وأفادت اللجنة الإعلامية لمؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا عن بدء مراسم أسبوع جائزة المصطفى(ص) بدورتها الخامسة بمشاركة أكثر من 100 ضيف من أكثر من 30 بلدا، والتي ستمتد من 29 أيلول/سبتمبر إلى 4 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وخلال مراسم الافتتاح أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن "العلم النافع يجب ان يكون لاسعاد البشرية وفك العقد في حياة الانسان، ويمكن أن يستفيد من جميع الطاقات التي لديه ليكتشف القواعد ويستطيع أن يغانمها للوصول الى الله".
وأضاف الرئيس الايراني: "قال الامام الصادق عليه السلام:" إِنَّ النّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحاسِنَ کَلامِنا لاَتَّبَعُونا"، معتبرا أن "أفضل الحديث هو ما يكون لاسعاد البشرية، وأن ما نراه اليوم في الحوزات والجامعات هو قول الله وفعل الله ما نتعلمه في كافة المجالات هو فعل يتماى مع هدف انارة الضوؤ الذي يرشدنا لله، وهذا ما سيحقق السعادة للبشرية جمعاء، سواء في الطب أو العلوم الاخرى كالجيولوجيا والتقنية، كلها يجب ان تسير في معرفة الله. ان الحصول على القوة واستعار الشعوب لا يخدم البشر وانما يسعى لدمارهم.
وأكد رئيسي أن "الحضارة الالامية جاءت على يد النبي الاكرم (ص)، وفي القرن الثاني الهجري تحول هذا النشاط المعرفي إلى نهضة ووخدناها في القرن الرابع الهجري حيث كانت ارضية لجضارة كبيرة وكات مركزا اشعاعيا للغرب في تلك العصور فالبشرية مدينة للحضارة الاسلامية. معتبرا أن "ما نراه في الغرب الان هو صحيح نتيجة جهوده، ولكن يجب أن يعلم ان ما حدث في الغرب من تطور كان بفضل الاسلام.
وأشار رئيسي أنه :مع ظهور بعض التيارات واجهنا بعض المشاكل ولكن نحن الان نبحث عن حضارة اسلامية متجددة تحتاج للتكاتف والتضافر بين العلماء المسلمين القائمة على التعاليم الاسلامية لتصل لجميع اصفاع الارض، ولتكون نموذجا ساميا. معتبرا ان "جائزة المصطفى ليست جائزة لتقدير العلماء فقط بل لتقدير العلم والايمان بالله والتقرب من الله، نحن لدينا اجتماعات علمية وجوائز تمنح للعلماء في جميع البلدان.
وأكد الرئيس الايراني أن الجائزة "ترمي لاسعاد البشرية جمعاء وازدهار الاسلام والمسلمين والانسانية قاطبة، وهذه الجائزة تمنح لهذا السبب، ولذا يجب أن نمجد ونقتدي بهؤلاء العلماء وليكونوا قدوة لنا في هذه المجالات ولنحفز الشباب، هذه هي رسالة جائزة المصطفى في مجال العلم والمعرفة، يجب ان تكون جيدة ومتجددة وذات نظرة انسانية لخدمة الانسان والمجتمع ونريد ان يخدم العلم الايمان بالله لايصال الانسان للغايات العليا وليصل للمقام السامي.
وشدد رئيسي على أن " العلم في النظام المقدس للثورة الاسلامية هو علم مبني على التعاليم الدينية حيث تم التركيز على المراكز العلمية لتقدم علما نافعا وصالحا في ايران وسائر انحاء المعمورة، ويجب على المجتمع بذل الجهود في سبيل ذلك.
وأضاف رئيسي: "أن الغرب اغتنموا من العلماء المسلمين والايرانيين في مجالات النانو والتكنولوجيا.هذه الانجازات اخذوها من علمائنا كابن سينا في كتابه القانون و كذلك بديع الزمان، وغيره من علماء الحضارة الاسلامية وجاء الغرب وأسس حضارته على اساس تلك الحضارة .
وتابع الرئيس الايراني القول: إن السيد كاظمي اشتياني في مؤسسة رويان قد حقق حلم والدين كانا قد قطعا الأمل في الإنجاب وأحدث ثورة طبية في علاج العقم، وغرس الأمل في قلوب الأزواج الذين فقدوا الأمل في الحصول على الذرية.
واشار إلى "القلق الذي يختلج الغرب من تطور ايرن في كافة المجالات"، معتبرا "إن الغرب يخشى من حضارة اسلامية تعود لتنافسها، وأن يقظة الشعوب قد تحققت ونظرة الأمة الإسلامية قد امتلأت وأصبحت مخالفة لما كان يريده الغرب".
وقال رئيسي: "إن اقتراحي لهذا الاجتماع الذي يحتضن الكثير من أبناء أصفهان، أدعوكم للاهتمام وتكريم وإثراء هذه الاجتماعات العلمية بحضوركم. إن جائزة المصطفى(ص) تشمل المجالات الطبية والتكنولوجية حالياً، ولكن أدعو لأن تشمل جميع مجالات العلوم.
وتابع الرئيس الايراني: "أريد أن اقول إنه لما يمر علينا في هذه الايام لدينا الارضية اللازمة للتواصل مع الجميع، وببركة الدماء الزكية نرى المسلمين وجدوا هويتهم في الاسلام التي تدعوهم لحياة اسلامية والعلم هو العلم النافع الذي نستقيه، قال الامام الصادق عليه السلام، "الْعِلْمُ نُورٌ یقْذِفُهُ اللّه فِی قَلْبِ مَنْ یشآء"، إن هدف الاسلام ألا يعيش الانسان عبثا في هذه الدنيا.
وختم الرئيس رئيسي بشكر القائمين على الجائزة والمحكمين والمسؤولين سواء في اصفهان أو المؤسسة، وكذلك ممثل قائد الثورة الاسلامية.
بدوره تحدث محافظ اصفهان سيد رضا مرتضوي عن مكانة العلم والعلماء الكبيرة في الاسلام، منذ عصر الاسلام الذهبي الى يومنا هذا، كذلك اشار الى دور علماء الاسلام في تطوير العلوم وارتقائها، وباتت كتبهم مراجع علمية في كل العالم.
وبخصوص عقد جائزة المصطفى(ص)¬ في مدينة اصفهان لفت مرتضوي الى مكانة اصفهان التي تعتبر العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي ، ونظرا لخصائصها التاريخية والثقافية ، فقد حصلت هذه المدينة على مرتبة عالية بين المدن المرشحة في جائزة المصطفى(ص) في دورتها الخامسة.
وقبل أيام كشف نائب رئيس أكاديمية العلوم علي أكبر صالحي عن أسماء الفائزين بجائزة المصطفى(ص) في دورتها الخامسة.
والفائزين هم 5 علماء 3 منهم مقيمين في البلدان الإسلامية والآخران من الجالية المسلمة في خارج العالم الإسلامي
ومن المقيمين في البلدان الإسلامية:
نالت البروفيسورة سامية خوري من لبنان مواليد عام 1958 وسام جائزة المصطفى في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية لابتكارها أساليب جديدة في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد (MS) وتحديد العوامل المسببة للمرض وآليات تنظيمه وتحمله.
كذلك حاز البروفيسور مورات أفيسال من تركيا مواليد عام 1973 على وسام جائزة المصطفى في مجال علوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإنجازاته في تكنولوجيا الاتصالات الضوئية اللاسلكية.
وأيضا حاز البروفيسور أحمد فوزي إسماعيل من كمبوديا مواليد عام 1966 على وسام جائزة المصطفى في مجال العلوم الأساسية والهندسية على عمله في تطوير تطبيقات تكنولوجيا الأغشية.
ومن غير المقيمين في الدول الإسلامية:
حاز البروفيسور أحمد حسن (مصري الجنسية) مقيم في كندا من مواليد عام 1976 على جائزة المصطفى لعام 2023 في مجال علوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن عمله في التنقيب بمستودعات البرمجيات (MSR)
وحاز الفائز الأخير البروفيسور أميد فرخ زاد (إيراني الجنسية) والمقيم في الولايات المتحدة من مواليد عام 1969 على جائزة المصطفى في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطب عن عمله في تصميم وتطوير وتقييم سريري لأدوية جديدة تعتمد على جزيئات البوليمر النانوية.
وبالإضافة إلى الدروع والأوسمة التي ستمنح للحائزين على الجائزة فإنه سيقدم مبلغ 500 ألف دولار من الجهات المانحة وأوقاف العلوم والتكنولوجيا للفائزين عن كل مجال من مجالات منح الجائزة.
وأقيمت حتى الآن أربع دورات في الأعوام 2015 و 2017 و2019 و2021، كؤم خلالها 14 عالما بارزا من دول تركيا وإيران وباكستان والمغرب ولبنان وأمريكا ومن الأردن وبنغلاديش وسنغافورة وتايوان.
يذكر أن حفل توزيع جائزة المصطفى الخامس سيقام في 2 أكتوبر 2023 في أصفهان، وهذه هي المرة الأولى التي تقام فيها جائزة المصطفى خارج طهران، وستستضيف مدينة أصفهان، باعتبارها أحد أهم مراكز الحضارة الإسلامية هذه الجائزة.
انتهى