طهران/28 آب/أغسطس/إرنا- أوقف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا وأحالها للتحقيق على خلفية لقاء أجرته مع وزير خارجية الإحتلال الاسرائيلي إيلي كوهين في إيطاليا.

وجاء القرار بعدما كشفت الخارجية الإسرائيلية -في بيان الأحد- عن اجتماع "سري" عُقد بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيرته الليبية في العاصمة الإيطالية روما -الأسبوع الماضي- رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.

بدورها، قالت الخارجية الليبية -في بيان- إن الوزيرة المنقوش رفضت عقد لقاءات مع أي طرف ممثل للكيان الإسرائيلي وفقا لنهج الحكومة موضحة أن ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقا، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات.

ويُعد هذا الاجتماع -الذي عقد بوساطة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني- الأول من نوعه على الإطلاق بين وزيري خارجية ليبيا والكيان الإسرائيلي.

وياتي بيان التوقيف بعد اجتياح موجة غضب واسعة معظم المدن الليبية، الليلة، الماضية احتجاجاً واستنكاراً للقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بوزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في روما.

واشعل الخبر حول اللقاء غضباً شعبياً ورسمياً، إذ أصدرت حكومة الوحدة الوطنية قراراً بإيقاف المنقوش عن العمل احتياطياً وتشكيل لجنة للتحقيق معها.

ودعا مجلس النواب لجلسة طارئة، الاثنين، في بنغازي لبحث ما وصفه بـ “الجريمة القانونية والأخلاقية المرتكبة في حق الشعب الليبي وثوابته الوطنية من خلال لقاء وزيرة خارجية الحكومة منتهية الولاية مع وزير خارجية العدو الصهيوني".

كما طالب المجلس الرئاسي رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بتوضيح ما ورد عن أنباء لقاء المنقوش و"كوهين" سراً في روما.

وقال الرئاسي في بيان إن "ما ورد لا يعبر عن السياسة الخارجية للدولة الليبية، ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، ويعد خرقا للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وطالب الرئاسي الدبيبة باتخاذ كافة الإجراءات الرادعة وفقا للقوانين والتشريعات النافذة بالخصوص في حال حدوث اللقاء.

كما واستنكرت دار الإفتاء الليبية لقاء المنقوش كوهين، وطالبت بإقالتها من منصبها.

وقالت الدار في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك": "انعقد إجماع علماء المسلمين على تحريم إقامة أي علاقات مع العدو الصهيوني، الذي احتل فلسطين، وسفك دماء أهلها، واعتدى على الحرمات، وأخرج المسلمين من ديارهم، وانتهك حرمة المسجد الأقصى.

ودعت الدار رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى "إقالة الوزيرة مِن منصبها؛ كما تدعو الشعب الليبي قاطبة إلى المطالبة بإقالتها، ومحاسبتها على ارتكاب هذه الجريمة، التي لا تمثل الليبيين، الذين لم يتغير موقفهم تجاه هذا العدو المحتل؛ منذُ أن تأسَست ليبيا، إلى يومنا هذا".

كما دعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي لتوقيع أشد العقوبات على وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية لقائها سرا وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين.

وأعربت لجنة الخارجية عن استهجانها لتصرفات حكومة الوحدة الوطنية "التي تهدف لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة من أجل البقاء في السلطة من خلال تقديم التنازلات على حساب الثوابت الوطنية ومخالفة القوانين الليبية".

ودعا مجلس النواب النائب العام إلى ضرورة التحقيق في الواقعة، واعتبار هذا البيان بلاغا مقدما ضد وزيرة الخارجية وكل من تورط بهذا الفعل سواء بالموافقة أو الترتيب وموافاة مجلس النواب بالنتائج بأسرع وقت.

هذا وتصاعد الاحتجاج الشعبي في معظم المدن الليبية، حيث شهدت تظاهرات واحتجاجات وقطع للطرق وحرق للأعلام "الإسرائيلية".

وفي طرابلس اقتحم محتجون وزارة الخارجية استنكاراً للقاء المنقوش وزير خارجية الاحتلال، وبث تلفزيون "المسار" مشاهد قال إنها لاقتحام الوزارة.

ادانات فلسطينية 

بدورها ادانت فصائل فلسطينية لقاء وزيرة الخارجية الليبية مع وزير خارجية الاحتلال.

وفي هذا الاطار أعربت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين عن استنكارها وإدانتها الشديدة للقاء التطبيعي بين وزير  خارجية الاحتلال مع وزيرة الخارجية الليبية .

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي، أن هذا اللقاء هو ارتداد خطير عن ثوابت الأمة وسقوط في مستنقع التطبيع الذي يمثل تهديداً لهوية وتعريف منطقتنا العربية والاسلامية.

وقالت الحركة:" إننا نثق بأن الشعب الليبي الشقيق لا يقبل بمثل هذه اللقاءات وهو شعب حر يرفض التطبيع ولا يخضع للابتزاز السياسي والمساومة على مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية رغم قسوة الظروف الداخلية التي تمر بليبيا الشقيقة."

من جهتها ادانت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إقدام و زيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش على الاجتماع مع وزير خارجية حكومة الاحتلال الفاشية الإسرائيلية وتطالب  بإقالتها .

وطالبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بإقالة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش لإجتماعها مع وزير خارجية حكومة الاحتلال الفاشية والذي يمثل خروجا على إرادة الشعب الليبي وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل.

انتهی**1426