طهران/13 فبرایر/شباط/ارنا- اكد المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني كان للشعب الإيراني حضورا کبیرا في احتفالات انتصار الثورة الإسلامية وفي مسيرات 22 بهمن بجميع المدن الكبيرة والصغيرة وحتى في القرى التي جسدت مرة أخرى تلاحم الشعب الإيراني ووحدتها الوطنية أمام أعين العالم أجمع.

وقال ناصر کنعاني في مؤتمره الصحفي الیوم الإثنین أن الشعب الإیراني لا يزال متواجدا في ساحة دعم بلاده و السير على نهج الإمام الخمیني(ره)  ودعم قائد الثورة الإسلامیة والحفاظ على استقلال وحریة  الجمهورية الإسلامية  على مر الـ 44 عامًا من انتصار الثورة الإسلامية  ويصر على دعم مبادئه المثالية والثورية على الرغم من المصاعب والمحن التي عان منها.
وأکد هذه رسالة قوية لمن سعوا وراء  إثارة  الفوضى وعدم الإستقرار في إيران وجعلوا البلاد هدفًا لهجماتهم السامة  خاصة في الأشهر الأخيرة بالتشدق عن دعم حقوق الإنسان ودعم الشعب الإيراني.

وقال كنعاني ردا على سؤال حول الزيارة المرتقبة  لرئيس الجمهوریة آية الله السيد "إبراهيم رئيسي"  إلی العاصمة الصينیة بكين : تعتبر زيارة رئیس الجمهوریة للصين على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى تطورا هاما للغاية في مجال العلاقات الثنائية بين إيران والصين.
وأضاف : ستتم الزيارة تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الصيني ، وبطبيعة الحال ، ستتم مناقشة القضايا المهمة التي تهم البلدين في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والثقافية وأبعاد أخرى للعلاقات الثنائية.
وصرح أن الزیارة لها أهمية خاصة من الناحية السياسية وتدل علی وجود مناخ سياسي ملائم للغاية في العلاقات بين البلدين وهو تأكيد على وجود أعلى إرادة سياسية بين قادة البلدين لتوسيع العلاقات الثنائية في مجالات ذات الاهتمام المشترك مع التركيز على المصالح المشتركة.

وتابع أن  وجود الإرادة السياسية بين البلدين لتنمية العلاقات الثنائية يوفر أرضیة مناسبة لتوسيع العلاقات بينهما في مجالات أخرى ، ومنها  المجالات الاقتصادية ، وهي أولوية مهمة لإيران والصين
وأضاف أن القدرات الموجودة بين البلدين في المجال الاقتصادي مهمة للغاية ولقد وقعنا على برنامج تعاون شامل طويل الأمد بين البلدين مدته 25 عامًا ا ويمكن أن تشكل زيارة الرئيس للصين قفزة مناسبة في تنفيذ البرامج والخطط الواردة في هذا البرنامج.
وأوضح هذا البرنامج عبارة عن خارطة طريق تحدد الاتجاه العام و ترسم الأفق طويل الأمد للتعاون بين البلدين وفي هذا الصدد ، تم إعداد العديد من الاتفاقيات ، وسيتم توقيع وثائق جيدة في إطار هذه الزیارة بين البلدين.

سيتم التوقيع على وثائق جيدة بين ايران والصين
 وتابع: في العام الماضي وقعنا 7 وثائق ذات طابع اقتصادي بهدف تعميق وتوسيع التعاون الاقتصادي ونأمل أنه مع زيارة آية الله رئيسي والمفاوضات التي ستجرى والوثائق التي سيتم التوقيع عليها سنشهد إتخاذ خطوات أكبر إلى الأمام في تأمين المصالح المشتركة للبلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.وردا على سؤال حول عدم دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن ، أكد کنعاني  أن توجيه الدعوة لبعض الدول بدوافع سیاسیة  یدل على استمرار النهج الخاطئ فيما يتعلق بالتطورات المتعلقة بإيران.
وتابع حديثه عن تبادل السجناء مع الأمريكيين وقال: لقد أكدنا مرارًا أننا مستعدون لتبادل السجناء  دون قيد أو شرط ودون ربط الموضوع بقضايا أخرى، وفي هذا الصدد أظهرنا حسن نيتنا عمليًا بإطلاق سراح سجين مزدوج الجنسية يعاني من المرض وأثبتت إيران استعدادها لتبادل السجناء بأسرع وقت ممكن لكن للأسف، لم نشهد إجراءً مشجعًا ومتبادلًا من الحكومة الأمريكية وإن موقف الجمهورية الإسلامية الإیرانیة  في هذا الصدد واضح ونأمل أن تتخذ الحكومة الأمريكية خطوة جادة وواضحة لتنفيذ الاتفاقية التي تم إبرامها سابقًا من خلال آلية وقناة الاتصال للأطراف الصديقة والوسطاء وذلك من المنظور الإنساني.

ورداً على سؤال حول زيادة عدد المستشارين الاقتصاديين في الدول الأخرى، قال: إن تركيز الحكومة الحالیة ينصب على توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول العالم وكان من المقرر أن يتم التعاون الوثيق والمشترك بمساعدة وزارة الصناعة والجهاز الدبلوماسي، وحدث هذا الأمر حتى الآن فيما يتعلق ببعض الدول ذات الأولوية.
وحول مشاورات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع وزیر الخارجیة الایراني حسين أمير عبد اللهيان بشأن المفاوضات الرامية إلی إلغاء الحظر عن ایران ومشاورات فؤاد حسين مع " الممثل الخاص للولايات المتحدة في الشؤون الإيرانية روبرت مالي ، قال. : فيما يتعلق بعملية المفاوضات ، فإن السياسة الرسمية والعملية للجمهورية الإسلامية الإیرانیة واضحة تمامًا.

وصرح: نحن ملتزمون بمسار المفاوضات وطاولة المفاوضات من اجل عودة كافة الاطراف للاتفاق النووي ونأمل التزام هذه الاطراف وخاصة الادارة الامريكية بما تقولها في وسائل الاعلام وابداء حسن النوايا والعودة لطاولة المفاوضات.
وأضاف كنعاني ليس لدينا حوار وعلاقة مباشرة مع الإدارة الأمريكية، لكننا نستخدم كل الطرق والقدرات الدبلوماسية لتحقيق المصالح الإیرانیة فيما يتعلق بالغاء الحظر.

ورداً على سؤال حول بيان وزير الخارجية الفرنسي الذي دعا إلى تحرك عالمي ضد برنامج إيران الصاروخي، قال كنعاني: نحن نرفض هذه الإسقاطات  ومثل هذه التصريحات والتعليقات التي ليست لها أي تأثير على مسار معالجة القضايا والخلافات وسوء التفاهم بين إيران والأطراف الأوروبية.
وأضاف أن طرح قضايا غير رئيسية یهدف إلی  عدم الترکیز على الموضوعات الأساسية.
وأکد أن الأنشطة الصاروخية الإيرانية هي أنشطة دفاعية تعتمد علی الحقوق القانونية لإيران والعادات والمعايير والأنظمة الدولية، وليس لها ولن يكون لها أي علاقة بالقضايا التي قد تعبر عنها الأطراف الغربية، خاصة في القضايا المتعلقة بالمفاوضات الرامیة إلی إلغاء الحظر عن البلاد.

وبخصوص عفو قائد الثورة الأسلامیة عن الرعايا الأجانب والموقوفين في إيران، قال: تم اعتقال مواطنين أجانب لمخالفتهم القوانين الوطنية لإيران وقمنا باعتقال هؤلاء لانتهاكهم قوانين البلاد، وفي هذا السياق أصدر النظام القضائي أحكاما بشأنهم.
وأضاف يتمتع هؤلاء الأشخاص بحقوقهم القانونية والإنسانية والقنصلية، وبشأن عفو قائد الثورة الإسلامیة ، فإن القضاء الإيراني سيتخذ القرار اللازم بناءً على قوانينه وصلاحياته.

وبشأن المناورة العسكرية المشتركة بين الکیان الصهيوني والولايات المتحدة قال: اي خطوة تستهدف امن واستقرار الجمهورية الاسلامية ستواجه برد حازم ملفتا  لقد ذاق ولمس الکیان الصهيوني مرات عديدة جدية إيران في الرد على الإجراءات العدوانية والمناهضة لأمنها.
وأکد: فيما يتعلق بتصرفات  الكيان الصهيوني في المنطقة  بالتعاون مع الأدارة الأمريكية ، فإن أدبياتنا واضحة وينبغي تحميل ادارة الولايات المتحدة مسؤولية أي اجراءاتها و اجراءات الكيان الصهيوني ضد الأمن الايراني، وصرح أن الولايات المتحدة تقدم الدعم الكامل للكيان الصهيوني.
وعن تقدیم ایران  مساعدات لضحايا الزلزال في سوريا وتركيا قال : اعبر عن مواساتي للشعبين السوري والتركي بضحايا الزلزال وأضاف شهدنا تعاملا سياسيا مزدوجا مع منكوبي الزلزال في سورية وارسال المساعدات لها مؤكدا ان ازدواجیة المعاییر في القضايا الإنسانية بناء علی  النهج السیاسي غير مقبول.

وتابع بالقول: للأسف مرت سوريا بظروف صعبة في ظل العقوبات الجائرة التي فرضتها عليها الإدارة الأمريكية وبعض الحلفاء الأوروبيين في السنوات الماضية لکن وفي ظل المشاكل الناجمة عن الزلزال كان من المتوقع إلغاء العقوبات القاسية و إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين في سوريا بأسرع الوقت وأقصر الطرق دون أي تمييز.

و ردا علي سؤال عن إلغاء آلیة 'إينستكس' INSTEX قال المتحدث باسم الخارجية: كنت قد أجبت على هذا السؤال منذ أسبوعين وأضاف: يعود جزء منه إلى عدم امتثال الحكومات الأوروبية لالتزامها بالتعويض عن الانسحاب غير القانوني واحادي الجانب للولايات المتحدة من خطة العمل المشترك الشاملة و بينما التزمت الحكومات الأوروبية بالتعويض عن الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق وضعت  آليات مثل Instex لكن لسوء الحظ ، لم تلتزم بالتزاماتها ولم تتخذ الإجراءات اللازمة.

يذكر ان الاتحاد الاوروبي اعرب عن رفضه لانسحاب امريكا من الاتفاق النووي في مايو 2018 وقام بدراسة خطط بهدف الحفاظ على  التجارة مع إيران وفي 31 يناير أطلقت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا آليةً ماليةً للتجارة مع إيران أطلقت عليها اسم 'إينستكس' INSTEX هو اختصار لـ'أداة دعم التبادلات التجارية' متجاهلةً العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.

نؤكد على استمرار المسار الدبلوماسي في العلاقات مع السعودية

وبخصوص تصريحات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن المفاوضات الإيرانية السعودية ، قال: إننا نؤكد على استمرار المسار الدبلوماسي لإعادة العلاقات بين ايران والسعودية باعتبارهما البلدين المسلمين المهمين في المنطقة و تم الترحيب بدور الحكومة العراقية في هذا الصدد وعقدت خمس جولات من المفاوضات ونحترم دور الحكومة العراقية وجهودها المسؤولة في استكمال العملية الماضية واستكمال العملية السياسية ونرحب بأي إجراءات إيجابية يمكن أن تقوم بها الحكومة العراقية والدور الإيجابي الذي تلعبه ونأمل بسبب الدور الذي تلعبه الدول الشقیقة ومنها العراق أن نرى تقدما في مسار المفاوضات بين إيران والسعودية في المستقبل.

وعلق على زيارة روبرت مالي للسعودية ومتابعة الملف الإيراني: سمعنا اخبار هذه الزیارة  واضاف بشكل عام لا نتدخل أو نعلق على العلاقات الثنائية بين الدول ولكن القضايا الإقليمية هو القضايا التي تهم الجمهورية الإسلامية الایرانیة .

وأضاف  أن  بعض الدول ترغب في الحفاظ على علاقتها مع إيران على أساس المصالح المشتركة، لكن تحت تأثير وضغط عدد من دول الاتحاد الأوروبي، تواجه صعوبة في اتخاذ القرار و يجب أن يُثبت  الاتحاد الأوروبي عمليًا أنه ملتزم بالمبادئ المعترف بها دوليًا ولديه الشجاعة لاتخاذ قرارات مستقلة فيما يتعلق بإيران.
وقال: ما يمكن أن نقوله لحكومات المنطقة هو أنه فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي، فإن أفضل حل وآلية هو التعاون الإقليمي بين دول المنطقة. بمعنى آخر، نحن نعتبر الأمن قضية مشتركة سيتم تحقيقها على اساس آلية الأمن الإقليمي و في رأينا أن تواجد الأجانب و منها أمریکا  في المنطقة لم يجلب أبدا الاستقرار والطمأنينة لدول المنطقة.
وقال: نحن مستعدون لإجراء المحادثات مع دول المنطقة، وتوطيد وتقوية المحادثات القائمة، وترسيخ الآليات الإقليمية ، وخلق آليات جديدة إذا لزم الأمر بناءا علی مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية  للآخرين وسياسة حسن الجوار .

وبشأن المحادثات بين إيران ومصر ، قال: إن المحادثات الأخيرة التي أجريت مع مصر تتعلق بالمحادثات بين وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرئيس المصري على هامش اجتماع بغداد 2 في عمان وبناءً على ذلك تم تبادل الأدب الإيجابي بين الطرفين و لست على علم بإجراء مزيد من المحادثات ، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد على توسيع العلاقات مع الدول، خاصة في المنطقة ونرحب بأي تطورات إيجابية في هذا المجال.
انتهى**3280