وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف الجوانب، خاصة على المستوى البرلماني وأهمية تطوير مختلف مسارات التعاون المشترك بين البلدين، بشكل بما يحقق مصالحهما المتبادلة، ويعود بالنفع على شعوبهما ويسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد الجانبان رغبتهما المشتركة في تعزيز التعاون البرلماني، بما يخدم مصالح البلدين، من خلال مواصلة الزيارات واللقاءات المتبادلة على هامش المحافل الإقليمية والدولية كفرصة لمناقشة وتوحيد المواقف والرؤى في الشأن الإقليمي والدولي القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي بداية الجلسة النقاشية، رحب "صقر غباش" برئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، "محمد باقر قاليباف" والوفد المرافق له، مشيراً إلى أن المجلس الوطني الاتحادي يثمن استجابة الجانب الإيراني للدعوة وحرصه على ذلك والوفد المرافق له لزيارة المجلس الوطني الاتحادي.
و قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في هذا اللقاء معربا عن شكره لرئاسة مجلس الأمة بدولة الإمارات العربية المتحدة على ضيافة الوفد البرلماني الإيراني: نأمل أن تكون هذه الرحلة، التي تهدف إلى تنامي الاتجاه في العلاقات السياسية والاقتصادية والعلاقات بين البلدين وتحسين مستوى العلاقات البرلمانية بين البلدين، نقطة تحول لهذا الهدف.
وأشار رئيس المجلس الإسلامي إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضعت تطوير العلاقات مع جيرانها كأولوية أولى وسياسة محددة في سياستها الخارجية وقال: إن النظرة الإستراتيجية إلى دول الجوار يمكن أن تطور العلاقات الثنائية في أبعاد مختلفة وتخلق الأمن والسلام وتضع دول العالم الإسلامي والأمة الإسلامية على طريق التعاون والوحدة، وأخيرا تحقيق التنمية والتقدم في جنوب غرب آسيا.
وأشار أيضاً إلى عضوية إيران والإمارات في مجموعة "بريكس" وقال: إن هذا الحدث فرصة جيدة لتوسيع العلاقات الثنائية من أجل التأثير على العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين دول مجموعة بريكس، خاصة وأن الموقع الجغرافي لإيران والإمارات العربية المتحدة يمكن أن يكون فعالاً في مختلف الأبعاد الاقتصادية بما في ذلك النقل والطاقة والمعرفة.
و وصف قاليباف الصين وروسيا والهند بثلاث دول كبيرة من حيث السياسة والاقتصاد والسكان وأضاف: لذلك فإن عضوية إيران والإمارات في مجموعة بريكس والتعاون مع هذه الدول هي فرصة ستكون مؤثرة جداً جغرافياً وستوفر فرصة اقتصادية كبيرة حتى خارج المنطقة وفي أوراسيا، انتبهوا لهذه الدائرة الاقتصادية المهمة.
وتابع: إن الحادث والحرب المريرة في أوكرانيا جعلت أهمية أوراسيا مؤثرة للغاية من حيث الجغرافيا السياسية ونقل البضائع. نحن ندين الحرب دائما ولكننا نعتقد أن أصل هذه الحرب هو الناتو وأمريكا، و هما ليس لديهما الإرادة لإنهاء هذه الحرب.
وأكد أهمية التأثير الواسع للعلاقات الثنائية بين الإمارات وإيران و وصفها بأنها مهمة للغاية على المستوى الإقليمي والعالمي وقال: ينبغي على البلدين إعطاء أهمية متساوية للأمن السياسي والاقتصادي واعتباره أحد أسس العلاقات الثنائية وهو أمر ضروري لنمو البلدين وخلق الأمن لهما في المنطقة والاهتمام بهذه القضايا.
وأضاف قاليباف: في هذا الاتجاه فإن كل من يريد زعزعة استقرار أمن المنطقة والبلدين سيكون حتما عدوا مشتركا لنا ولكم.
و وجه محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدعوة إلى "صقر غباش" رئيس المجلس الوطني الاتحادي لزيارة طهران ومجلس الشورى الإيراني.
وأكد صقر غباش فی هذا اللقاء: أن الزيارات البرلمانية تلعب دوراً مهماً في استمرارية التواصل والتنسيق والحوار البرلماني بين المجلسين بما يساعد على تنسيق وتوحيد المواقف والرؤى لمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال: إن دولة الإمارات تؤمن بأهمية ترسيخ نهج دولي للعمل متعدد الأطراف القائم على التعاون والشراكة بما يلبي تطلعات الشعوب في التنمية والتقدم والرخاء، مع الاستمرار في التواصل والحوار الإيجابي والبناء بين دول المنطقة لما في ذلك من أساس لاستقرارها وازدهارها.
وعرض صقر غباش لاستضافة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر COP28، سعياً لتوحيد الجهود العالمية للحد من تداعيات تغيير المناخ، لتعزيز حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وازدهار البشرية. لافتاً إلى إعلان دولة الإمارات عام 2023 "عام الاستدامة" لإبراز جهودها الدولة في تعزيز العمل الجماعي والدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها الجميع خاصة في مجالات الطاقة والتغير المناخي وغيرها.
ودعا صقر غباش رئيس مجلس الشورى الإيراني لحضور المؤتمر البرلماني الذي يعقد على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي تستضيفه دولة الامارات في ديسمبر(كانون الأول) المقبل.
كما تطرق رئيس المجلس الوطني الاتحادي إلى انضمام الإمارات وإيران إلى مجموعة بريكس، في خطوة تؤكد أهمية العمل متعدد الأطراف والحوار البناء لتعزيزه من خلال المنصات الفاعلة التي تمثل الاقتصادات النامية والناشئة في العالم، مؤكداً حرص الدولة على التعددية في دعم السلام والتنمية لتحقيق رفاهية وازدهار الشعوب والأمم في جميع أنحاء العالم.
وخلال زيارة محمد باقر قاليباف لمجلس الأمة الإماراتي، أعلن أحد المسؤولين البرلمانيين الإماراتيين أن نائب رئيس الإمارات، سيلغي الأحكام الصادرة بحق 10 سجناء إيرانيين في هذا البلد تقديراً لوجود رئيس المجلس الاسلامي و قال هذا البرلماني: الشيخ منصور يحييكم وسيقوم بإلغاء الحكم الصادر بحق 10 سجناء إيرانيين في الإمارات بمناسبة حضوركم.
انتهی**1426