طهران /17 تشرين الاول/اكتوبر/ارنا – ان مواقف عدد من السياسيين الإسبان المناهضة لإسرائيل جعلت مدريد أول عاصمة أوروبية مستهدفة دبلوماسيا من قبل الكيان الصهيوني،واعتبرت الحكومة الإسبانية هذه المواقف في سياق حرية التعبير في اسبانيا واتهمت تل أبيب بالكذب .

وأفادت صحيفة "إل كونفيدنشيال" الإسبانية اليوم الثلاثاء،  أن البيان الحاد للسفارة الإسرائيلية في مدريد الذي أدان مواقف بعض أعضاء الحكومة الإسبانية والتي فسرها على أنها "غير أخلاقية ومخزية"، يمثل أول صراع مباشر بين الكيان الصهيوني ودولة عضو في الاتحاد الاوروبي بعد الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حركة حماس، أثار رد فعل إسبانيا بموقف مفاده أن "في الديمقراطية هناك حرية التعبير".

ومما يجدر ذكره أنه وفي أعقاب الانتقادات الصريحة التي وجهها بعض القادة الإسبان بشأن "جريمة الحرب الإسرائيلية في غزة" و"الإبادة الجماعية المخطط لها للشعب الفلسطيني"، نشرت السفارة الإسرائيلية في مدريد بيانا طالبت فيه رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز"بأن يدين "بوضوح" مواقف شركائه في الائتلاف.

وردا على بيان سفارة الكيان الصهيوني،اكدت الحكومة الإسبانية على رفضها القاطع للأكاذيب التي وردت في هذا البيان بشأن بعض أعضائها ولا تقبل باي تلميحات ، موضحة بأنه يمكن لأي قائد سياسي أن يعبر عن مواقفه بحرية كممثل لحزب سياسي في دولة ديمقراطية كاملة مثل إسبانيا.

ومؤخرا فقد طالبت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية بالإنابة "إيوني بيلارا" (Ione Belarra) بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.وردا على بيان السفارة الاسرائيلية في مدريد ، كررت مجددا موقفها مؤكدة بأن حكومة الكيان الاشرائيلي ترتكب جرائم حرب عبر قصف المدنيين وقطعها الماء والكهرباء عن قطاع غزة وعدم سماحها بدخول المساعدات الانسانية وهو ما يمثل ابادة جماعية وانتهاكا للقانون الدولي.

واضافت هذه الوزيرة الاسبانية والتي شاركت أيضا في مسيرة دعم لفلسطين في مدريد، ان إدانة هذه الإبادة الجماعية ليس تحالفا مع حماس، بل هو التزام ديمقراطي والصمت هو تواطؤ مع الإرهاب.

وطالب قادة حزبي اليسار الإسبانيين سومر (Sumar) وبوديموس (Podemos ) ، المشاركين في مظاهرة مدريد، حكومة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالتحرك بقوة أكبر تجاه الكيان الإسرائيلي من أجل منع وقوع كارثة إنسانية.

وفي هذا الصدد، دعا المتحدث باسم حزب بوديموس "عيسى سيرا"  (Issa Serra)الى وضع حد لـ "التواطؤ" مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني، كما طالب مسؤولون يساريون آخرون حاضرون أيضا بـ "خطوة إلى الأمام" لإنهاء هجمات الكيان الصهيوني على غزة.

وفي الايام الاخيرة ، انكشف الانقسام والخلاف بين السياسيين الإسبان بشأن القضية الفلسطينية بحيث شهد مجلس مدريد في لقاء هذا الأسبوع الوقوف دقيقة صمت حدادا على القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا جراء هجمات المقاومين خلال عملية "طوفان الأقصى".

وبالمقابل خصص احد الائتلافات اليسارية  ماس مدريد (Más Madrid)جزءا من وقته للصمت تكريما لضحايا طرفي الصراع بينما لم يقف ممثلو الجناح اليميني وعلى رأسهم الحزب الشعبي (PP) أحد المؤيدين المخلصين لإسرائيل في إسبانيا.

ويذكر بأن جيش الكيان الصهيوني، الذي مُني بهزيمة مذلة أمام فصائل المقاومة الفلسطينية في سياق عملية " طوفان الأقصى"، يرتكب منذ 11 يوما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر استهدافه الأبراج السكنية ومنازل المواطنين بهجماته الوحشية وقطعه المياه والكهرباء ومنعه دخول الغذاء والدواء الى غزة.

ويواصل هذا الكيان الغاصب الزائف الذي مازال تحت تأثير صدمة هذه الهزيمة المذلة استهداف المدنيين الفلسطينيين ويسعى الى تهجيرهم قسريا من خلال تحويل غزة الى ارض محروقة، وذلك محاولة منه لتغطية فشله في التصدي لعمليات المقاومة الفلسطينية وايقافها.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الثلاثاء، أنه منذ بدء هجمات الكيان الصهيوني على مناطق مختلفة في قطاع غزة، استشهد 2837 شخصا، وأصيب نحو 12 ألفا.

انتهى**ر.م