وافادت "سانا" ان المقداد قال خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عقب مباحثاتهما في مبنى وزارة الخارجية: إن هذه الزيارة تأتي في ظل تطورات جديدة في المنطقة، حيث يواجه البلدان تحديات مستمرة من قبل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة والكيان العنصري الصهيوني وعملاء هؤلاء الذين لا يريدون للشعب السوري أن يمر بمرحلة مريحة، مشيراً إلى أن هذه التحديات بالنسبة لإيران مستمرة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.
وأضاف المقداد: “نتقدم بالشكر لإيران على تطوير علاقاتها مع سورية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، ونؤكد على أن العلاقات بين بلدينا استراتيجية، وستكلل خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة بجوانب تشهد على عمقها وعلى إيمان حكومتي البلدين بضرورة تطويرها في مختلف المجالات”، موضحاً أن البلدين يبحثان في كل اللقاءات التي يجريانها أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما لمواجهة الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية غير الشرعية المفروضة على شعبيهما.
وتابع المقداد: “نلتقي لكي نعزز العلاقات الثنائية ولإزالة أي عراقيل تواجه القطاعين العام والخاص في البلدين الشقيقين بهدف وضع سكة دائمة ومستمرة من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية، فإيران تمتلك الكثير من المقدرات وسورية تمتلك أيضاً الكثير من المقدرات على الرغم من النهب الحالي المستمر والمدان من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وأدواته وعملائه في شمال شرق سورية لثروات الشعب السوري النفطية والزراعية”.
وقال المقداد: “نوجه تحية إكبار لأهلنا في منطقة الجزيرة السورية على صمودهم بمواجهة الضغوط التي تمارس عليهم حتى لا يشربوا المياه النظيفة، ونقول لأولئك الذين يمنعون وصول المياه إلى أهلنا: إن نهاية سياساتهم قريبة ولن يستمر الوضع كما يشاؤون لأن شعبنا عرف من هم الأصدقاء إقليمياً ودولياً، ومن هم الأعداء الذين لا يريدون إلا الهلاك بالكوليرا والأمراض الأخرى”.
ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء بين القيادتين السورية والتركية قال المقداد: “أثير خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من التكهنات والإعلانات عن مثل هذا اللقاء، وأؤكد أن العلاقات بين سورية وتركيا كانت قبل عام 2011 علاقات طبيعية قائمة على سياسات حسن الجوار والاهتمام بالمصالح المشتركة للبلدين، ونحن في كل تحركاتنا منذ ذلك التاريخ حتى هذه اللحظة نسعى ونبذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء الإرهاب الذي عمل على تعكير صفو هذه العلاقات ووقفها وأدى إلى ما أدى إليه من دمار للبنى التحتية وللمؤسسات الصحية والتعليمية في سورية، لا أريد أن أعود لتكرار ما قلناه حول مخاطر الإرهاب الذي حذرنا من أنه إذا كان ضرب سورية في فترة معينة فإنه سيضرب دولاً أخرى قريبة أو بعيدة ولا يمكن استثناء بلدان الجوار من هذا”.
وأضاف المقداد: “لذلك فاللقاء بين السيد الرئيس بشار الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع وإلى الخلافات التي حلت مكان التوافقات التي بنيت عليها العلاقات السورية التركية سابقاً، وفي هذا الإطار انعقد اجتماع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا في موسكو، حيث ناقش من حيث المبدأ بعض القضايا المهمة لسورية وتركيا لكن الخطوات العملية التي يجب أن تترجم على أرض الواقع تركت لفريق من الخبراء الفنيين في جيشي البلدين بحضور ومشاركة ممثلي القوات المسلحة الروسية لكي نتوصل إلى حل للمشاكل التي تراكمت بين البلدين خلال الفترة الماضية بما في ذلك الوجود العسكري التركي على الأرض السورية والذي نعتبره بكل صراحة احتلالاً لأرضنا يجب أن ينتهي”.
وأكد المقداد أنه يجب خلق بيئة مناسبة من أجل لقاءات على مستويات أعلى إذا تطلبت الضرورات ذلك، وأن أي لقاءات سياسية يجب أن تبنى على أسس محددة تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها ووجود القوات المسلحة كضامن حقيقي للأراضي السورية ولأراضي الجوار، وهذا هو الشيء الذي يحدد إمكانية عقد مثل هذه اللقاءات من عدمها لأنه لا يمكن الحديث حول نجاح إقامة علاقات طبيعية دون إنهاء الاحتلال وإنهاء الإرهاب وإعادة العلاقات إلى المبادئ التي بنيت عليها أصلاً.
وأعرب المقداد عن تقدير سورية للجهود التي تبذلها إيران لإصلاح العلاقات بين سورية وتركيا، لكن الوجود العسكري التركي على الأرض السورية والدعم الذي يقدمه الجانب التركي لبعض التنظيمات المسلحة هو الذي أعاق هذه الجهود، مبيناً أن التنسيق القائم بين سورية وإيران في إطار أستانا وفي إطار المنظمات الدولية وعلى مختلف المستويات وفي كل المنتديات العالمية يثبت أن إيران تقف دائماً مع الحق ومع المبادئ التي رسختها في سياستها الخارجية، وهي الحفاظ على وحدة أرض وشعب الدول وبشكل خاص سورية، ونتمنى للجهود التي بذلتها إيران والتي ستبذلها في هذا المجال كل النجاح في المستقبل.
وأشار المقداد إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية بما فيها المطارات المدنية في دمشق وحلب وميناء اللاذقية بدعم من بعض القوى الدولية لن تبقى دون رد، وهو ما يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
ولفت المقداد إلى أنه تمت مناقشة الأوضاع على الساحة الفلسطينية مطولاً، وجرى التأكيد على موقف البلدين الداعم للشعب الفلسطيني وإدانتهما اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة بحق الأبرياء أصحاب الأرض الحقيقيين، مؤكداً أن شلال الدماء الذي ينزف الآن في الأراضي الفلسطينية دليل على عنصرية وفاشية كيان الاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإذا كانت هناك إنسانية لدى الدول التي تقدم الدعم المستمر لهذا الكيان فإنها فشلت في الاختبار لأنها لم تجبره على وقف دمويته بحق الفلسطينيين.
انتهى ** 2342