طهران / 13 نيسان / ابريل / ارنا – اكد امين سر المجلس السياسي الاعلى في حكومة الانقاذ الوطني اليمنية بصنعاء "ياسر الحوري"، على ان "تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، هو فعل اجرامي قبيح والتفاف على الحق العربي والإسلامي وتفريط في أقدس قضية تجمع الامة وكان يمكن ان تكون سببا في عزتهم اذا اجتمعوا حولها".

جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) مع هذا المسؤول اليمني، على اعتاب ذكرى يوم القدس العالمي (اخر جمعة من شهر رمضان المبارك).

واضاف الحوري : ان اليمن ترفض التطبيع وتدين المطبعين افرادا او حكاما لان "اسرائيل" كيان غاصب وفقا للقانون الدولي الذي يتبجح به المجتمع الدولي الصامت ازاء جرائم العدو الصهيوني في فلسطين؛ أما بالنسبة للمطبعين من العرب والمسلمين فوزرهم اكبر وأوسع وجريمتهم لا تغتفر ليس من الناحية الدينية فقط بل حتى من الناحية الانسانية...

ولفت الى، ان "القضية الفلسطينية قد نالت اهتماما خاصا لدى الشعوب العربية والإسلامية بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران؛ حيث مُنحت فلسطين الاولوية في اهتمام الامام الخميني (ض) وتشكل جيش القدس وحضيت بالدعم اللامشروط رغم كل ما تعرضت له الثورة الايرانية من حملات واتهامات وتشويه عالمي".

ومضى الى القول : فالواقع يشهد ان احياء الزخم والاهتمام العربي والإسلامي بفلسطين برز برونق جديد وترسخ بطرق مختلفة،  وكان ليوم القدس في اخر جمعة من شهر رمضان الذي دعى له "الامام الخميني" (رض) اثره البالغ في الكثير من الدول، حتى اعتبره الكيان الصهيوني تهديدا حقيقيا له ومنعت العديد من الانظمة احياء هذه المناسبة التي تعيد التذكير بالعجز والضعف والهوان العربي والإسلامي تجاه الكيان "الاسرائيلي" المحتل.

وعن موقف اليمن من القضية الفلسطينية، صرح : ان فلسطين هي القضية المركزية والجوهرية الاسلامية الأولى عند الشعب والقيادة اليمنية، لأن ثقافتنا وعقيدتنا في اليمن تنطلق من القران ومن خلاله ندرك ان بني اسرائيل هم أصل وأساس شقاء المسلمين وأن كيان العدو الصهيوني المحتل لفلسطين هو سبب الشتات والفرقة بين العرب والمسلمين لأنه من خلال ذلك يضمن استمراره وبقاءه.

وتابع امير سر المجلس السياسي الاعلى في حكومة الانقاذ الوطني اليمنية : ان الوضع متشابه بين الشعب اليمني والفلسطينين ورغم ان اليمن يتعرض لعدوان وحصار وتحالف وتآمر دولي منذ أكثر من ثمان سنوات، إلا ان القضية الفلسطينية تظل البوصلة الأولى والمعركة الأساسية التي يتحتم خوضها لتحقيق الخلاص للأمة وللإسلام.

واكمل : تاريخيا لدى ابناء اليمن ثقة بان اليمن جيشا وشعبا سيكون له دور فاعل ومحوري في تحرير فلسطين كل فلسطين وطرد الاحتلال الصهيوني خصوصا عندما خذلتها الانظمة وتخلت عنها تماما في الثمانينات والتسعينات وما تلى ذلك.

الحوري قال في هذا الشان ايضا : اعتقد اننا اليوم اقرب الى تحقيق المشاركة في المعركة المصيرية لتحرير فلسطين في اطار محور المقاومة ومعركته الاستراتيجية التي بدأت تتبلور في وحدة الساحاته؛ وليس بالضرورة ان تحسم المعركة الكبرى مع بني اسرائيل في عام اوعامين لأنها معركة ممتدة تعتمد على الوعي وجاهزية الامة لتستحق الانتصار ولعل اكثر من يدرك ذلك هم اليهود انفسهم، ولذلك فان مخاوفهم في هذه المرحلة عالية من المحور وخصوصا من اليمن شعبا وجيشا وقيادة.

واستدرك : ان خوفهم في مكانة ومسالة ايجابية بالنسبة لنا، لان تحرير فلسطين لن يكون في لحظة تأتي على غفلة بل هي مسيرة تمحيص للحق والباطل للأحرار والأتباع للمجاهدين والمنافقين سياسيا واقتصاديا وعسكريا ونحو ذلك.

وعن الموقف العربي والاسلامي مما يجري اليوم في فلسطين صرح، بان "الحكام الخونة لشعوب الامة العربية والإسلامية ولفلسطين قد رأينا نهاية العديد منهم، ممن كانت تصنعهم امريكا وتحميهم ايضا ومن المؤكد أن انبطاحهم أغرى العدو الصهيوني في اطالة مدى احتلاله والتوسع في سرقة ومصادرة الاراضي والقرى والمدن الفلسطينية بل وحتى بدا يروج لصفقة القرن صفقة الشيطان التي يحتل بها اجزاء من الاردن ومصر".

واضاف الحوري : تخاذل الحكام وتواطؤهم اضعف الى حد ما ارادة ابناء الامة وهز من ثقتهم في التحرر والانتصار وتحملت الامة نتائج ذلك بالتعرض للمزيد من الوصاية والضم والإلحاق للغرب والقوى الاستعمارية وحتى ثروات العديد من الدول اصبحت مستباحة للدول المسماه كبرى ومدخل ذلك هو تواطؤ وضعف وهوان الانظمة والحكام الذين تخلوا عن فلسطين ثم عن بلدانهم مقابل البقاء في كرسي الحكم مهما كان العار الذي يلحق بهم وقد لحق فعلا بالكثير منهم ورأينا نهايتهم بأعيننا وشاهدنا كيف تخلى عنهم رعاتهم.

واوضح قائلا : ان كل عمليات التفاوض المشهورة بشان فلسطين خلال المراحل السابقة كانت عبارة عن اعلان للاستسلام والبيع والتنازل لإسرائيل التي نجحت في تشويه المقاومة والمقاومين ونقلت اصحاب الارض الى التفاوض مع المحتل؛ وهذه هي شريعة الغاب حيث البقاء للأقوى مع ان اسرائيل ليست الاقوى سوى بسبب رعاية المجتمع الدولي لها وبسبب ضعف العرب والمسلمين وتفرق كلمتهم ومتاجرة بعضهم بالقضية الفلسطينية مقابل نيل الرضى الامريكي والصيهوني والغربي عموما.

وتابع : الجميع يلحظ بان كل المفاوضات التي تمت بين العرب واليهود او بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تكن سوى لمزيد من التمكين للكيان المحتل وتوسعه؛ حيث يزداد بعد كل تفاوض، من عدوان وإجرام وظلم صهيوني يفوق الخيال وتنقله كل وسائل الاعلام وهو وصمة عار تتحملها الانظمة والحكام المطبعون مع الكيان الاسرائيلي المحتل لارض فلسطين.

وفي الختام نوه القيادي في حكومة الانقاذ الوطني اليمنية بان "مصير محور المقاومة وفلسطين، النصر بإذن الله وملامح ذلك تلوح في الافق وهذا امر طبيعي وعد الله به عباده السائرين في طريق الحق في مواجهة اعداء الاسلام وأعداء الله من ائمة الكفر والضلال الذين يجسدهم النظام الامريكي والبريطاني والصهيوني ومن سار في فلكهم من منافقي العرب والمسلمين."

انتهى ** ح ع