وبحسب تصريحاته الخاصة لوكالة الأنباء الروسية "سبونتيك"، قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني إن الضغوط الأمريكية على السعودية لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي تؤكد أن أمريكا فقدت أهليتها في أن تكون راعيا ووسيطاً لعملية السلام.
وأضاف مجدلاني أن سياسة الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن هي استمرار لسياسة ترامب فيما يتعلق بدمج الكيان الإسرائيلي بالعالم العربي والشرق متوسطي.
وأكد أنها جزء من استراتيجية واشنطن لتبديل أولويات الصراع في المنطقة، بدلا من أن تكون تل أبيب مهددة للأمن القومي العربي واستبدالها بالخطر الإيراني المزعوم، حتى تصبح إسرائيل جزءا من العالم العربي والشرق متوسطي وحليفا في مواجهة إيران.
الاتفاق السعودي الإيراني وجهت ضربة كبيرة لاستراتيجية تبديل الأولويات الأمريكية
ويرى مجدلاني أن بعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين، تقطعت هذه الأوهام ووجهت ضربة كبيرة لاستراتيجية تبديل الأولويات الأمريكية، لكن لا يزال الالتزام الأمريكي نحو المسارعة بإدماج إسرائيل بالنظام الإقليمي مستمرا نحو ما يسمى بمسيرة التطبيع أو الاتفاقيات الإبراهيمية.
وبحسب الوزير الفلسطيني، الهدف الرئيسي من هذه الاستراتيجية استبدال حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بحل الصراع الإسرائيلي العربي لاعتقاد بأن ذلك من الممكن أن يفتح المجال أو يسحب الموقف العربي التضامني مع القضية وهو يضعف من الموقف الفلسطيني.
ولفت إلى أن هذه الخطوة حدثت سابقًا، بعد أن سارعت بعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، متخطين ذلك مبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية التي تلزم هذه الدول بأن يكون العلاقة مع إسرائيل بعد إنهاء الاحتلال للأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران /يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ويجد مجدلاني في هذه الدعوة الأمريكية والضغوط التي تمارسها على المملكة للتطبيع مع إسرائيل مكافأة لنتنياهو وتشجيع له للمضي قدما في سياسة التنكر لحل الدولتين ولكافة الاتفاقيات الدولية، وقرارات الشرعية والقانون الدولي، والمضي في سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي والضم التدريجي وتهويد مدينة القدس.
وقال إن فلسطين تعتبر الموقف الأمريكي موقفًا يلحق الضرر الجسيم بالقضية الفلسطينية ومعاديا لحقوق الشعب الفلسطيني و يؤكد أن الإدارة الأمريكية باتت شريكا في جرائم الكيان الصهيوني .
وعليه دعا مجدلاني الى ضرورة إحياء اللجنة الرباعية الدولية وصولا لممارسة دورها طبقا للقرار 1515 من مجلس الأمن حتى عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة كافة الأطراف المعنية بعملية السلام.
كما انتقد وزير الخارجية الفلسطيني "رياض المالكي" الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على دول عربية لترغيبها في التطبيع مع إسرائيل.
وقال: "كنا نتمنى لو استثمرت الإدارة الأمريكية عشر ما تبذله من جهود لترغيب الدول في تطبيع علاقتها بإسرائيل من أجل إنهاء الاحتلال وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق يجسد حل الدولتين عبر دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا، على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها الأبدية".
وتأتي تصرفات الكيان الصهيوني في الوقت الذي أصدر فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيانا رسميا في 20 شباط/فبراير 2023 يدين خطة الكيان الصهيوني لتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو إجراء اتخذ بعد 6 سنوات من القرار الأخير لهذا المجلس بحيث ظهرت أمريكا أيضا في دور معارضة حليفها القديم الكيان الصهيوني.
وفي المرة الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر 2016 ، استخدمت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي دعا إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات.
انتهى**ر.م