إسرائيل لا تُخفي تأييدها العارم والعلنيّ لما يسمى "سيادة المغرب" على الصحراء الغربيّة، الأمر الذي يُفسّره العديد من المراقبين والمُحللين والخبراء بأنّه خطوةً "إسرائيليّةً" مُحكمةً، مدعومةً من أمريكا للتحرش بالجزائر، المعروفة بمواقفها المؤيّدة للشعب الفلسطينيّ، ورفضها أيّ شكلٍ من أشكال التواصل مع كيان الاحتلال، وهذه الخطّة تقضي بإذكاء الصراعات العربيّة-العربيّة لما في ذلك من مصلحةٍ للكيان والراعي الأكبر له، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
علاوة على ذلك، فإنّ "إسرائيل"، بموافقةٍ رسميّةٍ من الرباط، تقوم بنشر تفاصيل اللقاءات والاجتماعات بين مسؤوليها العسكريين والأمنيين الذين يقومون بـ”الحّج” إلى المغرب، وهذه اللقاءات الرسميّة خرجت إلى العلن في شهر آذار (مارس) الماضي، عندما قام رئيس الشعبة الإستراتيجيّة في جيش الاحتلال، الجنرال طال كالمان، بزيارةٍ رسميّةٍ وعلنيّةٍ إلى المملكة المغربيّة، واجتمع هناك إلى عددٍ من نظرائه المغربيين وفي مُقدّمتهم القائد الأعلى للقوّات المُسلحة المغربية، الجنرال الفاروق بلخير.
مشاركة الجيش الإسرائيليّ في المناورة الكبرى في إفريقيا والشرق الأوسط
وفي بيانٍ رسميٍّ أصدره الناطق العسكريّ الإسرائيليّ أكّد أنّه خلال الزيارة، التي وصفها بالتاريخيّة، تمّ التوقيع على اتفاق تعاونٍ بين المغرب و"إسرائيل"، واتفقا على تنظيم مؤتمرٍ عسكريٍّ ولجنةٍ عسكريّةٍ مشتركةٍ، وشدّدّ البيان العسكريّ الإسرائيليّ تمّ الاتفاق على مشاركة الجيش الإسرائيليّ في المناورة الكبرى في إفريقيا والشرق الأوسط، وأيضًا وقِعّت اتفاقية بموجبها يُسمَح لجيش الاحتلال بالمشاركة في مناوراتٍ وتدريباتٍ عسكريّةٍ تجري على الأراضي المغربيّة، وأيضًا المشاركة في أيّ تدريب يجتمع فيه الجيشان المغربيّ والإسرائيليّ، كما أكّد الناطق العسكريّ، الذي أرفق لبيناه صورةً تجمع بين قائد الأركان المغربيّ وضيفه الجنرال الإسرائيليّ.
وبناءً على ما تقدّم فإنّ زيارة الجنرال بلخير إلى كيان الاحتلال هي تحصيل حاصل، أيْ أنّها ثمرة الاتفاقيات المُوقعّة بين الجانبيْن، حيثُ أكّدت وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ في تل أبيب أنّ الزيارة هي الأولى من نوعها، وأنّ وزارة الأمن في كيان الاحتلال ستستقبِل الضيف المغربيّ الرفيع في مقّر وزارة الأمن الإسرائيليّة في مدينة تل أبيب.
وخصصت صحيفة (هآرتس) العبريّة، مساحةً واسعةً للحديث عن العلاقات القديمة، المتينة والقويّة بين الاحتلال والمملكة المغربيّة، ونقلت عن ذات المصادر قولها، إنّ الجانبين ربطتهما علاقات أمنيّةٍ سريّةٍ خلال عشرات السنين، كما أنّ المغرب سمحت للسُيّاح الإسرائيليين بزيارتها بشكلٍ حُرٍّ.
المصادر عينها أكّدت أنّ العلاقات الثنائيّة بين تل أبيب والرباط توطدّت بعد التوقيع على اتفاق أوسلو في العام 1993 بين منظمة التحرير و"إسرائيل"، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية تمّ تجميد العلاقات، ولكن في العام 2020، أضافت (هآرتس) العبريّة، كانت المغرب الدولة العربيّة الرابعة التي انضمّت لـ(اتفاقيات أبراهام)، ومنذ ذلك الحين تمّ التوصل لاتفاقٍ لرحلاتٍ جويّةٍ متبادلةٍ بينهما، فيما قام وزير الخارجيّة آنذاك، واليوم رئيس الوزراء، يائير لبيد، ووزير الحرب بيني غانتس، بزيارة المغرب بشكلٍ رسميٍّ وعلنيٍّ، كما زارت وزيرة الداخليّة آيليت شاكيد الرباط، على حدّ قول المصادر.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت المصادر على أنّ إسرائيل والمغرب تجمعهما علاقاتٍ تاريخيّةٍ للتعاون الأمنيّ والمخابراتيّ، إذْ أنّ جهاز (الموساد)، أيْ الاستخبارات الخارجيّة، أقام ممثليةً له في الرباط، وذلك منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، والمعروف عربيًا باسم النكسة.
المصدر:راي اليوم
انتهى**1110