وفي مذكرة خاصة لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) والتي جاءت تحت عنوان "تنفيذ مبادرة الأمن العالمي لحماية السلام والازدهار في العالم" ، كتب "تشانغ هوا" : " إن مبادرة الأمن العالمي هي منتج عام دولي يحمي سعادة الناس وسلامهم في جميع أنحاء العالم."
وجاء في المذكرة: لقد اقترح "شي جين بينغ " رئيس جمهورية الصين الشعبية في نيسان /ابريل 2022 رسمياً مبادرة الأمن العالمي لمواجهة التحديات الأمنية الدوليّة المعقّدة بروح تضامنية تعزز الأمن البشري لصالح جميع الأطراف.
ولفت " تشانغ هوا " الى أن هذه المبادرة حظيت بإشادة واسعة وردود إيجابية لأنّها تتماشى مع المصالح المشتركة والملحّة للمجتمع الدولي لتحقيق السلام والأمن والتنمية عبر اقتلاع جذور النزاعات الدولية وتحسين حوكمة الأمن العالمي .
وقد فند " تشانغ هوا " اهداف هذه المبادرة بشرحه تفاصيل هامة عن هذه المبادرة التي تستند الی نظرية الأمن الجغرافي ومنطق الألعاب الغربية ذات المحصلة الصفرية من جهة والتي تدعم وتلتزم بمفهوم مجتمع الأمن المشترك والشامل والمستدام لتعزيز قيام المجتمع الدولي وخلق المزيد من الاستقرار والأمن في الأوقات المضطربة.
وأشار الى انه وفي الوقت الحاضر، فقد أعربت أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية بما في ذلك إيران عن تقديرها ودعمها لهذه المبادرة التي تمت كتابتها بوضوح في أكثر من 20 وثيقة ثنائية ومتعددة الأطراف حول التبادلات الصينية مع الدول والمنظمات ذات الصلة.
وقد أكّد " تشانغ هوا" في سياق حديثه على ان الصين ليست فقط داعماً لمبادرة الأمن العالمي ولكنها ايضاً منفّذ قوي لها بحيث تعمل بنشاط على تعزيز الحوار والتبادل الأمني الدولي.
التعاون الصيني المشترك لدعم وتنفيذ مبادرة الامن العالمي
وتابع مستعرضاً المبادرات الصينية في مجال دعم وتنفيذ هذه المبادرة ، كعقد أول اجتماع سلام "بين الصين والقرن الأفريقي" الذي أدّى الى تقديم قوة إيجابية للحفاظ على أمن واستقرار أفريقيا عبر التوصل الى توافق هام حول تعزيز السلام والتنمية والحكم الإقليمي.
كما وساهمت الصين في عقد المنتدى الأمني الثاني للشرق الأوسط بنجاح الذي اثمر عن تقديم أربعة مقترحات من شأنها تعزيز المجتمع الدولي لإنشاء إطار أمني جديد للشرق الأوسط.
واستكمل "تشانغ هوا" حديثه في سياق المبادرات الصينية مشيراً الى ان الصين تعمل بنشاط على تعزيز التبادلات والتعاون في مجال الأمن في منصات متعددة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا وآليات التعاون الأخرى في شرق آسيا لتوحيد التوافق والجهود المشتركة للمجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الأمنية.
جهود الصين المبذولة في المجالات الامنية غير التقليدية
اما على صعيد تعزيز التعاون المشترك في المجالات الأمنية غير التقليدية، فقد ذكر " تشانغ هوا" بأن الصين تبذل جهوداً لمكافحة الإرهاب ومكافحة جائحة كورونا بالإضافة الى العمل على مجالات اخرى مثل علم الأحياء والإنترنت والأمن الغذائي وتحديات تغيّر المناخ .
وتابع " تشانغ هوا " انه و في إطار مجموعة العشرين فقد طرحت الصين مبادرة التعاون في مجال الأمن الغذائي العالمي وشجعت على تبني "استراتيجية التعاون في مجال الأمن الغذائي لدول بريكس" والتي قدمت خططاً صينية لحل أزمة الغذاء الحالية.
وفي إطار مبادرة الأمن العالمي لمساعدة البلدان النامية على مواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية، فقد اشار سفير بكين لدى ايران الى انه تم إطلاق مركز التعاون للوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها بين الصين وجزر المحيط الهادئ رسمياً في شباط /فبراير2023.
المبادرات الصينية لحل القضايا الساخنة سياسياً
ويبقى بالطبع المبادرات والجهود الحثيثة التي تبذلها الصين لحل القضايا الساخنة سياسياً ، فقد ذكر "تشانغ هوا" بأن الصين تلعب دور الوساطة الفعّالة والهادفة لحل القضية النووية الإيرانية وقضية شبه الجزيرة الكورية والقضية السورية والقضية الفلسطينية.
كما تطرق " تشانغ هوا" في مذكّرته الى المحادثات الإيرانية – السعودية عبر الوساطة الصينية والتي ادت الى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي تعدّ ايضا نموذجاً ناجحاً لمبادرة الأمن العالمي لحل النزاعات والخلافات بين دول المنطقة من خلال الحوار والتشاور وتحقيق حسن الجوار والصداقة .
يُذكر بأنه في شباط/فبراير من عام 2023 قام الرئيس الإيراني بزياة ناجحة الى الصين واوضح بأن ايران تدعم بقوة مبادرة الصين الأمنية العالمية ومستعدة للتعاون الفعّال مع الصين من اجل تعزيزتنفيذ المبادرات الأمنية العاليمة.
انتهى **ر.م.