وهنأ السيد الحوثي، في كلمته بمناسبة يوم الولاية عيد الغدير الأغر، الشعب اليمني المسلم، والمؤمنين والمؤمنات في كافة أرجاء العالم، بأطيب التهاني والتبريكات، وقال:"إن الشعب اليمني خرج في هذا اليوم محتفلا ومبتهجا به، مستمرا على ذلك كما هي عادته سنويا كجزء من موروثه الإيماني على مدى قرون من الزمن، وتوارثها جيلا بعد جيل".
وأكد أن إحياء يوم الولاية والاحتفال به هو شكر لله سبحانه وتعالى، ومن الشكر لله -سبحانه وتعالى- أن نقر بنعمته، كما أن إحياء هذه المناسبة هو أيضا شهادته لله -سبحانه وتعالى- ولرسوله -صلوات الله عليه وعلى آله- بإقامة الحجة وبكمال الدين.
ولفت إلى أن إحياء هذه المناسبة شهادة للنبي (ص) بالبلاغ التاريخي العظيم، الذي نزل بشأنه قول الله تبارك الله وتعالى [يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين].
وقال: "عندما نحيي هذه المناسبة نذكر أنفسنا والأمة من حولنا بذلك البلاغ، فإحياؤه هو تذكير مستمر بذلك البلاغ ليبقى صداه، وليصل محتواه إلى الأمة عبر الأجيال، لأنه موضوع يعنيها في كل جيل وعصر، وليس فقط يخص الجيل المعاصر لرسول الله".
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن مبدأ الولاية في الإسلام مبدأ عظيم ومهم، ويمثل ضمانة لاستقامة مسيرة الدين وحيويته وفاعليته، والحفاظ على الأمة من الاختراق.
وأضاف: "الكافرون والمنافقون والجاحدون بالولاية يرتبطون بالطاغوت، ويعتمدون على ولايته في مسيرة الحياة".. لافتا إلى أن الطاغوت يحارب من هم امتداد للأنبياء، ويسعى لفصل الناس عن ولايتهم، وله برنامجه التخريبي والظلامي والمفسد.
وتابع: "الطاغوت يتحرك بأدواته من الكافرين والمنافقين بتنسيق للأدوار، فالمنافقون يتحركون من داخل الساحة الإسلامية في اتجاه معاكس لولاية الله وعباده المؤمنين".
واعتبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن أكثر ما يكشف واقع المنافقين في مباينتهم لولاية الله، وما هو امتداد لها، هو موقفهم العدائي لأمير المؤمنين علي -عليه السلام- على مدى التاريخ.. لافتا إلى أن المنافقين لهم موقف عدائي من الإمام علي -عليه السلام- كونه يكشف زيفهم بأصالته، وتحريفهم بما يقدمه من التعاليم الحقيقية للإسلام.
وأوضح أن الطاغوت في هذا العصر يسعى لتنفيذ أكبر عملية مسخ للمجتمع البشري لضمان استعباده لهم، ويسعى لفرض ولايته الظلامية عليهم، ولهذا نجد هذا الموضوع يحتل الموقع الأول في الصراع بين الحق والباطل.
وقال: "المرتبطون بالطاغوت يسعون بشكل أساسي إلى أن يسيطروا على الأمة، وأن يتحكموا بالناس، ويكسبوا ولاءهم، وأن يكونوا في موقع الموجِّه والأمر والنهي".
كما أكد السيد الحوثي أن اللوبي الصهيوني اليهودي وأمريكا والغرب الكافر يسعون لمحاربة القرآن، ونشر الرذيلة والفتن، وهندسة الأزمات وظلم الشعوب، وتلك هي النتيجة لولايتهم.
ولفت إلى أن الطاغوت، ومن ينضوي تحت ولايته، وصلوا إلى درجة رهيبة جدا، من خلال تبني أمريكا بشكل رسمي وسياسي نشر فاحشة المثلية، والجرائم والفساد بشكل غير مسبوق.
وشدد قائد الثورة على أن مبدأ الولاية يرتقي بالأمة في زكائها ووعيها إلى مستوى التصدي للطاغوت وأدواته من الكافرين والمنافقين، ويشكل حماية وضمانة للأمة حتى لا تُستعبد من الطاغوت وأدواته.
وذكر أن الذي ترك الساحة الإسلامية أمام الكافرين والمنافقين مسرحا لهم وتدخلاتهم هو غياب مبدأ الولاية، الذي يحصن الأمة، ويجعلها لا تتقبل من الكافرين والمنافقين لا ولايتهم وسيطرتهم وتدخلهم في شؤونها وتحكمهم بها، ولا أن تواليهم وأن تؤيدهم في توجهاتهم ومواقفهم.
وبيَّن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن التولي لله سبحانه يأتي كتوجُّه والتزام عملي منطقي على أساس من الوعي والبصيرة.
وقال: "إن مبدأ الولاية هو مبدأ تحتاج إليه الأمة في كل عصر، وليس لجيل معين أو كان خاصا بالذين خاطبهم الله والرسول -صلى الله عليه وآله- في يوم الغدير، بل نجد أنفسنا في كل زمن بحاجة إلى الإيمان بهذا المبدأ العظيم، وإلى هذه الصلة بأمير المؤمنين -عليه السلام- باعتباره الذي يصلنا حقا بولاية الرسول، وتصلنا ولاية الرسول بولاية الله -سبحانه وتعالى".
وأشار قائد الثورة إلى أهمية التذكير بالولاية، وما لها من ثمرة في واقع الحياة؛ لضمان استقامة أمر الدين، وأن تسير الأمة على منهج الله بشكل صحيح، وأن تجني ثمرة هذا الإيمان نصرا وعزا وتأييدا إلهيا.
انتهى ** 2342