واضاف "اللواء سلامي"، في كلمته (اليوم الخميس) خلال اجتماع أئمة الجماعة وقادة قواعد التعبئة الشعبية (الباسيج) بمصلى الامام الخميني (رض) في طهران، ان "الكيان الصهيوني يشكل جسرا خطيرا لتسهيل الحضور العسكري الغربي وخاصة القوات الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية التي تعمل على انشاء قوة ضاغطة لتمرير سياساتهم الدموية على حساب دول المنطقة".
وتابع : لكن العالم اليوم موحد ضد أميركا أكثر من اي وقت مضى، لان سياساتها الاجرامية بدأت تظهر للعلن؛ مبينا : لقد كشف قائد الثورة الاسلامية المعظم، في كلمته امس امام مجموعة من التلاميذ وطلاب الجامعات، عن التاريخ الماساوي والحقائق المؤلمة للحكم الاستعماري الأمريكي والبريطاني على أرضنا الحبيبة إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية.
وأوضح قائلا : أعداء الإسلام وإيران، يبذلون جهودا حثيثة اليوم من اجل الاسحواذ على قلوب وعقول شبابنا، وهناك جهد إعلامي كثيف لربط عقول الشباب بتاريخ أمريكا الخبيث.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني : منذ مائة عام وحتى لحظة بزوغ فجر الثورة، خضع الشعب الإيراني تحت تأثير النزعات الاستعمارية والحضور المباشر والتدخلات العلنية والحرمان من حقوق الإنسان وسلب قدرة الشعب على ترسيخ سيادته. ومنذ اكتشاف النفط، والقفزة الهائلة لمكانة العالم الإسلامي في الجغرافيا السياسية الدولية، وضعت أمريكا وإنجلترا الأراضي الإسلامية تحت سيطرتهما المباشرة ونهبتا الهوية المادية والروحية للشعوب.
وأضاف اللواء سلامي : جعل هؤلاء الاعداء إيران كولاية منفصلة عن الولايات المتحدة، وفي المعركة بين العرب و"إسرائيل"، لم يسمحوا لإيران بمقاطعة الكيان الصهيوني، بل قام شاه إيران انذك بتعويض نقص النفط لدى "إسرائيل"؛ وكل شيء كان في أيديهم، ولم يكن ملك إيران سوى قطعة بسيطة من لعبة الشطرنج السياسي الأمريكي.
وتابع : في ظل هذا الوضع الحالك، وضع نيكسون رئيس جمهورية أمريكا في حينه، إيران والسعودية كركيزتين لحماية السياسات الإقليمية والعالمية الامريكية.
ومضى الى القول : لكن جهود الإمام (الراحل) وسماحة قائد الثورة أدخلت الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي في خانة السياسة العالمية وقدمتها كجانب مؤثر في السلطة. لقد اتخذ الأعداء مواقع ارتباط خطيرة في النقاط الحيوية للعالم الإسلامي، ووجود الصهاينة في شرق البحر الأبيض المتوسط يعني وجود خنجر دموي في خاصرة العالم الإسلامي. وفي أماكن أخرى، هيمنت عناصر عميلة على الدول الإسلامية، وكانت مهمتها زرع بذور الاستعمار.
وأوضح القائد العام للحرس الثوري : مشاعل الجهاد تشتعل الآن، وبطبيعة الحال الجهاد صعب ومن الصعب الوصول إلى القمم.. اليوم و أكثر من أي وقت مضى، العالم متحد ضد أمريكا، وأكثر من أي وقت مضى الطبيعة الدموية للسياسات الأمريكية تكشف نفسها على مسمع ومراى العالم؛ مبينا ان اولى متطلبات الجهاد هو الحب والكراهية، وقد زرعت أمريكا وحلفاؤها هذا الركن في قلوب المسلمين.
وأكمل اللواء سلامي : غزة اليوم هيأت القدرة على الانتقام لعشرات السنين في نفوس المسلمين، لافتا الى ان أكبر غموض يحيط بأميركا هو أنها لا تستطيع تحديد النصر في غزة، ذلك أن حصار شعب وابادته جريمة وليس انتصاراً؛ متسائلا : هل يمكن للمذبحة التي تعرض لها سكان غزة أن تؤجل الانهيار المبكر لإسرائيل؟ إن تاريخ الإسلام اليوم يمر بمرحلة في مرحلة حساسة جدا، وهذا من أجمل مظاهر انتصار الدم على السيف.
انتهى ** ح ع