وجاء في التقرير: في الساعة 3.30 صباحا بالتوقيت المحلي، لم تحدد وزارة الداخلية أي حوادث خطيرة وأبلغت عن 486 حالة اعتقال في جميع أنحاء البلاد.
ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل المراهق نائل البالغ 17 عاما برصاص شرطي خلال تدقيق مروري في إحدى ضواحي باريس في الثلاثاء.
وحول هذا الموضوع يعتقد المحلل السياسي مصطفى السعيد أن أكواما من الأزمات جافة في فرنسا كانت تنتظر شرارة تشعل موجات الغضب، وقد تجسد ذلك في مقتل نائل الذي فجر الاحتجاجات التي يتوقع أن تتوسع.
ولفت السعيد إلى أن هذه الموجة تأتي بعدما نجح الرئيس الفرنسي ماكرون في احتواء أزمات أصحاب "السترات الصفر" والمحتجين على تعديل قانون التقاعد بعدها.
وأردف: مع تنامي الأزمة الاقتصادية مع الحرب في أوكرانيا، وصعود اليمين ومعه الطفح العنصري، باتت فرنسا مؤهلة لاضطرابات عنيفة، مالم تغير الحكومة سياساتها، لكن ماكرون يزداد عنادا، وهو ما ظهر في إصراره على تمرير تعديلات قانون التقاعد رغم الرفض الشعبي الواسع، ليوفر عدة مليارات من النفقات على أصحاب المعاشات، ويصر على المواجهة الأمنية للاحتجاجات والإضرابات، مراهنا على يأس المحتجين، وانفراط تجمعاتهم.
ويرى الكاتب كيث ماغي أن شعار الجمهورية الفرنسية والمادة الأولى من دستورها سيظل حبرا على ورق مالم تعيد البلاد النظر في ممارسات التمييز العنصري فيها.
وقال: إن شعار فرنسا يعتبر منارة للديمقراطيات في العالم ولكن مثل هذه الممارسات والتمييز الواضح يعتبر نقطة سوداء في تاريخ فرنسا. ويرى ماغي أن هذا التمييز لن يخلق الاستياء فحسب، بل سيتحول إلى غضب شديد من الظلم. وستبقى هذه الضواحي الفقيرة عبوات ناسفة حتى تتم معالجة العنصرية منهجيا داخل هيكل الشرطة الفرنسية، وحتى تطبق الجمهورية شعارها "حرية ومساواة وأخوة" والذي يبدو مشوها حاليا.
وتشهد فرنسا موجة احتجاجات وأعمال شغب عقب قتل المراهق نائل (17 عاما) برصاصة في الصدر، بسبب رفض التوقف خلال مراقبة مرورية أجراها شرطيان دراجان في نانتير، حيث تتوقع السلطات أن تتوسع دائرة العنف خلال الليالي المقبلة، وأن تتسم بأعمال تستهدف الشرطة ورموز الدولة. ومنذ ذلك اليوم تشهد العديد من المدن الفرنسية أعمال شغب لا تزال مستمرة حتى الآن.
انتهی**3269