طهران/20 کانون الأول/ديسمبر/ارنا- شهد كأس العالم 2022 الذي استضافته دولة قطر،تضامنا واسعا مع الشعب الفلسطيني ورغم عدم مشاركة المنتخب الفدائي في البطولة إلا أن القضية الفلسطينية، فرضت حضورها بشكل بارز في الفعاليات وفي مدرجات ملاعب المونديال الذي نُظم للمرة الأولى في دولة عربية.

كما تحول المونديال لاستفتاء شعبي يرفض مسار التطبيع الذي تمارسه الحكومات ويؤكد على نبذ الشعوب لـ "إسرائيل" وأنه غير مرحب بها في المنطقة العربية وطرحت حالة التضامن الكبيرة مع القضية العادلة، عدة تساؤلات عن كيفية المحافظة عليها بالطرق الرسمية والشعبية ودور السلطة دبلوماسيًا.

وبحسب وكالة "شهاب" الفلسطينية يرى القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي، أن الحفاظ على هذا التضامن يحتاج إلى تعزيز الثقة بالشعوب العربية بالتواصل المستمر من خلال الرواية والمعلومة وإفساح المجال لهم للتعبير عن مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية كما حدث في مونديال قطر 2022.

ودعا مرداوي إلى ضرورة توفير كل السبل المتاحة للشعوب العربية في الشوارع وأمام المؤسسات الدولية والأجنبية والصهيونية، للتعبير عن تضامنهم مع القضية العادلة والضغط على صناع القرار بمساندة الشعب الفلسطيني.

 وأكد على ضرورة إعادة النظر في المواد التثقيفية والتوعوية تجاه فلسطين وتعزيز حالة التضامن وفتح المجال للجمهوربأن يجسد المواقف ويترجمها إلى تفاعل حقيقي يخدم مشروع التحرير والدعم والإسناد للحركة الوطنية الفلسطينية والوقف بجانبها في كل المحطات السياسية والدبلوماسية، بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي لتعزيز الصمود.

وطالب مرداوي، الحركات السياسية بالتحرك الجاد والتفاعل مع القضية الفلسطينية بكل محطاتها وتاريخها وتوفير الإمكانات لمن يعبر عنها ويساندها.

وقال القيادي في حركة "حماس": إن محطة كأس العام في قطر، فسحت المجال للشعوب للتعبير عما يجول داخل الشباب العربي دون توجيه جعلته يعبر عن رغبته وصلته بالحركة الوطنية الفلسطينية وحقوقها وكل السمات التي تتميز فيها.

وأكمل، أنها أظهرت كرهًا غير محدود للكيان الصهيوني وأرسلت رسائل لمن بالغ في ظاهرة التطبيع الرسمية وتداعياتها وتأثيراتها على الحالة العربية، مشيرًا إلى أنها طمأنت المترددين ونزعت الشكوك وبعثت الثقة للحركة الوطنية الفلسطينية بأن الشعب العربي والإسلامي معها ويساندون القضية العادلة ولا يعترفون بالتطبيع.

وختم قائلاً: ما حدث في مونديال قطر عكس الرواية والصورة الواضحة بأحقية فلسطين للفلسطينيين وكشف الحقيقة أن ما يجري من مسارات التطبيع لا يعبر إلا عن الحكام ولا يعكس إرادة الشعوب الوفية للمقدسات والمتمسكة بحق العودة.

دوره شدد الإعلامي والمحلل السياسي محمد ياسين، على ضرورة تفعيل مظاهر التضامن مع القضية الفلسطينية بعد مونديال قطر 2022 والحفاظ على الزخم الشعبي المساند للشعب الفلسطيني والمناصر له والحرص على مشاركة الجماهير العريضة واستثمارها في مواجهة التطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي.

 وأشار إلى أنه لا سبيل لذلك دون برامج عمل واضحة ومحددة تؤمن بقدرة وقوة الجماهير في تغيير المعادلات لصالح دعم وتعزيز نضال شعبنا في مواجهة الاحتلال وبما يعرقل قطار التطبيع الرسمي.

وأكد على ضرورة الحرص كل الحرص على مخاطبة شعوب الأمة العربية والإسلامية واستنهاضها بشكل دائم للتعبير عن دعمها وحبها ومساندتها للشعب الفلسطيني بمختلف الطرق والأساليب، لافتًا إلى ضرورة التصدي الإعلامي الدائم لمحاولات تسويق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وإظهار محدودية ذلك.

وبين أن الأنظمة المطبعة تغرد خارج سرب شعوبها في هذا المجال وأن محاولات الاحتلال المستميتة لترويج التطبيع لا تعكس سوى ضعفه وشعوره بالنبذ بين جماهير الأمتين العربية والإسلامية بل أيضًا على مستوى العالم.

انتهی**1426