنطن تواجه الآن تساؤلات عديدة  وبدلاً من الإجابة الواضحة على ما يمكن تسميته بـ "خاشقجي مقابل النفط" ، فإنها تبرر هذا الموضوع.
انتهى** 1453