جاء ذلك في كلمة السيد نصرالله خلال الاحتفال التكريمي الذي نظمه حزب الله اليوم الاثنين بمناسبة يوم الجريح، وتكريمًا للأسرى والمحررين، في بيروت وبالتزامن في مدن بعلبك - الهرمل - بنت جبيل - النبطية ودير قانون النهر؛ حسب موقع العهد الاخباري.
واضاف، ان العدو يعتقد بأن تهديد الأسرى بإعدامهم سيخيفهم، وسيردعهم عن الإقدام على العمليات، ولكن قانون إعدام الأسرى سيزيد من إيمان وشجاعة وإقدام الشباب الفلسطيني على العمليات، وهذا الإجراء هو إجراء أحمق.
وتابع : إننا لا نحتاج إلى دليل وشاهد جديد على وحشية الصهاينة، عندما نتحدث عمَّا جرى في بلدة حوارة، وما يعانيه الشعب الفلسطيني في الضفة، ولكن للعالم نقول، هذه هي حقيقية المستوطنين والصهاينة.
واردف : لقد اعتاد العدو الصهيوني على أن يقتل ويقصف ويجرح دون رادع، ولكنه اليوم على مسافة قصيرة يواجه مدنيين وجنود الجيش اللبناني، ويهددونه بالانسحاب ويشهرون السلاح بوجهه، ومع ذلك لا يجرؤ على إطلاق النار، وكل ذلك بسبب المعادلة الرادعة وهي الشعب والجيش والمقاومة؛ هذه المعادلة تحمي اليوم حدودنا وأرضنا وبحرنا وستحمي آبار النفط لاحقًا، وهذه المعادلة صنعها شعبنا وجرحانا وأسرانا وشهداؤنا، وهذه القوة الرادعة لم يقف معها أحد إلا ايران وسورية.
وعلى صعيد اخر، بارك السيد نصرالله بـ "المناسبات العطرة والجميلة في شهر شعبان الكريم والمبارك شهر رسول الله (ص)"، قائلا : بين أيدينا العديد من المناسبات، ومنها المناسبة التي نجتمع من أجلها تكريمًا لجرحانا وأسرانا المحررين.
ولفت الامين العام لحزب الله : ان يوم الجريح، كما هو معروف، اتخذناه يومَ ولادة أبي الفضل العباس (ع)، وهو القائد المخلص المضحي صاحب البصيرة والإيثار العظيم العاشق لسيد ومولاه أبي عبدالله الحسين (ع)، والذي قطعت يمينه، فواصل القتال، وقطعت يسراه وواصل القتال، فهو عنوان ورمز جرحانا.
وأضاف : ويوم الأسير اتخذناه يومَ ولادة الإمام زين العابدين (ع) وهو الشامخ والصلب، بالرغم من السبي ومن مرضه وعِظَمِ المصائب التي شهدها وشاهدها في كربلاء، وبقي الموقف الصارخ الجريء البيِّن في وجه الطواغيت، وهو عنوان ورمز لأسرانا".
وتوجه إلى الجرحى بالقول : جرحانا منذ البداية حملوا دماءهم على أكفهم، وتحملوا أعباء القتال، وواجهوا كل المخاطر، وكانوا دائمًا في مواقع القتال والجهاد يتطلعون إلى إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، وشاء الله أن يروا النصر بأعينهم شهداء أحياء، ليواجهوا امتحانًا من نوع آخر، يتطلب صبرًا ويقينًا؛ مضيفًا "إخواني الجرحى والجريحات، كل ما تعانونه من تبعات الجراح يُكتب لكم جهادًا في سبيل الله تعالى".
وتابع : أقول للشعب اللبناني، إن جراح هؤلاء الجرحى يجب أن تكون رسالة واضحة وحجة. إن الإنجازات التي تحققت بفعل التضحيات لم تنتهِ تبعاتها وكذلك الأسرى الذين ترك فيهم الأسر أمراضًا وتبعات". وخصّ السيد نصرالله بالذكر زوجات الجرحى معتبرًا "أنهن مجاهدات وعزيزات ولهن مقام عند الله تعالى.
وصرح السيد نصرالله : أسرانا الذين أسروا في ميادين القتال أو اعتقلوا بسبب علاقتهم مع المقاومة، يجب أن نتذكر عذاباتهم حيث تعرضوا لتعذيب وحشي على يد الصهاينة وعملائهم اللحديين، وعلينا أن نتذكر الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات.
واوضح، ان "العديد من هؤلاء الأسرى، عندما خرجوا من المعتقل عادوا إلى ساحات القتال، ومنهم مَن حصل على وسام الشهادة، ونذكر القائد الشهيد سمير القنطار والشهيد فوزي أيوب".
وقال : يجب أن نستحضر معاناة عائلات الأسرى الذين كانوا ينتظرون عودتهم، وعانوا لسنوات طويلة دون أي معلومات أو أخبار عنهم، وهذه من مظالم الأسرى في السجون، لا سيما في معتقل الخيام.
واستحضر الامين العام لحزب الله، كذلك في يوم الأسرى، "صدقية المقاومة التي قالت نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون"، وأضاف "هناك مفقودو الأسرى، وهؤلاء لم ولن نتخلى عنهم على الإطلاق".
ولفت الى ان، "هناك محاولات للعدو للتمدد أمتارًا، خارج الخط الأزرق على حدودنا الجنوبية، وقد رأينا مشاهد الناس العُزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال، دون أي خوف بجرأة وشجاعة"؛ متسائلا : هل كان يمكن ان يحصل ذلك لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان؟!
وذكّر السيد نصر الله، بأنَّ "معادلة الردع في لبنان لم يقف إلى جانبها إلا الجمهورية الإسلامية في إيران وسورية، ولذلك تُحارَب هاتان الدولتان".
واردف : خلال حرب تموز، لو كان هناك أفق لمعركة العدو، ولو نجحت المعركة البرية لكان تدفق إلى جنوب لبنان ما بين 80 إلى 100 ألف جندي صهيوني.
وفي الملف الرئاسي، قال : نحن نريد جديًّا انتخاب رئيس للجمهورية، ولا نريد الفراغ، وبعد ذلك يُعاد تشكيل السلطة لاستقامة الأمور"، مضيفًا: "نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورة الأولى والثانية؛ مؤكدا، "لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيسًا، ولا نقبل فيتووات خارجية على أي مرشح، أيًّا كان هذا المرشح، سواء ندعمه أو نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر".
ونوه الامين العام لحزب الله، إلى أنّ "إيران وسورية لم ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي.. قرارنا بإيدينا، نختار من نريد ونرشح من نريد، ولا ننتظر الخارج، ولا نراهن على أوضاع إقليمية أو تسويات في المنطقة، بل نعمل ليلًا نهارًا ليكون انتخاب الرئيس غدًا".
واستدرك : لا علاقة للملف النووي الإيراني بأي شيء آخر في المنطقة، ومن ينتظر تسوية إيرانية أميركية، سينتظر 100 سنة، ومن ينتظر تسوية إيرانية سعودية سينتظر طويلًا. وحل موضوع اليمن هو في أيدي اليمنيين وقيادة أنصار الله،.
وتابع : تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملًا.
ولفت السيد نصرالله، إلى أنّه "ليس لدى حزب الله "شيء اسمه مرشح حزب الله، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه الحزب"؛ مشيرًا إلى أنّ "الرئيس ميشال عون سابقًا، لم يكن مرشحًا لحزب الله، بل نحن دعمنا من هو مرشح طبيعي، وقد بدأنا حوارًا مع حلفائنا لدعم مرشح للرئاسة، ووصلنا إلى نتائج".
انتهى ** ح ع