طهران/ 12 كانون الثاني/ يناير/إرنا- يصادف 20 جمادي الاخر 1444 ، ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بضعة الرسول المصطفى(ص) الذي یسمى في ايران عيد الأم ويوم المرأة تكريماً وتقديراً للمرأة ودورها البناء في المجتمع.

يتزامن عيد الأم في إيران مع ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بنت الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وينتهز الإيرانيون هذه الفرصة لشكر وتقدير أمهاتهم وجداتهم وزوجاتهم وأخواتهم وتكريم جهودهن من خلال تقديم الهدايا لهن.

ولادتها: 
ولدت فاطمة بنت رسول اللّه بمكة المكرّمة يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخر، بعد البعثة النبوية ‌بسنتين، وهي أصغر بنات الرسول وأعزّهنّ عنده وأحبّهنّ إليه، وانقطع نسله إلاّ منها، ولحبّه لها كان ‌يدعوها أمّ أبيها. وسمّاها فاطمة الزهراء
أقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين ، ثم هاجرت إلى المدينة على أثر هجرة أبيها، وتزوّجها علي بن أبي طالب (عليه السلام) في المدينة، ولمّا توفّي النبي(ص) كان عمرها ثماني عشرة سنة.

كان النبي يشهد بحقّها ويعلن فضلها ويقول: «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني». و:«فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها».
مكانة ودور المرأة:

ويرى الإمام الخميني (قدس‏ سره) أن المرأة في الدولة الإسلامية تتمتع بالكرامة والشخصية القوية وأنها تمتلك إرادتها ولها شخصيتها المستقلة.

نظرة الإمام الخميني (قدس‏ سره) الى المرأة هي نظرة الإسلام الأصيل، وقد ظهر مفرداتها من خلال كلماته ومواقفه، بما يرسم التقدير الإسلامي الكبير للمرأة، ومنحها حقوقها كاملة، على قدم المساواة مع الرجل، بل أكثرمنه في بعض الأحيان، فالإسلام يحميها بمنظومة الحقوق والواجبات، وينصفها في دورها الإنساني، ويحفظ مكانتها المتولدة عن جهادها وعملها، ويكافؤها في حساب الآخرة بناء لعملها.

يوم المرأة هو يوم الكمال التطبيقي من خلال الشخصية البشرية لسيدة نساء العالمين (ع) كما قال الامام الخميني:"تتجلى كل الحقائق الكمالية المتصورة للانسان والمتصورة للمرأة في يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ويوم المرأة... امرأة فيها جميع صفات الأنبياء.

ما هو البديل الذي يريدونه للأم؟ إنها تقدم إعظم خدمة وأشرف دور في حضانتها لأطفالها وتربيتها لهم. قال فيها الامام الخميني: "هذه الأم التي يترعرع الطفل في أحضانها، تتحمل أعظم مسؤولية، لديها أشرف عمل، ألا وهو رعاية الطفل. إن تربية الطفل وتقديم إنسان للمجتمع هو من أشرف الأعمال في العالم،إنه الهدف الذي بعث الله تبارك وتعالى الأنبياء من أجله على مر التاريخ، من آدم إلي الخاتم، فالأنبياء بعثوا لتربية الإنسان". 

ولم يرى الامام الخميني اي إشكال بعمل المرأة خارج منزلها، ولكن بالنحو الذي لا يحرم أولادها من تربيتها لهم، ولا يحط من مكانتها ودورها حيث قال: " من الطبيعي أن لا مانع ابدا للعمل السليم للمرأة، لكن ليس بالنحو الذي يريده هؤلاء، فإن دافعهم ليس حصول المرأة على عمل، بل الحط من مكانتها ومكانة الرجل، فهم لم يسمحوا لشريحة النساء أن تنمو نمواً طبيعياً، وهكذا الرجال، إذ أنهم لا يروق لهم أن يتربى أطفالنا تربية إسلامية، ولهذا وقفوا في وجه ذلك منذ البداية، وحرموا أحضان الأمهات التي هي مهد تربية الأطفال من ممارسة دورها".

ولم تكن سيدة نساء العالمين سلام الله عليها، خافية على احد في شخصيتها وما احتوته من مضامين. فهي نبراس لكل امرأة سائرة على درب الحقيقة والكمال، مهما كان اعتقادها ومهما كان انتماؤها، ولم ير الانسان مثيلاً مطابقاً لها او صورة مطابقة لها فيما تقدم او تأخر من الزمان... ومهما قالوا فيها، فهي فوق ما قالوا...شعاع لايُقاس بأي شيئ وكوكب لايضاهيه اي كوكب.

قال فيها حفيدها الامام الخميني(قدس سره):"انه اذا كان لابد من يوم للمرأة، فأى يوم اسمى واكثرا فخراً من يوم مولد فاطمة الزهراء السعيد...المرأة التي هي مفخرة بيت النبوة، وتسطع كالشحي على جبين الاسلام العزيز... انني اعتبر نفسي قاصراً عن التحدث حول الصديقة الطاهرة سلام الله عليها... ان مقام هؤلاء الأولياء اسمى وارفع من ان تنال أمال اهل المعرفة اطراف كبرياء جلالهم وجمالهم وان تبلغ خطوات معرفة اهل القلوب ذروة اعمالهم".

وواصفاً سماحته (قدس سره) تلك الشخصية العظيمة بقوله:"ان مختلف الابعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللأنسان تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء. لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية ملكوتية، كانت انساناً بتمام معنى الكلمة... حقيقة الانسان الكامل، بل كائن جبروتي ظهر على هيئة امرأة... اليوم ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية والالهية والجبروتية و الملكية و الانسية... انّها المرأة التي تتخلّي بجميع خصال الانبياء..."

المرأة في نظر الامام الخميني ( قدس سره) من أهم المؤثرات التي تؤثر في أركان النظام الاجتماعي لأي مجتمعٍ و صلاحها وفسادها يؤثر بشكل حيوي في ذلك المجتمع.
" بالرغم من أنَّ التشيع لم يطرد المرأة من مسرح الحياة، بل وضعها في مكانتها الانسانيّة الرفيعة في المجتمع".

ويعتقد الامام( قدس سره) لكونه من ابناء مذهب تحرير الأسلام في عصر الجاهلية الحديثة بإحقاق الحقوق الفرديّة والاجتماعية للمجتمع النسوي وقد حاول إعادة الهوية الحقيقية للمرأة.

هذا هو النموذج الذي يجعلنا نتعرف أكثرَ‌ علي ديننا، ويساعدنا في ذلك، من أجل تكريم شخصيّة المرأة‌، حماية حقوقها الاجتماعيّة والسياسية والتأكيد على مشاركتها وحضورها في المجالات المختلفة، ووقياساً ببقية الأنظمةِ فأنّ لها مكانتها المتميزة.

من وجهة نظر الامام ( قدس سره) المرأة هي محور التوسعة وركن أساسي واصلي للنظام الاسلامي ويجب منحها المساواة في دورها الأنساني والاستفادة بشكل أفضل من قدراتها الانسانية و البانية لكل الأمور الأجتماعية،‌ لكي يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل.

انتهى**3280