طهران/10شباط/فبرایر/ارنا- اکد استاذ العلاقات الدولیة في جامعة الفرات السورية الدكتور خيام الزعبي،ان ايران دعمت المقاومة في المنطقة ووقفت إلى جانب الجيش العربي السوري التي تحارب التنظيمات المتطرفة على كافة الأرضي السورية.

وفي حوار خاص مع مراسلة ارنا، تطرق الدكتور الزعبي الى الاسباب الحقيقية للعداء الأمريكي لايران وقال: لا شك أن أمريكا هي من أكثر الأطراف رصداً لما يجري في المنطقة وإن من مصلحتها تفكيك ايران وتدميرها لتحقيق أهداف استراتيجية محددة.

واضاف ان الولايات المتحدة الامريكية تضمر العداء لايران وتهدف الى لجمها وتقويض نفوذها في المنطقة وعرقلة برنامجها الصاروخي الباليستي الذي يهدد حلفاء واشنطن من اجل انصياع مانع القرار الايراني لطاولة المفاوضات مجددا، كما يعبر عن موقف إسرائيل الإرهابية ضد إيران، وهو مدفوع من قبل دول غربية والتي تتمنى من أمريكا ليس فرض العقوبات الاقتصادية على إيران فحسب، وإنما تتمنى منها مهاجمة وضرب طهران، لأن إيران دعمت المقاومة في المنطقة ضد العدوان الأمريكي وضد الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي للاراضي العربية ووقفت إلى جانب الجيش العربي السوري التي تحارب التنظيمات المتطرفة على كافة الأرضي السورية.

وسلط الضوء على وضع امريكا الحرس الثوري على القائمة السوداء واوضح أن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لوضع الحرس الثوري في قائمتها السوداء واعتباره منظمة ارهابية كونها تريد استهداف هذا الخط المقاوم بسبب نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونجاحها في محاربة الدولة الاسلامية والجماعات المسلحة الأخرى، فالحرس الثوري الايراني ومنذ اجتياح لبنان في الثمانينات من قبل إسرائيل كان له الدور البارز في تدريب افراد حزب الله،وطرد الصهاينة من الجنوب اللبناني، وكذلك الدعم القوي لسورية في حربها ضد داعش والقوى المتطرفة الاخرى، والتي أستطاع الجيش العربي السوري بدعم مباشر من الحرس الثوري أن يقف بوجه الإرهاب الداعشي وطرده من كامل الأرضي السورية، الى جانب وقوفه مع العراق في حربه ضد عصابات داعش بالإضافة الى تدريب القوات الامنية والحشد الشعبي، فنجح العراقيون في إقتلاعه من جذوره لذلك فإن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه في المنطقة.

واشار الدكتور الزعبي الى اسباب ايرانوفوبيا من قبل امريكا والغرب وقال:  تمارس الادارة الأمريكية خطط مختلفة  لتخويف الدول العربية وخاصة الخليجية منها من الخطر الايراني وبث الرعب في نفوس الشعوب العربية لدفعها الى اتفاق ما لديها من احتياطات مالية في شراء صفقات اسلحة(اسلحة حديثة) ونهب ثرواتها، لذلك تستخدم ايران كورقة أو فزاعة لهذه الدول، ومن هذا المنطلق فالشعوب العربية يجب ان تكون قلقة ومرعوبة في كل الحالات. 

فالمتتبع لتاريخ المنطقة يستطيع أن يرصد الأزمات المفتعلة،حيث جعلت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ومنطقة الشرق الأوسط منطقة تعيش الحروب والازمات خاصة بسبب احتضانها للكيان الصهيوني وامداده بكل أشكال الدعم المادي والاقتصادي والعسكري وتوفير  الحماية السياسية والامنية لهذا الكيان الغاصب والذي اصبح قاعدة تهديد وانطلاق نحو خلق الأزمات والعدوان على الأقطار العربية والتدخل بشؤونها الداخلية، والعمل على إجهاض أي مشروع نهضوي عربي.

واشار الى الملف النووي بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي مع ايران وقال: إن كل من واشنطن وطهران لديهما الرغبة في التوصل إلى التسوية الشاملة بشأن الملف النووي إلا أن هذه الرغبة تتعثر بصعوبات داخلية لدى كل منهما، وخصوصاً في الولايات المتحدة إذ يعرب الكونغرس عن معارضته لإتفاق متعجل مع ايران لا يضمن وقف برنامجها النووي، ويدعو إلى تشديد العقوبات لإجبار طهران على الانصياع للإرادة الدولية، أما في إيران فتجد الحكومة  صعوبة في التراجع عن التخصيب الذي رسمه سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله علي الخامنئي خطا احمرا لا يستطيع احد تجاوزه فالتخلي عن الحق في التخصيب قد يعطي الانطباع بان طهران يمكن ان تتراجع في ملفات اخرى بينها الملف السوري.
ومن هنا تتفاوض الولايات المتّحدة مع إيران بحذر شديد،وفي حال نجح الحوار الإيراني -الأميركي، سيكون مفتاحاً لحلحلة الملفات الشائكة، ولكن الملفت للنظر أن إسرائيل هي الطرف الوحيد المستاء من هذا المشروع الجديد كونه يشكل خطرا على مصالحها في المنطقة، لذلك تخشى من أي تقارب أميركي-إيراني التي تتهم طهران بمحاولة كسب الوقت والتخلص من العقوبات الدولية المشددة مع مواصلة جهودها لاكتساب أسلحة نووية، وهذا قد يعني بداية انتهاء العصر الذهبي لإسرائيل كطفل مدلل للولايات المتحدة، أوعلى الأقل كنقطة محورية للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، لهذا عملت إسرائيل على خلط الأوراق من جديدوتشكيل جبهة مع دول أخرى لإحباط أي مشروع مصالحة بين إيران وأميركا.

وفي جانب اخر من الحوار لفت الدكتور الزعبي الى ان الحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين في المفاوضات ان ايران لن تساوم على حقوق الشعب ولن اسمح  للغرب بتجاوز الخطوط الحمراء ومن حق إيران في امتلاك الطاقة النووية لرفع احتياجات البلاد، والتحقيقات العلمية النووية،والاستفادة من الأجيال الجديدة لأجهزة الطرد المركزي، لذلك كانت  الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني أساسية ومفيدة، هذا مما يستدعي مضاعفة الاتصالات بين الطرفين، للنهوض بالاقتصاد الإيراني الذي يعاني من العقوبات الدولية.

انتهى**1110