وصرح شهاب في مقابلة مع ارنا، ان اتفاق أوسلو شكل تهديدا كبيرا لمسيرة الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال ولعل اتساع الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس كان من أشد الدلائل على حجم الكارثة التي أصابت القضية الفلسطينية نتيجة هذا الاتفاق المشؤوم، إضافة إلى أن هذا الاتفاق أسس لانقسام حاد داخل الساحة الفلسطينية.
واضاف: لقد حاول أصحاب الاتفاق ومن وقعوا عليه أن يغيروا مسار الكفاح الوطني الفلسطيني وأن يحرفوا بوصلة النضال الفلسطيني عن هدف التحرير إلى أهداف أخرى ويمثل مرحلة انتقالية مؤقتة إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في العام 1967، ونسوا أن ذلك يمثل تنازلا عما نسبته 78في المائة من أرض فلسطين التاريخية، وعلى الرغم من ذلك لم يتحقق لهم أي من هذه الأوهام، فلا الدولة أقيمت ولا "إسرائيل" تخلت عن نهجها التوسعي في الضفة الغربية والقدس.
وتابع: ان الاستيطان زحف أمام عين مفاوضي أوسلو إلى قلب المدن الفلسطينية وقطع أوصال الضفة وحولها إلى "كانتونات" متباعدة، كان هدف المشاريع الاستيطانية أن تمنع قيام دولة فلسطينية وهذا ما حدث بالفعل.
واكد: ان اتفاق أوسلو نتيجة من الضعف وعجز النظام الرسمي العربي الذي انعكس على الأداء السياسي لمنظمة التحرير التي تسلل في صفوفها العابثون ممن تبنوا مشروع الحل السلمي.
وقال شهاب: لقد انخدع هذا الفريق بألاعيب السياسة التي تديرها الصهيونية العالمية وتحالف الغربي المعادي لأمتنا وتطلعات شعوبنا. وجاءت الظروف الإقليمية آنذاك لتمثل عامل احباط كبيرة لقيادة المنظمة التي كان عليها أن تلتزم بدعم الانتفاضة الشعبية التي كانت في أوج اشتعالها في القدس والضفة وغزة والتي تطورت باتجاه الكفاح المسلح الذي شكل هاجس قلق وجودي للكيان الصهيوني.
هناك انتفاضة شعبية قوية وواسعة فی فلسطين
وذكر: في مقابل العجز العربي، هناك انتفاضة شعبية قوية وواسعة داخل فلسطين المحتلة، وكانت هناك مقاومة تشتد يوما بعد يوم في جنوب لبنان، وكانت "إسرائيل" تتلقى صفعات قوية ومتلاحقة، دفعها إلى البحث عن مخرج يحبط قوة المقاومة التي كانت تتصاعد يوما بعد يوم.
وتابع: الکیان الصهیونی فشل في مواجهة الانتفاضة في غزة والضفة والقدس وفي مواجهة المقاومة في لبنان فلجأ إلى البحث عن مخرج يحبط الفعل المقاوم آنذاك، وجاء اتفاق أوسلو بكل ما فيه من الشؤم ليمثل طوق النجاة بالنسبة للكيان الصهيوني.
واعتبر ان اتفاق أوسلو صدمة للشعب الفلسطيني الذي لم يخّل بالتنازل أو التوقيع على اعتراف بالعدو الذي يحتل أرضه ومقدساته، وبالتالي هذا الاتفاق لايحظى بأي شرعية ولا إقرار من الشعب الفلسطيني حتى داخل فصائل منظمة التحرير الذي وقع هذا الاتفاق باسمها، فإن كل فصائل المنظمة عبرت عن رفضها للاتفاق ولم تعترف بالتوقيع عليه.
وقال: نحن نرى أن الحل يكمن في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وهذا لن يتم إلا عبر الغاء اتفاق أوسلو بدلا من المفاوضات والتقيد بالاتفاقات الأمنية والسياسية التي جلبت كل هذه الكوارث وسببت الانقسام.
وصرح: هناك ارهاصات قوية على سقوط أوسلو ووفاته وعمليات المقاومة في الضفة الغربية التي تشارك فیها اليوم كتائب شهداء الأقصى التي تضم كوادر وقيادات من حركة فتح، اضاف: نحن سعداء بوجود شهداء نفذوا عمليات فدائية نوعية من عناصر تعمل في صفوف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وهناك تحولات كبيرة وهامة تصنعها المقاومة وترسم معالمها.
انتهى**3269