وذكرت إحدى الطالبات أن الطلاب مروا بأوقات عصيبة وشعروا بالتهديد، فيما هتف المعتدون "الموت للعرب".
وقالت الهيئة المشتركة للكتل الطلابية العربية في الجامعات والكليات، إنها تعمل على إخلاء الطلاب العرب من مساكن نتانيا، بعد الاعتداء عليهم وتدين الاعتداء العنصري.
وأصدرت الهيئة بيانا تستنكر فيه "الاعتداء العنصري على الطلاب والطالبات العرب في كلية نتانيا، وترى فيه استمرارا للتحريض الأرعن على طلابنا في الفترة الأخيرة، والذي وصل ذروته اليوم باستهداف طلابنا ومحاولة الاعتداء عليهم داخل مساكن الطلبة، والتي هي جزء من الحرم الأكاديمي".
وأضاف بيان الهيئة أنها تعمل على إخلاء الطلاب من المساكن في هذه الأثناء من خلال الحافلات، كما تعمل على تأمين عودة الطلاب سالمين إلى بيوتهم، إلا أن الشرطة تعذر عليها حتى الآن تأمين الإخلاء، وقامت بإعادة الحافلات التي وصلت منطقة الكلية.
وتابع البيان: نحمل الشرطة وأمن الكلية المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة طلابنا، وندعو لوقف التحريض المستمر على طلابنا وطالبتنا في مختلف الجامعات والكليات في البلاد.
يذكر أن الطلاب العرب يتعرضون لملاحقات وفصل من الجامعات بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تعتبرها دولة الاحتلال داعمة لحركة "حماس" وما تصفه بـ"الإرهاب".
وعادة ما تكون تلك المنشورات مجرد تعبير عن موقف إنساني يطالب بوقف الحرب.
إرهاب المستوطنين تصاعد غير مسبوق في الاعتداءات بالضفة الغربية
وصدمة كبيرة تلازم الفلسطيني وائل أحمد صالح من قرية الساوية، جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد أن باغتهم مستوطنون مسلحون، أمس السبت، وهم يقطفون ثمار الزيتون في أراضيهم على أطراف القرية، وأطلقوا الرصاص عليهم، ما أدى لاستشهاد قريبه بلال محمد صالح.
وقال صالح : لأن السبت، هو يوم إجازة رسمية، اتفقت مع بلال وآخرين على قطف ثمار الزيتون من أرضنا القريبة من الشارع الرئيسي، لكن بعد ساعات ودون سابق إنذار، وصل أربعة مستوطنين أحدهم مسلح، وطلبوا منا المغادرة ولوحوا بالاعتداء علينا، ولم نعتقد أن الأمر سيتطور إلى أكثر من شجار، كما كل موسم زيتون، إلا أن المستوطن المسلح أطلق النار من مسافة لا تزيد عن عشرين مترا تجاه بلال وقتله، ومن ثم انسحبوا واختفوا.
يذكر أن صالح هو الشهيد العشرون من بين الشهداء الذين سقطوا منذ مطلع العام الجاري، وحتى يوم السبت، برصاص المستوطنين، الذين تصاعدت حدة اعتداءاتهم بعد إطلاق "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري، إذ سجل استشهاد 7 فلسطينيين برصاصهم حتى اليوم.
تصعيد استيطاني رسمي
وقال مدير مركز أبحاث الأراضي في الضفة الغربية "محمود الصيفي"، إنه منذ تسلم حكومة الاحتلال اليمينية زمام الحكم (29 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، تصاعدت حدة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في مختلف أنحاء الضفة الغربية، لكنها أخذت منحنى أكثر دموية منذ بدء طوفان الأقصى.
ووثق مركز أبحاث الأراضي منذ بداية العام الحالي حتى اليوم، استشهاد 20 فلسطينيا على يد مستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس، وأكثر من 1600 اعتداء، كان لمنطقة جنوب نابلس حصة الأسد فيها، خاصة بلدات قصرة وحوارة وبورين، إضافة لمناطق في سلفيت والخليل والقدس والأغوار، في حين شهد العام الماضي، نحو 1148 اعتداء.
وتراوحت اعتداءات المستوطنين بين إطلاق الرصاص، ومصادرة الأراضي الزراعية لإقامة المستوطنات وتوسيعها أو إنشاء بؤر استيطانية، واقتلاع الأشجار، وحرق المحاصيل الزراعية أو سرقتها، وتسميم مياه الشرب والآبار الجوفية والسطحية، وقتل وسرقة المواشي، ومنع البدو من الوصول إلى مراعيهم، والاعتداء على المركبات المارة على الطرق الرئيسية.
تصعيد لافت
ما كان لافتا في تصعيد المستوطنين، تحريضهم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مجموعات خاصة بهم، على قتل الناشطين، وتهديد القرى بشن هجمات دموية عليها، والتحريض لتدمير المحال التجارية لمجرد نشر أصحابها إعلانات تجارية لم ترق للمستوطنين، إضافة إلى توزيعهم منشورات تدعو الفلسطينيين للهجرة إلى الأردن.
وأضاف الصيفي: اليوم فقط، رصدنا حتى اللحظة 9 اعتداءات بحق قاطفي الزيتون وحدهم بالضفة الغربية، أكثرها دموية كانت باستشهاد المزارع بلال صالح في قرية الساوية، مشيرا إلى اعتداءات أخرى تجري بحماية قوات الاحتلال، بينها سرقة أغنام، وسرقة معدات خاصة لقطف ثمار الزيتون، وغالبية تلك الاعتداءات تقع تحت تهديد السلاح.
مرحلة خطيرة
ويرى الصيفي أن الجريمة بحق الشاب بلال صالح لن تكون الأخيرة، مضيفا: نحن مقبلون على مرحلة خطيرة، كنا قد حذرنا منها كثيرا في الماضي، دون أن يستمع لنا أحد؛ فالمواجهة في الضفة الغربية مع قطعان المستوطنين حتمية، خاصة أنهم يحظون بحماية مطلقة من حكومتهم ودعم من وزرائها المستوطنين أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وتابع الصيفي: إذا كان هناك احتمال 1 بالمائة لأن تتخذ شرطة الاحتلال إجراء ولو شكليا بملاحقة المعتدين من المستوطنين أو اعتقال القتلة منهم، كما فعلوا مع قاتل عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس عام 2015، فإن هذا الاحتمال انتهى كليا، بل على العكس فقد باتوا اليوم ينالون التقدير والتشجيع والدعم بالمال والسلاح بعد كل جريمة يقومون بها.
وتأتي هذه التحذيرات من خطورة المرحلة، مع تهديدات ووعيد من المستوطنين للفلسطينيين بالضفة الغربية بـ"نكبة كبرى" جديدة على غرار ما حدث عام 1948، بما في ذلك القتل والتهجير، عبر منشورات وضعت على مركبات المزارعين الفلسطينيين غرب سلفيت.
إرهاب المستوطنين المنظم
وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية "عزام أبو العدس"، إن اختلفت طريقة اعتداءات المستوطنين بشكل جوهري خلال السنوات القليلة الماضية، وباتوا أكثر تنظيماً، وهناك مجموعات في المستوطنات الكبيرة والمركزية المنتشرة بالضفة الغربية تعمل بتنسيق كامل فيما بينهما.
ومثال ذلك، بحسب أبو العدس وجود غرفة عمليات في مستوطنة يتسهار، المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس، تشرف على الهجمات التي تقع في تلك المناطق، وهؤلاء يملكون أسلحة وأجهزة اتصال ومراقبة، وهذا غيض من فيض مما كشفه الإعلام العبري مؤخرا.
ولم تعد الهجمات ضد الريف الفلسطيني عشوائية، بل مدروسة ومنسقة، حيث قائلا أبو العدس: هناك فرق تعمل على دراسة المكان واختيار الهدف، وأخرى تتابع الإعلام الفلسطيني ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، وخير مثال على ذلك تحذيرهم من أن تمر جنازة شهيد ما من منطقة معينة، بناء على مخطط سيرها كما أعلن عنه في الإعلام الفلسطيني، كما جرى في بلدة قصرة جنوب نابلس، فنصب المستوطنون كمينا لموكب تشييع أربعة من الشهداء ثلاثة منهم قتلوا برصاصهم، وقتلوا اثنين آخرين خلال اعتراض موكب التشييع.
وأكد: أن ما تشهده الضفة الغربية من تصاعد اعتداءات المستوطنين، والتغيير في النمطية وأساليبها جاء نتيجة الرافعة القانونية التي يوفرها المستوى الرسمي في حكومة الاحتلال المتطرفة، إضافة إلى تقديم عشرات الآلاف من قطع السلاح للمستوطنين، وإصدار القرارات بتخفيف صلاحيات إطلاق النار، ومحاولة استغلال ما يحدث من عدوان على قطاع غزة، وانشغال الإعلام العالمي بما يحدث فيها ليصبح غطاء على جرائمهم في الضفة الغربية.
انتهى**3276