طهران 4 حزيران /يونيو/إرنا - انه الرابع من حزيران حين ودّعنا ورحل عنا ذلك الرجل العظيم تاركاً لنا نهج النضال والنصر الشامخ، ذلك الرجل الذي سما بالانسانية والمستضعفين ليرسو بفكره على شاطىء الحرية والعزة الابدية.

نعم اننا نتكلم عن ذلك الرجل الشهم الأبي عن أبي المستضعفين في العالم عن الامام الخميني (قدس الله سره) الذي وإن اردنا الحديث عنه وعن فضائله نبقى عاجزين امام ما قدّمه من ابعاد عالمية وانسانية للفكر الاسلامي انطلاقاً من المفاهيم القرآنية التي بنى عليها ثورته الإسلامية.

كان اباً رحيماً لمستضعفي العالم ومناضلاً شرساً على مستكبري العالم، فهو القدوة والملهم في توحيد صفوف المستضعفن لمواجهة غطرسة الاستكبار والتحرر من قيوده وهو الذي حقق بفكره وبثورته عزة وعظمة الشعب الايراني وشعوب كثيرة اخرى.

ليس هذا فقط فلم يقتصر تأثير الإمام الخميني (قدس الله سره) على إيران وحسب وإنما امتد ليشمل العالم الإسلامي عبر مفهوم الوحدة الذي طرحه كمبدأ لأي حراك سياسي وهو ما وجد طريقه إلى كثير من أدبيات الدول والتيارات والحركات الإسلامية على امتداد العالم.

وفي المقلب الاخر فقد تميزت السياسة الخارجية للثورة الاسلامية بالاستقلالية الفريدة عبر مواجهة مفتوحة مع الاستكبار العالمي في الزمان والمكان ودعم غير محدود للمستضعفين في العالم، تجلى في أبرز صوره بالدعم الثابت للشعب الفلسطيني لإحقاق حقوقه ومطالبه غيرعابئ بالكلفة السياسية التي فرضها هذا الموقف على إيران منذ ثلاثة عقود ونيف.

وفي الواقع فقد اعتمد الإمام الخميني (قدس الله سره) على امور ثلاثة في فكره ونهضته الذي اثمرالثورة و الدولة، الأمر الأول هو أن اتخذ القرآن دستوراً و اتخذ الإسلام من معدنه الأصيل، والأمر الثاني هو القيادة نفسها لأن الإمام الخميني ( قدس الله سره)  كان قائداً بكل معنى وكان يعيش الثقة بالله وكان يعيش الطمأنينة أمام التحديات، والأمر الثالث و هو الناس الذي كان يوليه الإمام الخميني (قدس الله سره) عناية كبيرة واهتمام،وهذه العناصر الثلاثة هي التي أرست قواعد الثورة و انتصرت من خلالها.

انتهى**ر.م