طهران / 16 حزيران/ يونيو/ ارنا - أكد مساعد لجنة مكافحة المخدرات للشؤون الدولية، ان محاربة الاسس المالية لتجار المخدرات ومافيا المخدرات لا تقتصر على حدود الجمهورية الاسلامية، وقال ان بعض الدول وخاصة أجهزتها التجسسية، تؤمن جزء من مواردها المالية من تهريب المخدرات.

واضاف محمد مسعود زاهديان في مقابلة خاصة مع مراسل (إرنا) إن من أولويات الدولة، والتي تم تضمينها أيضا في الاستراتيجيات التي أعلنها قائد الثورة الاسلامية، هي مواجهة الأسس المالية للعصابات وتجار المخدرات، وخلال السنوات الخمس الماضية، ركزت لجنة مكافحة المخدرات على هذه القضية ، ولهذا السبب تم إنشاء إدارة عامة في اللجنة للمتابعة المباشرة لمكافحة الاصول المالية للمخدرات.

وأكد زاهديان على متابعة الاصول المالية لتجار المخدرات وتدميرها عبر الإنتربول والقنوات الأخرى، وخاصة أجهزة المخابرات خارج الحدود وبالتعاون مع الدول الأخرى .

 وأشار مساعد لجنة مكافحة المخدرات في ايران إلى عدم وجود المساعدة والدعم من الدول والمؤسسات الدولية لإيران في مكافحة المخدرات، وأضاف: للأسف، لم يقف العالم إلى جانبنا أبدا بمستوى دور الجمهورية الإسلامية، وعندما اراد المساعدة وضع العراقيل بذريعة الحظر ومواضيع اخرى.

وأضاف زاهديان: هناك مصالح خفية لبعض الدول من تجارة المخدرات ، فعندما نلقي نظرة على مسار المخدرات نرى أن المخدرات في أفغانستان يتم إنتاجها وتسليمها إلى شبكات التهريب باسعار زهيدة، فيما يتم توزيعها بأعلى الاسعار عند نقطة الاستهلاك النهائية، على سبيل المثال في الدول الغربية، وهنا يطرح هذا السؤال اين تذهب هذه الأموال التي تستحصل من تهريب المخدرات؟

وأوضح المسؤول الايراني في لجنة مكافحة المخدرات، ان معظم هذه الأموال تودع في البنوك والمؤسسات المالية الأوروبية، ثم يتم غسيلها عبر أنظمة الاستثمار، بل ويتم إنفاق جزء من هذه الأموال على أجهزة التجسس في بعض الدول، وكل هذه العوامل تساهم في جعل مكافحة إنتاج المخدرات والاتجار بها أكثر تعقيدا.

عندما دخل الأمريكيون أفغانستان عام 2001 بشعار محاربة الإرهاب، كانت البلاد تنتج نحو 185 طنا من المخدرات سنويا، وعندما غادر الأمريكيون البلاد تجاوز إنتاج المخدرات في أفغانستان 10 آلاف طن، وهنا ينبغي للمرء أن يسأل ما وراء هذه الزيادة؟

واعتبر زاهديان أن احدى مجالات استخدام موارد المخدرات، هي التحركات والأعمال الإرهابية الممولة من المخدرات المدعومة من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية.

واضاف أن هذا يدل على ان الدول الغربية وخاصة الأمريكيين تستخدم قدرات المخدرات في مختلف المجالات وخاصة "الإرهاب المرتبط بالمخدرات" ، وهذا ما يعود بالنفع لها.

الأعمال الإرهابية التي يستخدمها تجار المخدرات تسمى "الإرهاب المرتبط بالمخدرات"، استخدم هذا المصطلح لأول مرة من قبل رئيس بيرو عام 1983 لوصف الهجمات الإرهابية ضد شرطة مكافحة المخدرات في البلاد.

كما أشار مساعد رئيس لجنة مكافحة المخدرات في ايران، إلى الجماعات الإرهابية ذات الصلة بموارد تهريب المخدرات، وقال ان مجموعات مثل ريغي وداعش استغلت الموارد المالية المستمدة من المخدرات من قبل الدول الغربية.

وأوضح زاهديان انه ولهذا السبب فأن الجمهورية الإسلامية تحاول ضمان أمن شعوب العالم من خلال الاجراءات المتخذة ضد تهريب المخدرات، في حين أن حكومات تلك الدول لا تهتم بهذا الأمر بل وحتى تستفيد بطريقة ما من هذا المجال.

انتهى** 2344