وقال العمري، لموقع "العهد" الإخباري: الوضع في السعودية استثناء بالنسبة للدول في العالم. نحن خارج نطاق التعريفات الإنسانية والإسلامية. هناك عملية تزوير كبيرة. ما يحصل في السعودية هو أن لدينا ملكاً ومماليك، لا مواطنين، لا ساكنين، لا مقيمين. لولا المجتمع الدولي، لحكم على هؤلاء بالإعدام ونفذ الحكم مباشرة. مسرحيات المحاكمات التي نشاهدها اليوم ليست سوى خطوات توضع في سياق الأنظمة المحلية وأنظمة الشريعة والاتفاقات الدولية.
وأضاف: أسرة آل سعود قامت على 3 أركان: الركن السياسي وهو أن يكون الحكم لأسرة آل سعود. الركن الديني وهو أن تكون طريقة الحكم الإسلامي بمفهوم آل الشيخ. الموروث الثقافي وهو أن تسود الثقافة النجدية. نحن نتكلم اليوم عن عملية تحول في المفهوم الديني بالنسبة لآل سعود، فهم كانوا ينظرون للمذاهب والتنوع الموجود في البلد على أنه يخالف عقيدة آل الشيخ والوهابية، لذلك الجميع محارب.
وتابع: آخر إحصائية معلنة وموثقة تفيد أن هناك 61 شخصاً صدرت بحقهم أحكام إعدام معظمها ابتدائية، بينهم 3 أشخاص صدرت بحقهم أحكام نهائية، وهؤلاء جلهم يعاقبون جراء مشاركتهم في مظاهرات. الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني والشيخ حسن المالكي من الدعاة المؤثرين في البلد لذلك يطالب الادعاء العام بقتلهم لإخافة بقية النخب في المملكة ومنعهم من الكلام، وإلى اليوم لم يصدر قرار نهائي بحقهم.
موضوع الحقوق السياسية في السعودية صعب
وأكد العمري: الحكومة السعودية تنظر إلى عملية المشاركة السياسية على أنها عامل مهدد لسلطانها وكيان الدولة. موضوع الحقوق السياسية في المملكة صعب، ولا سيما أن السلطة تناور في الملف الاجتماعي عبر الترفيه والرقص والرياضة الذي يجب أن يترك للشركات الخاصة وليس للدولة. هناك اليوم تذمر شعبي في البلاد وضياع للحقوق المالية والاقتصادية. الدولة اليوم اختارت تخدير الشعب خاصة أن 60 بالمئة منهم شباب وهؤلاء مستهدفون لإلهائهم عن مشهد الحقوق السياسية والاقتصادية بقضية الترف والمرح.
الإنسان ليس له قيمة لدى هذا النظام
وقال عن صدور أحكام إعدام سرية بحق معتقلين مدانين بتهم مخدرات: السعودية تستهدف المهربين الصغار الذين يحدثون خللاً في الأسعار ويخرقون السوق، لذلك الحكومة السعودية التزمت دولياً ألا تعدم أحداً، لكنها أصبحت تعدمهم بطريقة سرية. هؤلاء الأشخاص من باكستان واليمن وأفغانستان ودول ضعيفة، وإذا أُعدموا لن يهتم أحد لهم وليس وراءهم أنظمة لتدافع عنهم. في الأصل الحكومة السعودية تعدم بالإهمال الطبي وبالتعذيب والإنسان ليس له قيمة لدى هذا النظام.
وأوضح: الحكومة السعودية تصنف أي عمل معارض بأنه إرهاب. وللأسف اليوم الشعب مخدر بالأدوات الناعمة عبر الرياضة والفن وبعض العطايا المالية، مقابل تغييب مفهوم الإنسان والمواطن، والناس في غفلة سياسية كبرى. القضية تحتاج إلى وعي ونشاط مكثف من الخارج وإلى أن تحضن الشعوب الإسلامية هؤلاء المعارضين وتدعمهم ولا سيما على صعيد إدارة الحج.
انتهى**3269