طهران / 12 تشرين الاول /اكتوبر/ارنا- اكد ممثل حركة الجهاد الاسلامي في ايران ناصر ابوشريف بان عملية طوفان الاقصى جعلت الكيان الصهيوني في صدمة وفاقت نتائجها التوقعات.   

جاء ذلك في ندوة عقدت الاربعاء بعنوان "طوفان الأقصى؛ أسبابها وآفاقها" بمشاركة ممثل حركة الجهاد الاسلامي  ناصر أبو شريف والخبير في شؤون غرب آسيا رضا ميرابيان.

*محرقة حقيقية تحدث في غزة

وكشف أبو شريف عن ازدواجية أمريكا في هذا الأمر، وقال: عندما استشهدت "شيرين أبوعاقلة" وهي مواطنة أمريكية، لم يتخذ بايدن أي موقف، اذ ان اميركا ترى ما يتماشى مع مصالحها وتدين ما هو ضد أهدافها.

وأوضح ممثل حركة الجهاد الإسلامي أن ما يحدث اليوم في غزة ويمكن رؤيته على شاشة التلفزيون هو محرقة حقيقية، وقال: إن الكيان الصهيوني يستخدم طائرات إف 16 وإف 35 وأغلبها يقودها طيارون اميركيون يقومون باسقاط كافة أنواع القنابل المحرمة دولياً، على أهل غزة. وهذه القنابل التي يتم إسقاطها على غزة تشبه تلك التي استخدمت في العراق.

وتابع: في اليوم الأول للمعركة ألقى الكيان الصهيوني ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة. منطقة تبلغ مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً. وهذه الجريمة تحدث أمام أنظار العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا، اللتين تدعيان حماية حقوق الإنسان. إنهم صامتون في هذا الصدد.

ولفت أبو شريف إلى المواقف اللاإنسانية للمسؤولين الصهاينة ومن بينهم وزير حرب الكيان، وقال: إن وزير حرب الكيان الصهيوني تحدث عن خنق كافة مناطق قطاع غزة، بل وهدد مصر بأنه سيقصف قوافل المساعدات لو ارسلت منها الى غزة . وبينما هو يتحدث عن خنق قطاع غزة، فقد مرت 17 سنة على حصار هذه المنطقة وحجم هذه الجرائم كان دائما أمام أعين العالم.

كما أشار ممثل حركة الجهاد الإسلامي إلى عدد الشهداء في غزة وضحايا هذه الجريمة وقال: في الأيام الماضية حدثت مجزرة ارتكبها الكيان الصهيوني، وتم تدمير بعض الأحياء بشكل كامل، مثال على ذلك منها حي الكرامة الذي سوّي مع الأرض"، واستشهد أو جُرح المئات من الأشخاص. ويتم اسقاط الكثير من القنابل على رؤوس سكان غزة ليلا ودون سابق إنذار.

وأضاف: حتى الآن استشهد 1500 فلسطيني في الغارات الجوية للكيان الصهيوني، وأصيب 5000 شخص اخر، ثلثهم من الأطفال والنساء. هذه الإحصائيات والصمت على الجرائم يظهر سقوط القيم الإنسانية في الغرب. اذ يجب مراجعة هذه القيم وإعادة تعريفها مرة أخرى.

*اسباب عملية طوفان الاقصى

وأشار أبو شريف إلى أسباب عملية طوفان الأقصى، وقال: السبب الأول هو أن 72% من سكان غزة هم من اللاجئين الذين دخلوا هذه المنطقة منذ عام 1948. ولذلك فإن أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة نازحون ولاجئون. والسبب الثاني هو أن غزة محاصرة منذ 17 عاماً، وللأسف لم يفعل العالم شيئاً لاهل هذه المنطقة. تم تقديم المساعدات الممنوحة لهذه المنطقة بالتقطير وكان ذلك إلى الحد الذي يمكنهم من البقاء على قيد الحياة فقط.

كما تحدث عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في قطاع غزة قائلا: ان حوالي 60% من القوى العاملة في قطاع غزة عاطلون عن العمل؛ حوالي 50% من سكان قطاع غزة هم من الأطفال والناشئة الذين هم خارج إطار العمل. ولذلك فإن الظروف المعيشية صعبة للغاية في هذه المنطقة.

وأضاف ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران: السبب الثالث لتنفيذ عملية طوفان الأقصى يتعلق بمحاولة الكيان الصهيوني السيطرة على القدس والمسجد الأقصى. فكما حاولوا السيطرة على الحرم الإبراهيمي في الخليل في الماضي، لديهم الآن نفس المخطط بالنسبة للقدس والمسجد الأقصى. أما العامل الرابع فيتعلق بمسألة الأسرى. اذ يقبع في سجون الكيان الصهيوني نحو 6000 أسير فلسطيني، وقد خلق النظام لهم أصعب الظروف إلى حد أن بنغفير حاول التقليل من طعامهم وينوي حرمانهم من أبسط حقوق الأسير.

واعتبر أبو شريف العامل الخامس هو قضية المستوطنين وقال: المستوطنون الصهاينة هم من شر خلق الله وأبغضهم، حتى أنهم في الماضي كانوا يبصقون على المسيحيين الذين كانوا يعبرون من الشوارع والطرقات. بل إنني يمكنني القول بثقة إنه لو كان باستطاعة بنغفير لبصق في وجه بايدن.

كما اشار الى الوضع في الضفة الغربية وقال: تم إنشاء حوالي 600 حاجز من قبل القوات الصهيونية في هذه المنطقة، بحيث يتم عزل جميع المناطق عن بعضها البعض. بالمعنى الحرفي، تقف الضفة الغربية في جانب الفصل العنصري. والمفارقة المرة هنا أن الأمم المتحدة تعتبر هذه المناطق مناطق محتلة. ووفقاً لقوانين الأمم المتحدة، يحق لمن يتم غزو أرضه الوقوف في وجه المحتل. وللأسف، الفلسطينيون محرومون من هذا الحق.

وأضاف: إذا احتج الفلسطينيون فسيعتبر ذلك عملاً استفزازيًا. وفي حالة المظاهرات يعتبر عملاً عنيفًا. وإذا حملوا السلاح، يطلق عليهم إرهابيون. ولذلك نرى أن أمريكا تدعم الكيان الصهيوني بكل قواها؛ وهو نفس الأمريكي الذي دعم كييف بشكل كامل بعد بدء الحرب في أوكرانيا، لكنه يدعم الكيان الصهيوني في القضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالتخطيط لتنفيذ عملية طوفان الأقصى، قال أبو شريف: تم بالفعل التحضير لتنفيذ العملية، وان النتائج التي تحققت، فاقت توقعاتنا. قال احد الخبراء ان حماس ذهبت إلى الأراضي المحتلة في غلاف غزة لتعود بصورة تذكارية، لكنها عادت بألبوم انجازات وانتصار؛ انتصار صدم الكيان الصهيوني وما زال في صدمة.

*اصبح العدو اعمى واصم

وبين أن الكيان الصهيوني متقدم جداً في مجال الاستخبارات والتجسس، وقال: إن قيمة الجدار الذي أقامه الكيان الصهيوني بين قطاع غزة والمستوطنات الصهيونية تصل إلى مليار دولار. كما تحلق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار على مدار 24 ساعة يوميا في سماء غزة. وتم تركيب جميع أنواع كاميرات المراقبة وأجهزة التنصت في جميع اطراف غزة. وحتى جميع خطوط الهاتف المحمول لسكان قطاع غزة يتم التنصت عليها ومراقبتها من قبل الصهاينة. وبجملة واحدة، فإن كافة جوانب الحياة في قطاع غزة تخضع لمراقبة الصهاينة. ومع كل هذه الأعمال التجسسية والمراقبة التي يقوم بها الكيان الصهيوني، فبمشيئة الله، أصبح العدو أعمى وأصم حتى لا يلاحظ هذه العملية.

انتهى ** 2342