ان اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني لعب دورا في وقف تصعيد داعش في غرب آسيا وشمال إفريقيا، ویثبت أن داعش جزء من لعبة الولايات المتحدة لنهب المنطقة.
الثامن من يناير عام 2019 ذكرى تلقي الاميركيين لأهم ضربة تاريخية خلال السنوات الاخيرة، عندما قامت قوات الجوفضاء في الحرس الثوري بدك اهم قاعدة عسكرية اميركية في الشرق الاوسط بالصواريخ الباليستية انتقاما لجريمة اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني على يد الاميركيين في العراق.
في أعقاب العملية العسكرية الأمريكية باستشهاد اللفريق سليماني، أطلق الحرس الثوري الإسلامي 13 صاروخًا على قاعدة عين الأسد في العراق صباح الأربعاء.
كان هجوم إيران الصاروخي على الأمريكيين من النوع الذي لم يفشل فيه الأمريكيون في اعتراض الصواريخ الإيرانية فحسب، بل لم يطلقوا رصاصة واحدة أيضًا ، وفقًا لقائد الجو والفضاء في الحرس الثوري الإيراني.
على الرغم من أن الجنود الأمريكيين لم يقتلوا في هذا الهجوم، فقد تم تشخيص 110 ناجين بتلف في الدماغ، بعضهم بحاجة إلى العلاج طويل الأمد في المستشفى والعلاج المكثف.
وتبنى حرس الثورة الاسلامية في بيان لها دك قاعدة "عين الاسد" الاميركية بعشرات الصواريخ والذي نفذ بصورة دقيقة ومحسوبة وفتح صفحة جديدة في تاريخ تطورات المنطقة.
ما مغزى الهجوم الصاروخي على عين الأسد؟
كان الهجوم الصاروخي على عين الأسد، بالإضافة إلى كل الخسائر البشرية والمالية التي لحقت بالأمريكيين في هذه العملية، حدثًا تاريخيًا. لأنه بعد الحرب العالمية الثانية ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها دولة هجومًا مباشرًا على الأمريكيين وتتحمل المسؤولية عنه.
وكان مسئولون دبلوماسيون ايرانيون أعلنوا بعد الهجوم الصاروخي على القاعدة الأمريكية "عين الأسد" أن هذا العمل كان قائمًا على الدفاع عن النفس وكان مشروعًا وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وضمن الوضع الذي تدافع فيه حكومة الولايات المتحدة عن عمل إرهابي وحاول تسميته قانونيا.
وتم شرح هذه المسألة بوضوح في ميثاق الأمم المتحدة. تحدد المادة 2 من هذا الميثاق إطار عمل أنشطة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تجاه بعضها البعض في سبعة مبادئ. المبدأ الذي له أهمية خاصة والمبدأ الأول المعبر عنه هو مبدأ احترام سيادة الحكومات. ومن بين هذه المبادئ ، التسوية السلمية للنزاعات ، وعدم استخدام القوة ضد الاستقلال وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية للحكومات ، ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين وفي ظل الهجوم على سيارة الشهيد سليماني ورفاقه ، انتهكت الحكومة الأمريكية بشكل ما كل هذه المبادئ.
بعد هذه الحادثة الإرهابية أكد سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في البيان الذي اصدره بمناسبة استشهاد الحاج قاسم سليماني في 3 يناير " ان الشهادة كانت مكافئة على جهوده الدؤوبة طوال هذه السنين ، ومع رحيله فان مهامه ودربه لن يتوقف ولن يغلق باذن الله تعالى ، لكن انتقاما صعبا ينتظر الجناة الذين تلطخت ايديهم الخبيثة بدمه ودم بقية الشهداء.
ما هی رسائل دک قاعدة عین الاسد؟
وقال الكاتب والباحث السياسي اللبناني ابو ميثم الجواهري بأن ضرب قاعدة عين الأسد خطوة مهمة حيث غيرت مسار قواعة الاشتباك بشكل كبير جدا.
وأكد الجواهري خلال مشاركته في برنامج نوافذ على شاشة قناة العالم بأن "لدى ضرب قاعدة عين الأسد كانت أمريكا تسمى بالقدرة الكبرى في الماضي لم تعد تملك نفس القدرة والجبروت بعد ضربة قاعدة عين الأسد بسبب كسر هيبة الجيش الأمريكي".
وتسائل الجواهري بأنه هل يمكن لأحد ان يقصف قاعدة للجيش الأمريكي ويتبنى العملية؟
وأوضح الجواهري بأن أمريكا هددت بالرد على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد ضربة عين الأسد لكنها لم تفعل شيئاً.
وأضاف الجواهري بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشعر بالخوف بعد ضربة عين الأسد قائلاً:"جيش الإحتلال الإسرائيلي الذي كان يسمى بالجيش الذي لا يقهر لكن بعد الضربة هذا المصطلح لم يعد لكن موجود وتحول جيش الإحتلال الى أوهن من بيت العنكبوت".
من جانبه اعتبر الكاتب والباحث السياسي سمير الحسن أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الاسد كان محطة مهمة واستراتيجية مؤكداً بأن محور المقاومة يخوض المعركة مع أمريكا منذ عام 2003 بعد الغزو الامريكي للعراق.
وأضاف الحسن بأن محور المقاومة واجه المشروع الأمريكي - الإسرائيلي في المنطقة الذي كان يسعى هذا المشروع ان يعرف نفسه لـشعوب المنطقة بأنه الجيش الذي لا يقهر والطاغوت الذي يسيطر على شعوب المنطقة مضيفاً بأن ما فعلته المقاومة منذ عام 2006 طيلة 14 سنة ليس حدثاً عابراً.
وأوضح بأن اللافت في عملية قصف قاعدة عين الأسد هو جرأة اتخاذ القرار لأن أمريكا كانت تحكم العالم معنوياً رغم فشلها في الحروب العسكرية حيث شكل هذه العملية نقطة تحول في مسار قواعد الإشتباك.
وقال الحسن أن هناك معركة بين محور المقاومة وأمريكا منذ سنوات طويلة والشهيد قاسم سليماني قدم الكثير لتطوير كل قدرات هذا المحور بشكل كبير جدا.
اختيار عين الأسد يدل على تورط قواعد امريكية في اغتيال سليماني
وقال قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري العميد امير علي حاجي زادة في تصريحات له في يوم استهداف قاعدة عين الأسد ان عملية المراقبة التي قام بها الحرس الثوري كشفت بان هناك عددا من القواعد العسكرية لعبت الدور الابرز في اغتيال الشهيد سليماني والشهيد ابومهدي المهندس وقد شاركت قاعدة التاجي و قاعدة الموفق في الاردن وقاعدة علي السالم في الكويت وقاعدة عين الاسد في عملية مشتركة لاغتيال الشهيد سليماني.
أسباب وأهمية الهجوم الصاروخي على عين الأسد
لقاعدة عين الأسد عدد من المهام بالغة الاهمية فهي اقوى قاعدة اميركية للرادارات في المنطقة وهي قاعدة التنصت الاميركية في المنطقة وهي ايضا مقر استقرار الطائرات المسيرة الاميركية ، كما انها تشكل مركز التحكم والقيادة العسكرية الاميركية في غرب آسيا.
وقد استهدفت صواريخ الحرس الثوري مقر القيادة ومن ثم مركز مخابئ الطائرات المسيرة الاميركية العديدة وبعد ذلك المعدات التجسسية للاميركيين هناك، لكي توجه ضربة هامة للماكينة العسكرية الاميركية كما عبر عن ذلك قائد قوات الجوفضاء للحرس الثوري.
الخطأ الاستراتيجي للرئيس الأمريكي السابق وعمله الإرهابي العلني في المنطقة سهّل عملية الانطواء والوحدة.بعد اغتيال الشهيد سليماني ، استمرت إيران في التأثير ولعب دورها الفعال في المنطقة بقوة أكبر ، وكان التراجع التدريجي جزءًا من الولايات المتحدة. كان تقليص النفوذ الأمريكي في سوريا والعراق والانسحاب غير المسؤول من أفغانستان سوى جزء من فشل استراتيجية البيت الأبيض في آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
انتهی**1426