وفي كلمته خلال "مؤتمر بغداد للحوار والشراكة" الذي بدا في دورته الثانية اليوم الثلاثاء باستضافة الاردن، اعتبر وزير الخارجية ان تنظيم هذا المؤتمر الاقليمي بمشاركة دول المنطقة، دعما منا للعراق وتاكيدا على مساعيه لتوفير مجالات التعاون والتعامل داخل المنطقة.
وتابع : انني امل ان نتمكن في ظل هذه الاجتماعات الوصول الى منطقة مستقرة ومزدهرة ومتقدمة وقوية.
وصرح وزير الخارجية : ان حكومة ايران (برئاسة السيد ابراهيم رئيسي)، حرصت منذ بدء مهامها على تطوير العلاقات مع دول الجوار ومنها جمهورية العراق الشقيقة، وهي تؤكد على دعم هذا البلد ودولة الرئيس "محمد شياع السوداني" في سياق رقي العراق وازدهاره.
واستطرد قائلا : ان زيادة التبادل التجاري وعقد اللقاءات اثنائية مع كبار مسؤولي الدول الاقليمية وتنظيم الملتقيات الاقتصادية والسياسية المشتركة وتعزيز مجالات التعاون، كل ذلك يدل على اهتمام الجمهورية الاسلامية بجيرانها والمنطقة.
واضاف : نحن نرى بان امننا مرهون باستقرار وامن المنطقة برمتها، وانطلاقا من ذلك، لم نغير ثوابتنا فيما يخص تجنب الحروب والعمل على اعادة الاستقرار والامن في المنطقة.
وصرح امير عبد اللهيان في كلمته بمؤتمر بغداد-2 : إننا قدمنا أطهر دمائنا وأشجع أبنائنا للدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، والتي نعتبرها امننا واستقرارنا في مواجهة داعش، ووقفنا إلى جانب كل من العراق وسوريا، واليوم على أعتاب الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبي مهدي المهندس ورفاقهما، نحيي ونشيد بأرواحهم العظيمة، ولا شك في أن جهادهم سيبقى خالداً في الذاكرة التاريخية لشعوب المنطقة.
ومضى الى القول : ان العراق يؤدي اليوم دورا مهما في المنطقة بفضل جهود قادته وموقفهم البنائة؛ مرحبا بجهود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في سياق إرساء السلام والاستقرار داخل المنطقة وتعزيز ثقافة الحوار.
وتابع : أود أن أعلن استعداد الجمهورية الإسلامية الايرانية لتطوير وتعميق العلاقات والتعاون مع جميع دول المنطقة بما في ذلك الدول الصديقة والشقيقة في الضفة الجنوبية للخليج الفارسي، وأن أؤكد على أهمية هذا الأمر.
وقال : إن جمهورية ايران الإسلامية تدعم دوما العراق الموحد والمستقر والمتطور، كما أود الإشارة الى أهمية دعم دول المنطقة لاستقرار العراق وأمنه، والتأكيد على تحقيق الأمن المستدام بمشاركة جميع جيران العراق، ومنها الجمهورية العربية السورية الشقيقة والصديقة.
كما اعرب امير عبداللهيان عن اسفه، "لشغور مكان سوريا بين الدول الداعمة للعراق في اجتماعنا اليوم".
واكمل : كما أنني أود أن أؤكد بأننا لا نتوقع أن يتم من أراضي جمهورية العراق توجيه اي تهديد الينا او إلى دول الجوار الاخرى؛ مشددا على انه، "لا يمكن استيراد الأمن أو شراؤه"؛ مبينا ان "الأمن مفهوم موحد ومترابط، ولا يمكن حشد الإمكانيات في منطقة لزعزعة استقرار بلد ما، والتأكيد في نفس الوقت على تحقيق الاستقرار لكي ينعم به بلد آخر".
واضاف : لقد ولى عهد تبني السياسات الخاطئة، إن الأمن لم يتحقق من خلال نظرة اقصائية وصدامية بل يتحقق الأمن الجماعي والاستقرار الإقليمي على يد أبنائه وبنظرة ذات إنشاء أمن داخلي.
واستطرد : إن التحالف الذي يخدم دول المنطقة هو التحالف من أجل السلام والتنمية بمشاركة جميع دولها، فإننا نؤمن إيمانا عميقا بأن تسوية النزاعات وإزالة حالة سوء الفهم والخلافات والتخفيف من التحديات المشتركة، يمكن تحقيقها من خلال الحوار بين دول المنطقة.
وتابع : بإمكاننا تطوير هذا التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفي هذا الصدد فإن إحدى القضايا التي تحولت إلى تحد مشترك للعديد من دول المنطقة في السنوات الأخيرة هي العواصف الترابية، والتي تتطلب مواجهتها تعاونا مشتركا، مما يشكل حافزا وأساساً للتعاون والتعامل في المجالات الأخرى".
ونوه الى أن "المكانة المتميزة والقدرات الجيوسياسية والجيواقتصادية بما في ذلك قطاع النقل والترانزيت الخاص بالارتباط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا ووجود ممرات ومحاور للنقل البري والبحري في قطاع نقل البضائع والمسافرين، يمكن أن تخدم الازدهار الاقتصادي للمنطقة بأسرها".
كما تطرق الى الموضوع النووي، وقال : خلال العقدين الماضيين كان للجمهورية الإسلامية موقف ثابت فيما يتعلق بالحفاظ على الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي ولم تغير هذا الموقف المبدئي؛ ايران لم تتخل قط عن طريق الحوار والتفاوض، بل تابعت في العامين الماضيين بجدية محادثات فيينا للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام.
واشار الى مباحثاته اليوم مع "جوزف بوريل" الممثل السامي للسياسة الخارجية الأوروبية، وتاكيده للاخير على استعداد ايران مع مراعاة خطوطها الحمراء والنصوص المقدمة لإستكمال المحادثات والتوصل إلى الخطوة النهائية لإبرام الاتفاق؛ "شريطة أن تكون الدول الأخرى تتعامل مع الموضوع بواقعية".
وتابع في هذا الصعيد ايضا : ان تعاون إيران مع الوكالة الذرية يشهد على الخلفية الناصعة لإجرائاتنا، وإننا لازلنا نؤكد على الشرق الأوسط الخالي من أسلحة الدمار الشامل، بمافي ذلك الكيان الصهيوني الذي يمتلك مئات الرؤوس النووية ويسعى للتوسع والعدوان يوميا، ويجب أن لا نسمح له بتهديد أمن المنطقة.
وختم وزير الخارجية الايراني كلمته فيمؤتمر بغداد - 2، بالقول : لابد من التأكيد على أن فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، ونحن إذ ندعم مقاومة الاحتلال، نرى أنه بناء على مبدأ حق تقرير المصير فإن الحل السياسي للقضية الفلسطينية يكمن في إجراء استفتاء بين السكان الأصليين لفلسطين التاريخية، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود، لإقامة الدولة الفلسطينية الموحدة على كامل أراضي فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.
انتهى ** ح ع