وفي ختام مهرجان "خورشيد" الاعلامي الدولي مساء امس في مشهد ،أضاف وزير الثقافة والارشاد الاسلامي " محمد مهدي اسماعيلي" بأن الانتفاضة الاعلامية هذه تهدف الى كسر الصور النمطية وتعزيز قوة النساء الاحرار في العالم التي ستجلب هيمنة جديدة على المجال الثقافي.
وتابع قائلا، ان قوة المرأة مهمة في المستقبل الثقافي العالمي وإن العديد من البيانات والدراسات تشیر الى أن اتجاه الثقافة والسياسة والإعلام في العالم سوف یتراجع عن الاتجاه العلماني ومعاداة الثقافة.
واضاف موضحا بأن اليوم واجب على كل فرد منا ان يعترف بالتغيرات التي يشهدها العالم من تشكيل جغرافيا سياسية وثقافية جديدة ليتمكن من أن يؤدي دوره البناء على النحو الصحيح في عالم الغد.
وفي هذا الاطار ايضا ، أضاف اسماعيلي انه ومن بين هذه التطورات يجب أن نعرف أنه إذا لم يتغير النظام السياسي والثقافي القائم، فإن الاتجاه الحالي سيضع العالم على حافة العدم ولن يكون من الممكن بعد الآن العثور على علامة للحضارة والدين والعقلانية فيه، علاوة على ذلك فان الثقافات الروحية التي تعتبر كنوزا إنسانية وهي اليوم تتعرض لمخاطر جسيمة ويتم تدميرها في عملية التغييرات هذه.
لقد ضعف منظور العلمانية في الثقافة والإعلام
واشار اسماعيلي الى ان اليوم قد تشكلت في العالم قوة أضعفت المنظور العلماني في الثقافة والإعلام، وجعلت المنظور الديني والروحي متاحا ، إذ لم يكن من المتوقع أن تتغير المعادلات الجيوسياسية بين كتل القوى عن السنوات الخمس الماضية وإذا تم التوصل الى اتفاقيات جديدة بهدف صد القوة الغربية، فإن العقد المقبل سيشهد انهيار النظام الرأسمالي، الذي يقدم اليوم ويستهلك كل شيء كالسلع بما في ذلك النساء.
وفي اشارة الى أولئك الذين يقيمون التطورات على أساس التفكير التكنولوجي والعقلانية الأداتية فقط، اعتبر اسماعيلي بأنهم ما زالوا يعانون من حسابات خاطئة في الساحة السياسية بسبب عدم معرفتهم بالقدرات الدولية الحاسمة ونظرتهم لا تتجاوز البنية الفوقية، ولهذا السبب فإن تحليلاتهم متخلفة بشكل عام عن الواقع الحالي، وبالتالي لا يمكن تحديد الطاقة المشاركة في هذا التحول.
واستطرد مؤكدا على عدم الوقوع في فخ اولئك الذين يعتمدون على الحسابات الخاطئة الفوقية خاصة في مجال الثقافة والإعلام، موضحا بأنه قد بدأ عصر نهاية هيمنة الإعلام العالمي بحيث لم تعد المرأة وتنويرها شعارا، بل هي ضرورة لا يمكن إنكارها ولا بد من تشكيلها لتحالفات فكرية جديدة.
وأشار اسماعيلي الى اجتماع وزراء دول العالم الإسلامي في قطر، مذكرا بأنه قد حان وقت الوحدة العالمية بين النخب وفي النظام الجديد، الانقسام النخبوي ليس مفيدا لأي فرد وفي الخطوة الأولى من الضروري إعادة بناء التواصل الثقافي بين الدول الإسلامية.
واردف اسماعيلي بأن وظيفة مهرجان "خورشيد" الاعلامي الدولي هي بناء تحالف جديد لتنظيم نظام توعوي واقعي ومثالي تدريجيا وتمثيل المرأة في دورها التاريخي، مضيفا بأن المرأة التي في تاريخ العالم المعاصر، هي أكبر ضحايا الشمولية الثقافية والمادية من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتبر القوة الأكبر في مواجهة هذه العلمانية الجامحة.
وفي اشارة الى إحياء ذكرى الاعلامية الشهيدة شيرين أبوعاقلة في هذا الاحتفال، افاد بأن هذا الاحتفال ليس مجرد حركة رمزية، بل هو أيضا احتفال ثقافي وروحي يذكرنا بقوة تعطيل المعادلات التقليدية.
شجاعة ومكانة الجمهورية الإسلامية الايرانية لا حدود لها
كما صرح اسماعيلي انه و"على غرار الجائزة الوطنية التي انشأناها تخليدا للاعلامية البارزة "مريم كاظم زاده" والتي جسدت شخصية إيرانية عالمية وتعد اول مراسلة ومصورة في الحرب المفروضة (من جانب نظام صدام البائد في العراق على ايران 1980-1988م) ، فإننا نكرم هذا العام الشهيدة "شيرين أبو عقلة" معلنين بأن شجاعة ومكانة الجمهورية الإسلامية الايرانية لا حدود لها.
وعن الاعلامية الشهيدة "شيرين أبوعاقلة" اضاف اسماعيلي انها ولدت في عائلة عربية ومسيحية، لكنها تحظى بشعبية كبيرة بين جميع ضحايا القمع وأنصار العدالة، وهذا هو السر الذي يربط بين الثقافات الروحية وهو الطاقة الخفية في التغيرات الثقافية لعالم المستقبل التي يعجز عنها الغربيون والمتغربون.
يذكر بأن مهرجان "خورشيد" الاعلامي الدولي انطلق امس السبت 30 ايلول/سبتمبر بمشاركة 100 امرأة وناشطة إعلامية من حوالي 40 دولة حول العالم .
كما ان هذا المهرجان انطلق تحت شعار "المرأة تنوّر" تخليدا لذكرى شهيدة مسيرة التنويرالشهيدة "شيرين أبوعاقلة" التي استشهدت على يد كيان الاحتلال الاسرائيلي.
يشار الى ان شيرين أبوعاقلة (3 نيسان/أبريل 1971 – 11ايار/ مايو 2022)، صحفية فلسطينية عملت لمدة 25 عاما في شبكة الجزيرة العربية. كانت شيرين أبو عاقلة من أبرز الصحفيين في العالم العربي، وهي مراسلة مخضرمة، حيثُ وُصفت بعد وفاتها بأنها من ابرز الشخصيات في وسائل الإعلام العربية . و بتاريخ 11 ايار/ مايو 2022، تم استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها لأخبار هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية، وتوفيت متأثرة بإصابتها بعيار ناري في الرأس.
انتهى**ر.م