ولايخفى ان الجامعات لعبت دوراً خاصاً في انتصار الثورة الإسلامية، وقيام النظام الإسلامي واستمراره، وخلال فترة الدفاع المقدس، والتنمية العمرانية، والجهاد العلمي والتكنولوجي.
وكان لتقدم العلوم والتكنولوجيا المتمركز في جامعات البلاد، تأثير كبير على تعاظم قدرات الجمهورية الاسلامية الايرانية في الصعيدين الوطني والدولي؛ وقد احدثت هذه المسيرة المتنامية في ايران الثورة، تغييرا داخل معادلات القوة على مستوى العالم، وما زال هذا التوجه مستمرا، وهذه القضية شكلت نقطة الموجهة الأساسية بين نظام الهيمنة وإيران الإسلامية الفتية.
واليوم رغم التقدم العلمي والتقني الحاصل، الا ان الجامعات لاتزال بعيدة عن مستوى تطلعات قائد الثورة والشعب فيما يتعلق باسهام هذه المراكز التعليمية في التحرك نحو إنشاء حضارة إسلامية جديدة.
وفي السیاق نفسه اكد قائد الثورة الإسلامية سماحة "آية الله السيد علي الخامنئي" عند استقباله رؤساء الجامعات ومراكز ومؤسسات التعليم العالي، وواحات العلوم والتقنية والمراكز البحثية في البلاد خلال شهر نوفمبر عام 2015، ضرورة التخطيط من قبل الجامعات والمراكز العلمية لتفعيل واستخدام التراث الزاخر والخبرات العلمية الكامنة بهدف أداء الدور المنشود في بناء "الحضارة الاسلامية الحديثة".
وقال سماحته : ان تقييم الحاجة العلمية للحاضر والمستقبل، والحيلولة دون تباطؤ سرعة التطور العلمي، والتنفيذ الدقيق للخارطة العلمية الشاملة، والاهتمام بالجودة في مجال التعليم العالي، والمتابعة الجدية للعلاقة بين قطاعي الجامعة والصناعة، وأداء الجامعات دورها في الاقتصاد المقاوم، وتوسيع مناخ الثقافة الايمانية والاسلامية، وتعميق البصيرة الدينية والسياسية، وافساح المجال امام الطلبة الجامعيين والاساتذة القيميين والثوريين والمتدينين، كل ذلك يعد من اولويات الجامعات في سياق تنفيذ دورها لبلورة الحضارة الاسلامية الحديثة.
وتجدر الاشارة هنا، الى كلام مؤسس الجمهوریة الاسلامیة الامام الخمینی (رض)، من ان الجامعة هي مصدر لتحقيق التقدم والازدهار، وبما يشمل الجامعات العلمية القديمة أو الحديثة؛ فإن رخاء الأمة أو بؤسها يعتمد على اداء هذه المراكز المعرفية.
واليوم أصبح دور الجامعة ورسالتها، حاسما لتقرير مستقبل البلاد، کما صرح بذلك الامام الخامنئي في 16 مايو 2007 : ينبغي للجامعات اليوم أن تشعر بأن البلد يمر في مرحلة تحول، وبامکانها ان تتحرك صوب اتجاهين مختلفين ومتعارضين، لكن أنتم الأكاديميون بمثابة "موطر القطارات" الذي يفصل بين مساري السكك الحديدية، ويقرر اتجاه حركة القطارات.
انتهى ** ح ع