طهران / 23 تشرين الاول /اكتوبر/ارنا- صرح وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين امير عبداللهيان باننا حاولنا خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة 3+3 مناقشة الحلول لوقف جرائم الكيان الصهيوني وتقديم المساعدات الإنسانية وكذلك وقف التهجير القسري لسكان غزة.

جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع الأول لوزراء خارجية صيغة 3+3، أجاب فيه على أسئلة الصحفيين.

وفي بداية هذا المؤتمر الصحفي وردا على سؤال حول عقد اجتماع لوزراء الخارجية بصيغة 3+3 في طهران قال: انعقد الاجتماع الأول بصيغة 3+3 حول مسألة حل نزاعات جنوب القوقاز في روسيا وعلى مستوى نواب وزراء الخارجية وعقد اليوم في طهران الاجتماع الثاني لهذه الدول والأول على مستوى وزراء الخارجية.

وقال وزير الخارجية: نأمل أن نشهد الحضور البناء والمفيد لدولة جورجيا الصديقة في استمرار هذا التنسيق وتم الاتفاق على عقد الاجتماع القادم للوزراء في تركيا.

وأضاف رئيس الجهاز الدبلوماسي: أن عقد هذا اللقاء في طهران بالتزامن مع الأزمة في غزة والعمليات العسكرية والاعتداءات المستمرة للكيان الصهيوني المزيف ضد السكان المدنيين في غزة، كان له رسالتان مهمتان؛ الرسالة الأولى هي أننا اغتنمنا فرصة حضور وزراء خارجية هذه الدول للبحث والتركيز أكثر والتشاور بشكل ثنائي على المستوى الوزاري، واجرينا مشاورات وثيقة ومثمرة لإيجاد حلول للوقف الفوري لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني وإرسال المساعدات الإنسانية ووقف إجراءات الهجرة القسرية لسكان غزة إلى جنوب فلسطين.

وقال: هذا الاجتماع حمل أيضًا رسالة مفادها أن جمهورية إيران الإسلامية نشطة في القضايا الإقليمية وتهتم بالتطورات في جنوب القوقاز في ذروة الأزمة في منطقة غرب آسيا.

وأضاف أمير عبداللهيان: شعار وعنوان اجتماع اليوم ركز على التحول هذه المرة الى السلام والتعاون والتقدم في جنوب القوقاز ومحادثاتنا تركزت في نص البيان ونأمل ألا نشهد استخدام القوة في جنوب القوقاز في المستقبل، ونامل أن تعقد هذه الاجتماعات في باكو ويريفان بعد تركيا.

وردا على سؤال مراسل روسيا اليوم حول ادعاء الأمريكان باتهام إيران بدعم حماس والجهاد الإسلامي، قال رئيس السلك الدبلوماسي : لا يخفى على أحد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي إطار قيمها الإنسانية والوطنية والدينية  ، تدعم المقاومة الفلسطينية ضد ظاهرة الاحتلال الصهيوني المشؤومة ولديها دائما موقف واضح ومحدد ومستمرون في تقديم الدعم السياسي والدولي والإعلامي للمقاومة الفلسطينية والمقاومة في المنطقة ضد ظاهرة الاحتلال الصهيوني.

وقال: ليس لدينا أي مجاملة لنقول إن الكيان الصهيوني معروف ككيان محتل وغاصب، واستنادا إلى القانون الدولي فما لم يتم إزالة الاحتلال، فإن حكم الأراضي المحتلة ساري المفعول تماما في هذه المنطقة. وبموجب القانون الدولي، يستطيع أولئك الذين احتلت أراضيهم حمل السلاح للدفاع عن حقوقهم المشروعة.

وتابع وزير الخارجية: إننا نشهد أن بعض الدول الغربية، وخاصة في ظل الإدارة الأمريكية، تحاول التجاهل التام لظاهرة الاحتلال الصهيوني وتحاول إدانة ومواجهة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في المنطقة.

وأضاف أمير عبد اللهيان : أجريت اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المصري الليلة الماضية، واليوم تلقينا المزيد من التفاصيل من وزراء الخارجية الحاضرين في طهران حول اجتماع القاهرة. ومن المؤسف أن الدول الغربية المشاركة في تلك القمة لم توافق حتى على إدراج كلمة واحدة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في نص البيان الختامي للقمة في مصر، وفي المقابل يريدون إدانة المقاومة.

وقال: نعتقد أن المقاومة الفلسطينية أمر واقع في المنطقة. إيران لا تسعى إلى توسيع الحرب في المنطقة، لكن القتل المستمر للنساء والأطفال والمدنيين ضيق المجال أمام قوى المقاومة وأبناء المنطقة، والنتيجة أننا نسمع أخبار الأحداث التي تجري في المنطقة ضد مثيري الحرب في المنطقة .

واضاف رئيس السلك الدبلوماسي: نأمل أن تؤدي مجموعة الجهود في إطار منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع جدة إلى وقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية.

وقال: أود أن أؤكد مرة أخرى أن المنطقة اليوم مثل برميل بارود وأي حدث خارج عن السيطرة يمكن أن يحدث في المنطقة في أي لحظة. ولذلك، وقبل فوات الأوان، فإننا ننصح ونحذر كافة الأطراف المشاركة في تصعيد الحرب، وتحديداً أمريكا والكيان الصهيوني، بالتوقف الفوري عن قتل النساء والأطفال والمدنيين.

وقال أمير عبد اللهيان: انه في لقاء اليوم في طهران، كان أحد المواضيع المهمة في كلمات الوزراء يتعلق بالتطورات في فلسطين، خاصة أن وزيري خارجية تركيا وروسيا كان لهما مواقف قوية ودقيقة، في سياق التأكيد على الوقف الفوري للحرب ووقف إطلاق النار ووقف قتل النساء والأطفال والمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري.

وتابع وزير الخارجية: لقد رفعنا العلم الفلسطيني على جانبي قاعة الاجتماع تضامنا مع شعب فلسطين العظيم والمقاوم.

*خطوة عملية في اتجاه تحرك أذربيجان وأرمينيا نحو السلام والصداقة

وردا على سؤال حول ممر زنغزور وكذلك حضور وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في اجتماع اليوم في طهران، قال: إن فائدة اجتماع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان الى جانب بعضهما البعض في طهران هي خطوة عملية وهامة في اتجاه تحرك البلدين نحو السلام والصداقة. وعلى هامش الاجتماع ، أتيحت الفرصة لوزيري خارجية البلدين لإجراء مباحثات.

وقال وزير الخارجية: إن هذا الاجتماع وفر منصة نأمل أن نشهد فيها إرساء السلام والأمن المستقر في جنوب القوقاز في أقرب وقت ممكن. إن حقيقة اعتراف أرمينيا بسيادة أذربيجان على منطقة قرة باغ وإعلان أذربيجان توفير الأمن والحماية للأرمن الذين يعيشون في هذه المنطقة باعتبارها مسؤوليتها الرئيسية يعد خطوة إيجابية. نأمل أن نرى اتفاقًا جيدًا بين أرمينيا وأذربيجان في أقرب وقت ممكن.

*أمريكا وقفت إلى جانب الكيان الصهيوني من جانب واحد

وردا على سؤال حول إن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، وضمن دعمها جرائم الكيان الصهيوني، تريد الضغط على حزب الله والمقاومة. وأطلقت مزاعم لا أساس لها من الصحة بشأن إيران وطلبت من إيران التوقف عن إرسال الأسلحة إلى فصائل المقاومة، أجاب رئيس السلك الدبلوماسي: للأسف، وقفت أمريكا بشكل أحادي إلى جانب الكيان الصهيوني.

* إدارة الحرب ضد فلسطين بيد الأجهزة العسكرية والأمنية الأمريكية

وأضاف: اليوم أعلن وفق معلومات دقيقة أن إدارة الحرب على فلسطين هي بيد الأجهزة العسكرية والأمنية الأمريكية. لقد انهار النظام الأمني ​​والنظام الحكومي والسياسي في الأراضي المحتلة بشكل كامل، لكن آلة الحرب التابعة للكيان الصهيوني، بقيادة وتوجيهات الجيش والأجهزة الأمنية والقطاع السياسي الأمريكي، تحاول إنقاذ الكيان الصهيوني المنهار من هذه الأزمة.

وقال وزير الخارجية: بالإضافة إلى اتصالات وزيارة بايدن إلى تل أبيب والزيارات المتكررة للمسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين الأمريكيين إلى الأراضي المحتلة، يبحث الأمريكيون على الصعيد الدولي عن قرار بهذا المضمون يصدر في مجلس الأمن. هذا القرار هو محل تحدي. أجرينا محادثة مهمة مع لافروف، الذي كان حاضرا في الاجتماع اليوم وتملك بلاده حق النقض على القرار. كما أننا نتشاور مع الصين في هذا الصدد، وتبذل كافة الجهود لضمان عدم صدور أي قرار ضد مصالح فلسطين وعدم استمرار الأميركيين في التصرف بشكل أحادي.

*أعلنا لأمريكا بصوت عال

وردا على سؤال آخر قال وزير الخارجية: ما هو حلم الكيان الغاصب للقدس اليوم؟ إنهم يسعون إلى القضاء على المقاومة في غزة نهائياً. يسعون إلى تهجير سكان غزة من شمال غزة إلى جنوب غزة واستهداف المستشفيات والكنائس والمساجد والمدنيين بهدف إخلاء شمال غزة، وفي الخطوة التالية يسعى الصهاينة إلى نقل سكان غزة بشكل كامل إلى سيناء في مصر، وان يتم نقل سكان الضفة الغربية إلى أجزاء من الأردن. هذا هو الحلم الذي يدور في أذهان الصهاينة اليوم، ويعتقدون أن بإمكانهم تحقيق مثل هذا السيناريو بدعم كامل من أمريكا.

وأوضح أمير عبد اللهيان: أعلنا بصوت عال للجانب الأمريكي، منذ سنوات مضت أنتم وحلفاؤكم بذلتم جهودا كبيرة لإزالة حزب الله من ساحة المقاومة في المنطقة ونزع سلاح حزب الله، لكن حزب الله اليوم أقوى من أي وقت مضى. واليوم، حزب الله في نقطة قوة، حيث أرسل الأميركيون والغربيون عشرات الرسائل إلى حزب الله طالبوا فيها بعدم فتح جبهة حرب جديدة ضد الكيان الصهيوني.

وقال أمير عبد اللهيان: ما قدمته لكم هو حلم الصهاينة في مشهد العمليات. هذا لا يعتمد على التحليل، بل يعتمد على معلومات تظهر آمال وأحلام الصهاينة التي لن تتحقق في الأراضي المحتلة. إنهم يريدون إنشاء دولة فلسطين الجديدة في أجزاء من مصر والأردن. ولهذا السبب، أكد الرئيس المصري بوضوح أن الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى في أرضه. فلا مصر ولا الأردن يريد قيام الدولة الفلسطينية على أراضي هذين البلدين.

وقال: المقاومة حقيقة كبيرة وفعالة في المنطقة. رغم المشاهد المؤلمة التي نراها إعلاميا من جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة ومجازرهم في غزة، إلا أن الكيان الغاصب، المدجج بالسلاح ، تفاجأ أمام مجموعة مقاومة وكان رد فعله اراقة دماء النساء والأطفال.

واضاف وزير الخارجية: فلسطين ولبنان لديهما أفضل الظروف ومعادلة هذه الحرب ستحددها المقاومة.

وقال رئيس السلك الدبلوماسي عن إرسال مساعدات إيرانية لغزة والمشاورات مع مصر: في اتصال هاتفي مع نظيره المصري اتفقنا على إمكانية وصول المساعدات الإيرانية إلى أهل غزة. قمنا في إحدى المراحل بالتنسيق اللازم، ولكن من أجل توفير الخدمات اللوجستية، أعلنا الليلة الماضية عن تفاصيل الرحلة الأولى للهلال الأحمر، ونأمل أن تتم الاستعدادات في أقرب وقت ممكن.

وردا على سؤال قال وزير الخارجية: الأميركيون أرسلوا رسالتين إلى إيران، المحور الأول أننا لا نريد توسيع الحرب والمحور الثاني أننا نريد من إيران ممارسة ضبط النفس. ياتي ذلك في حين أثبتت الولايات المتحدة في الأسبوعين الماضيين أنها بإرسال كميات ضخمة من الأسلحة ودعمها للكيان الصهيوني، تعمل على تصعيد المعركة في غزة والضفة الغربية وعلى اراقة دماء النساء والأطفال والمدنيين في فلسطين.

وأضاف: أخاطب السيد بايدن من هذه المنصة لوقف النفاق، هل كان هذا شعاركم في الحملة الانتخابية عندما تحدثتم عن احترام حقوق الإنسان في العالم؟.

وفيما يتعلق بإعمال الإبادة الجماعية في فلسطين والخلافات في مجلس الأمن، أضاف وزير الخارجية: بسبب الخلافات الجسيمة في مجلس الأمن حول هذه القضية، فإن مجلس الأمن غير فعال. ونحن نرى عدم الكفاءة هذا في أزمات أخرى أيضًا. وعندما لا يتوصل مجلس الأمن إلى نتيجة، يُحال الأمر إلى الجمعية العامة، وإذا كان هناك اتفاق، يصدر قرار في الجمعية العامة.

وقال: طالما أن أمريكا تقف على أحد جانبي الصراع بهذه الطريقة، فإن الوضع في مجلس الأمن هو نفسه كما ترون. إن ما قام به السيد غوتيريش خلف معبر رفح جدير بالاشادة. ونأمل أن نرى دورا بناء في مجلس الأمن.

وفيما يتعلق بالتعاون في منطقة القوقاز، قال أمير عبد اللهيان: في اجتماع اليوم، تم التأكيد على مسألة عدم تغيير الجغرافيا السياسية. وفي لقائي مع السيد علييف في باكو، أعلنوا أننا لا نتطلع إلى تغيير الحدود، والآن تم تعريف ممر من قبل إيران.

وأشار إلى أن وزارات البلدين تتعاون لتنفيذ المشروع. إن وجود الأطراف الأجنبية لم يترك لنا سوى الضرر. هناك مثالان في العراق وأفغانستان يشكلان تجربة قيمة في التدخل في الشؤون الداخلية. لقد بعث اجتماع اليوم برسالة قوية إلى المجتمع الدولي.

انتهى ** 2342