وقال علي سلاجقة في لقاء إعلامي مع سفراء وممثلي الدول المدعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي للتعامل مع العواصف الترابية حول القمة الترابية الدولية: من تبعات التغير المناخي، التي تزايدت حدتها وتكرارها، ظاهرة الغبار التي تسبب أضرارا جسيمة لموارد العالم البيولوجية والاقتصادية.
وتابع: بحسب الدراسات فإن 150 دولة تتأثر بالعواصف الترابية، معظم هذه الدول تقع في قارتي أفريقيا وآسيا، ومن بين المصادر السبعة الرئيسية لإنتاج الغبار في العالم، 2 منها بعد بعد الصحراء الأفريقية الكبرى، والتي تعتبر أهمها، يقعان في قارة آسيا.
وأضاف رئيس منظمة حماية البيئة: إن التحقيقات التي أجريت على شكل خريطة منشأ المراكز الغبارية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تظهر أن مساحة المناطق الترابية في غرب آسيا وآسيا الوسطى تزيد عن 3.3 مليون كيلومتر مربع، وتزايد بشكل خاص في العقد الماضي، كما ازدادت وتيرة وشدة العواصف الترابية.
وأضاف: بالنظر إلى الآثار والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية لهذه الظاهرة، فإنه لا بد من تبني حلول دولية وإقليمية وشبه إقليمية بمشاركة كافة الدول الفعالة والمتأثرة من هذه الظاهرة، لذلك لا بد من تعزيز وتضافر التعاون والمشاركة بين دول المنطقة والعالم، ومن خلال الاستفادة من دعم المنظمات الدولية للسيطرة على هذا التحدي والتكيف معه، ينبغي اتخاذ خطوات أكثر جدية والتزاماً.
وبحسب سلاجقة فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها دولة متأثرة بظاهرة الغبار، اتخذت عدة إجراءات للتعامل معها. إلا أن هذا التحدي أكبر بكثير من الإدارة والسيطرة المحلية أو حتى الإقليمية. إن مواجهة العواصف الرملية والترابية تتطلب المشاركة والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي.
*إيران إحدى الدول التي عانت من أكبر الأضرار الناجمة عن العواصف الترابية العابرة للحدود
وقال سلاجقة: إن إحدى السياسات الأساسية للحكومة الشعبية والثورية هي تطوير الدبلوماسية البيئية مع كافة دول العالم لتبادل المعرفة والخبرات لحل كافة القضايا البيئية وخاصة الغبار. وبهذه المناسبة، خلال العامين الماضيين، اتخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أثناء سفر مسؤولين منها إلى دول المنطقة في 12 يوليو 2022، إجراءات لعقد قمة طهران الإقليمية تحت عنوان البيئة من أجل مستقبل أفضل مع النهج الرئيسي لحل مشكلة الغبار في منطقة غرب آسيا وآسيا الوسطى.
وتابع: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها إحدى الدول الأكثر تضررا من العواصف الترابية العابرة للحدود، عازمة على عقد قمة دولية للتعامل مع العواصف الرملية والترابية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة. وينبغي للدول تنفيذ الفقرة 8 من قرار الجمعية العامة مع التشاور مع دول المنطقة من أجل التوصل إلى حلول مشتركة وتضافر الإجراءات الإدارية والتنفيذية للسيطرة على هذه الظاهرة.
وأضاف رئيس منظمة حماية البيئة: نعتقد أنه من خلال إجراء تعاون دولي وإقليمي وشبه إقليمي مشترك، من الممكن الحد من آثار هذه المشكلة المنتشرة، وقد تمت الموافقة عليها من قبل الجمعية العامة، وهذا يظهر جيدا أنشطة الأمم المتحدة في مجال مكافحة التصحر والعواصف الترابية.
وقال سلاجقة: في هذا العام، وتنفيذاً للفقرة 19 من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، تم اقتراح يوم 12 يوليو من كل عام ليكون اليوم العالمي لمكافحة العواصف الرملية والترابية لدى الأمم المتحدة، وهو ما أقره مجلس الأمن الدولي. وقد تم التوصيت عليها من قبل الجمعية العامة بشكل حاسم في مايو من هذا العام.
وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من خلال إعداد خريطة للمناطق المغبرة في غرب آسيا وآسيا الوسطى ومن ثم إعداد خطة عمل شبه إقليمية لمنطقتي غرب وغرب آسيا الوسطى، أظهرت أن لديها إرادة جادة للسيطرة على هذه الظاهرة في المنطقة، ومن المؤكد أن القيام بذلك أمر مهم للتعاون المشترك بين جميع دول العالم والمؤسسات ذات الصلة في الأمم المتحدة.
* عقد الاجتماع الدولي للتعامل مع العواصف الترابية في طهران
وتابع رئيس منظمة حماية البيئة: بهدف جذب المشاركة والتعاون والتنسيق الدولي بناءً على القرار رقم A77571 للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2022، ستعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبدعم من الأمم المتحدة على عقد قمة دولية حول التعامل مع العواصف الترابية في 9 و10 سبتمبر في طهران.
وأضاف: تم إرسال دعوة مشتركة موقعة من رئيس منظمة البيئة الإيرانية ونائبي الأمين العام للأمم المتحدة إلى وزراء البيئة لنحو 55 دولة معنية بشكل مباشر بظاهرة الغبار، وكذلك المنظمات الدولية ذات الصلة بظاهرة الغبار. ويهدف عقد هذا الاجتماع إلى تبادل الآراء والتشاور وتبادل الأفكار لتضافر الجهود الدولية والإقليمية، فضلا عن مناقشة سبل تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي للتعامل مع ظاهرة العواصف الترابية.
وقال سلاجقة: إن القمة الدولية للتعامل مع العواصف الرملية والترابية التي ستعقد الأسبوع المقبل (السبت والأحد) في طهران، تشكل نقطة تحول في القرارات الجادة لتشغيل وتنفيذ برامج إقليمية فرعية للسيطرة على الظاهرة الترابية في غرب آسيا، وآسيا الوسطى، التي تم إعدادها بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال: آمل أنه مع الموافقة على خطتي العمل الإقليميتين هاتين في القمة المقبلة، سيتم توفير تنفيذ التدابير المشتركة من خلال تنفيذ مشاريع للحد من ظاهرة الغبار في المنطقة والعالم أجمع. وفي هذا الصدد، نطلب من سفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سرعة الإخطار والتوضيح لأهمية موضوع الاجتماع فيما يتعلق بتشجيع ومشاركة حكوماتهم للمشاركة قدر الإمكان في الاجتماع المهم للتعامل مع العواصف الرملية والترابية. نتوقع أن تشارك في هذا المؤتمر وفود رفيعة المستوى ووزارة البيئة من الدول المتضررة والداعمة، ولذلك، وبالنيابة عن منظمة حماية البيئة وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نقدم الدعوة للمشاركة بنشاط في هذا الاجتماع.
وذكر رئيس منظمة حماية البيئة: في اليوم الثالث (11 سبتمبر) من الاجتماع، سيعقد مؤتمر مكران البيئي الإقليمي الذي يضم 10 دول في منطقة تشابهار لمدة يوم واحد، والدول المدعوة مثل الهند والصين وباكستان وعمان، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والعراق، والبحرين، وفي هذا السياق تم إرسال دعوة مشتركة مع أمين مجلس مكران إلى وزراء هذه الدول العشر، ونأمل أن يتم ذلك بعد المؤتمر الدولي الذي يستمر يومين حول التعامل مع الغبار في طهران.
انتهى ** 2342