طهران /12 تشرين الاول/اكتوبر/ إرنا - صرح وزير الخارجية الايراني " حسين امير عبد اللهيان" بأن مسؤولين في بعض الدول يتواصلون معنا ويسألون عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة؛ وقلنا لهم إن جوابنا الواضح فيما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أن كل شيء يعتمد على تصرفات الكيان الصهيوني في غزة، موضحا بأن لا أحد في المنطقة يطلب منا الإذن بفتح جبهات جديدة.

وقد التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المتواجد في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ،وناقش الجانبان خلال هذا اللقاء العلاقات الثنائية ومستجدات الساحة الفلسطينية الراهنة .

وخلال هذه اللقاء صرح امير عبداللهيان بأنه متواجد في بغداد لإجراء مشاورات نظرا للتطورات في فلسطين ، مضيفا انه ليس سرا أننا نواجه جرائم حرب يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ضد الشعب الفلسطيني .

واشار وزير الخارجية  الى ان الاحتمالات مفتوحة وقد تحصل احداث جديدة في المنطقة نظرا الى ان الولايات المتحدة وبعض الأطراف ترسل الأسلحة الى إسرائيل وقد سمحت لهذا الكيان الإجرامي بقتل المواطنين والمدنيين الفلسطينيين بوحشية في غزة، في ظل الوضع الذي يحاصر فيه الكيان الصهيوني غزة بشكل كامل ويقطع عنها المياه والكهرباء والوقود ويمنع إيصال الغذاء والدواء.

كما صرح امير عبد اللهيان بأن مسؤولين في بعض الدول يتواصلون معنا ويسألون عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة؛ وقلنا لهم إن جوابنا الواضح فيما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أن كل شيء يعتمد على تصرفات الكيان الصهيوني في غزة.

وأضاف أن ما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى" كان عملا فلسطينيا عفوبا ومستقلا تماما، والغربيون أنفسهم يؤكدون أن سلوك نتنياهو المتطرف هو الذي خلق هذه الظروف.

واردف أمير عبد اللهيان بأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي مستمرة حتى الآن ولا أحد في المنطقة يطلب منا الإذن بفتح جبهات جديدة.

واعلن ان التواصل قائم مع مسؤولي الصليب الأحمر العالمي والأمم المتحدة، ونحاول من خلالهم إرسال الغذاء والدواء إلى أهل غزة، كما نقوم بالتشاور وتبادل الاراء والأفكار مع بعض دول المنطقة بهذا الخصوص.

وفي معرض تشكره العراق على مواقفه القوية الداعمة لفلسطين وشعب غزة، وقال وزير الخارجية ان العراق بمرجعيته العليا وحكومته وشعبه وتياراته يدعم فلسطين بقوة، مما يدل على نظرة العراق الصحيحة والعميقة للقضية الفلسطينية.

واشار أمير عبد اللهيان الى انه في اتصالاته الدبلوماسية مع الأمين العام للأمم المتحدة والسيد بوريل، اكد على ان ماقامت به المقاومة الفلسطينية هو رد فعل على التصرفات العدوانية والتطرف لحكومة نتنياهو.

وتابع بأنه تم الطلب من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية المنظمة ونحن نرحب ونؤيد أي مبادرة للدول الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني.

وأكد امير عبد اللهيان على ضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني في غزة في اسرع وقت ممكن، مشيرا الى  أن للعراق دور مهم جدا أيضا في محاولة تحقيق هذا الهدف.

التعاون الايراني-العراقي الثنائي

كما أشار أمير عبد اللهيان إلى الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق وأكد على ضرورة تنفيذها بشكل كامل وبذل الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية، وهو ما وافق عليه رئيس الوزراء العراقي بشكل متبادل.

لا يمكننا أن نراقب الوضع فقط في غزة

وفي هذا اللقاء، وفي معرض شكره وترحيبه بوزير الخارجية الايراني ، اكد رئيس الوزراء العراقي على ان هذه الزيارة تظهر تأكيد إيران على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

وبدوره اكد السوداني على ان قضية فلسطين هي قضية عقائدية وليست قضية سياسية، ودعم فلسطين يعكس ضمير كل مسلم وكل حر في العالم.

وتابع معربا عن عدم استغراب العراق  من عملية "طوفان الأقصى"، لأنه لا يمكن تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، ومن الخطأ الاعتقاد أنه بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني سيتم نسيان حقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضح رئيس وزراء العراق أنه حتى لو أردنا التحدث من منظور الأمم المتحدة والأدبيات الدولية، فقد صدرت عشرات القرارات في الأمم المتحدة بخصوص فلسطين وضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، ولم يلتزم  هذا الكيان بأي منها، ويحرم الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه، ومن الطبيعي أن يبدأ الشعب الفلسطيني انتفاضة لاستعادة حقوقه.

كما اكد السوداني على  أن الشعب العراقي صديق ومساعد للشعب الفلسطيني، وقدم تقريرا عن جهود العراق الدبلوماسية تجاه فلسطين ودعم شعب غزة.

وأضاف السوداني بأن العراق يؤيد عقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث المستجدات الراهنة على الساحة الفلسطينية على مستوى الوزراء وحتى الرؤساء،معلنا استعداد العراق لتقديم اي مساعدة لعقده.

وختم رئيس الوزراء العراقي مؤكدا انه لا يمكننا أن نكون مراقبين للوضع فقط في غزة، كما أن آراء المرجعية العليا للعراق في هذا المجال واضحة أيضا وسنواصل نحن وإيران جهودنا في هذا المجال.

انتهى**ر.م