وقال عزام في تصريح خاص لـ«الوطن» خلال زيارته إلى سورية: إن كثير من الأمور تغيرت في السنوات الأخيرة، وإسرائيل تواجه مأزقا كبيرا أمام حالة النهوض التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتتصرف بغطرسة وظنت أن المهمة سهلة جدا في مخيم جنين، وأنها ستحطم إرادة المقاومة هناك وأنها ستقتل من تريد وستدمر.
وأضاف: أن العدو فشل في تحقيق أي نتيجة من جراء عدوانه على جنين وفي تكريس سياسة الأمر الواقع، ذلك نتيجة المقاومة الكبيرة وصمود الشعب الفلسطيني، موضحا أن وحدة ميدانية واضحة كانت في جنين بين كل فصائل المقاومة، وشدد على أن سورية تدفع ثمن موقفها الداعم للمقاومة وللقضية الفلسطينية، وما زالت تؤكد وقوفها الكامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأشار إلى أن الاحتلال تعرف أن المقاومة ثابتة وصامدة، بغض النظر عن الفرق الهائل في الإمكانات، وباتت تدرك أن المقاومة تمتلك الإرادة والشجاعة ولا يمكن أن تسلم بسهولة.
وأوضح أن قوات الاحتلال دخلت إلى مخيم جنين وقد أعلنت قائمة من الأهداف، حيث حشدت مئات الجنود وعشرات العربات والآليات العسكرية ومساندة الطائرات، والمحصلة كانت الفشل، ولم تصل إلى أي من الأسماء أو القائمة التي تتحدث عنها، وأجبرت نتيجة المقاومة الكبيرة والصمود على إنهاء عمليتها بعد أقل من يومين.
ونوه إلى أنه قبل شهر ونصف الشهر كانت هناك معركة في قطاع غزة "ثأر الأحرار"، حيث رأى العالم كله كيف أن الفلسطينيين والمقاومة وحركة الجهاد الإسلامي تقلب الحسابات وتربك برامج إسرائيل، وبالتالي النتيجة التي كانت بالأمس في جنين ليست مفاجأة لكنها تقدم دليلا جديدا على أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم أو يتراجع وأن إسرائيل لا يمكن أن تكرس سياسة الأمر الواقع.
وتابع: العدو الصيهوني جرب ويجرب إعادة قوة الردع التي اعترف بخسارتها أمام فعل المقاومة، فمرة يشن حربا ضد غزة. ومرة يجتاح جنين ورام الله وبيت لحم والخليل، إسرائيل لديها أجندة أمنية تتحرك وفقها لكن بسالة الشعب الفلسطيني تربك تلك الحسابات وتجبرها على تغيير سياساتها.
وشدد عزام على أن الاحتلال لم تنجح في تحقيق أهدافها، وتكرست صورة مخيم جنين كمركز من مراكز المقاومة ومركز لإلهام الشعب الفلسطيني بأسره.
وقال: كانت هناك وحدة ميدانية واضحة في جنين بين كل الفصائل (سرايا القدس- الجهاد وكتائب القسام- حماس وشهداء الأقصى- فتح) ونحن في الحركة نحرص على بناء موقف متماسك للقوى والفصائل الفلسطينية، علاقتنا مع إخواننا في الفصائل علاقة قوية جدا ونحرص على تنسيق الجهود وترتيب المواقف وتماسك الصف والموقف الوطني في وجه الاحتلال.
وأكد عزام أن المطلوب من السلطة الفلسطينية الكثير فيجب أن تقف بقوة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ويجب أن يكون لها موقف سياسي، وأن تقطع أي صلة لها بالاتفاقيات السابقة مع إسرائيل وما يترتب على تلك الاتفاقات، ويجب أن يكون انحيازها للشعب الفلسطيني واضحاً.
وأكد أن الموقف السوري الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته واضح، وسورية تدفع ثمن هذه المواقف، هي احتضنت القوى والفصائل الفلسطينية، وما زالت تؤكد وقوفها الكامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وبالتالي يجب أن نوجه الشكر لسورية على هذا الموقف، موضحا أنه التقى عددا من المسؤولين السوريين، حيث جددوا التأكيد أن المقاومة خط سورية الذي لن تتراجع عنه، وأن قضية خلفها شعب حي لا يمكن أن تموت.
وبين أن إيران تقدم كل أشكال الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني وجميع فصائل المقاومة في فلسطين قائلا: نحن حريصون على أن نمد يدنا لكل المحيط العربي والإسلامي، لا توجد لنا أي مشكلة مع أي دولة عربية ونحرص على حشد موقف عربي وإسلامي داعم لنا وللقضية الفلسطينية، ونحن حركة مقاومة وتحرر وأرضنا محتلة وشعبنا يتعرض لعدوان مستمر، وواجبنا أن ندافع عن شعبنا وحقوقه، يجب أن نواصل التمسك بحقوقنا وثوابتنا ونستمر في طريقنا دفاعاً عن هذا الشعب ومقدساته.
وقال: إن المهمة كبيرة والاحتلال تمثل ربما أكبر قوة إقليمية ويقف خلفها أكبر قوة على وجه الأرض أميركا وندرك هذا لكنه لا يخيفنا ولا يمكن أن يحبط شعبنا، فنحن أصحاب حق وماضون على هذا الطريق.
وختم عزام بأن الاحتلال لن يترك جنين وسيعاود الكرة مرة ومرات، والمجتمع الدولي لم يكن حازما ومنصفا وعادلا في التعامل مع القضية الفلسطينية وفي مواجهة وحشية العدو، مشددا على ثقته بوجود حلفاء صادقين، وأن أمتنا ستتحرك وستنهض للقيام بواجبها تجاه أهم قضية وهي القضية الفلســطينية قائـلا: رسالتنا هي أن الشـعب الفلســطيني متماسك، ومصر على الدفاع عن حقوقه وأرضه ومقدساته.
انتهى**3276